على الطريق .. أريد حقي ؟!
[img]img_4294.JPG[/img]تصوير وتعليق / ابتسام العسيري التواهي.. المدينة الحالمة وحكاية عشق أزلية بين البحر والجبل وشواطئها المنفتحة والمرتبطة مع بحار العالم.. وهناك على شواطئ التواهي تتناثر السواحل و النوادي والمتنزهات بدءا من شاطئ العروسة مرورا بساحل( رامبو ) نسبةً إلى الشاعر الفرنسي الذي سكن عدن في القرن الثامن عشر.. وامتدادا على طول الساحل الذهبي حتى شاطئ بحر العشاق النائم في حضن سلسلة من الجبال تخفي خلفها جزراً تستهوي عشاق السياحة والاكتشاف..هنا يحلو للناس التجمع والجلوس على رمالها الذهبية لقضاء أجمل اللحظات في تأمل زرقة البحر، وغروب الشمس الذهبية، وتسلل أجنحة الظلام على جبالها ذات اللون الرمادي الغائم..لعل مخيلتكم رسمت هذه اللوحة الجمالية مثالية كما كانت منذ سنوات مضت، وكما ينبغي لها أن تكون.. ولكن ما ترونه في هذه الصور الجديدة المواجهة لمبنى ( كيبل اند وايرليس ) سابقا بالتواهي التي ألتقطتها كاميرتي ينذر بكارثة تتوارى فيها زرقة البحر بلوحته الأخاذة خلف أكوام البنايات والعشوائيات غير الشرعية، فهي لوحة بحرية مفتوحة على كل ساكني مدينة عدن وزوارها الذين يريدون أن تكتحل بها أعينهم.. بل وحق من حقوقهم المشروعة منذ عرفت عدن ثنائية البحر والجبل ؟!..[img]img_4297.JPG[/img]إنه لمن المؤسف أن يطال جزءاً كبيراً من هذا الشريط الساحلي الكبس والردم وانتشار البنايات ما حجب الرؤية الجمالية له، في الوقت الذي قننت عدد من المنتزهات والأندية التي شغلت مساحات منه باسم المنتجعات السياحية، التي هي من حق المواطن البسيط لأن يستمتع بها ، وفرضت عليه رسوم دخول تثقل كاهله وكاهل أغلب الأسر في مدينة عدن، وغالبيتهم من ذوي الدخل المحدود.ولم يتبق للساكنين متنفس مفتوح دون قيود إلا هذا الموقع الذي نحمد الله على انه مازال يقاوم عتمة الزحف العمراني باسم المنشآت والاستثمار غير السياحي؟! .. هذا الموقع الساحلي الذي يلجأ إليه المواطنون والساكنون والزائرون إما للتأمل والترويح عن النفس وتأمل آفاقه البحرية أو الجلوس على رماله واستنشاق نسماته العليلة هربا من ضغوط الحياة ، هذا الموقع الآن يمحى ويندثر ولا من حسيب ولا رقيب.. و صارت أبواب هذا الموقع مغلقة دونهم ومفتوحة لهؤلاء الذين شرعوا بامتلاك المفتاح لأنفسهم وحدهم فصاروا هم أصحاب الحق بالاستمتاع به..[img]img_4267.JPG[/img]علاوة على كون هذا الموقع المفتوح على سواحل عميقة وتقع أسفل طريق منحدرما يجعله غير مؤهل وخطيراً لكونه عرضة لغضب أمواج البحر وحوادث السيارات.. إلا أن المتطاولين عليه من المتنفذين لم يعيروا اهتماما لمشاكل خطر البناء على منحدرات هذه السواحل ؟!.إن هذه المنطقة الساحلية الواقعة تحت مبنى الاتصالات في التواهي حاليا تحتاج من كل محبي مدينة عدن إلى الوقوف بحزم للدفاع عنها، كما تحتاج إلى قيادة المحافظة والمديرية المعنيين الرئيسيين في وقف هذا العبث ووضع حل جذري ورسمي واضح لأننا وبمتابعتنا لهذا الزحف المعماري على حواف ساحل “رامبو” لدى قيادة المجلس المحلي في مديرية التواهي وجدنا أوامر صريحة بعدم التطاول على الطريق، كما عرفنا أن المتطاولين على حقنا العام في الساحل العام يتحججون بأن هذه البنايات ملك لهم منذ الخمسينات كما قيل لنا ؟!.إننا إذ نستغرب هذه الحجج ونحن أبناء المنطقة من سنوات طويلة لم نر هذه الاستحداثات في هذا الموقع إلا من غرفة حجرية صغيرة مهجورة ربما تكون قد بنيت لغرض مراقبة هذا المنفذ البحري وليس كما يدعون وبالإمكان الرجوع إلى أرشيف الصور القديمة لهذه المدينة.. فمن أعطاهم الحق في اغتصاب هذا الموقع .. وأين هي منظمات المجتمع المدني ، والفعاليات والأنشطة الاحتجاجية التي تقف ضد هكذا انتهاك صارخ بحق منفذ مهم من منافذ مدينة عدن البحرية ؟!. أوليس من الجميل بدلا من الصمت عن هذا التشويه الذي طال ساحل “رامبو” أن يتم استغلاله سياحيا وبقاؤه مفتوحا كما هي هويته..إنها صرخة في وجه هذا الظلم والانتهاك من مواطنة تنتمي إلى هذا الوطن وتقيم بالقرب من هذا الموقع .. إنني أريد حقي وأريد للبحر في مدينة عدن متنفساته حتى لا يموت غضبا..