فيما أشارت تقارير الأمم المتحدة إلى مجازر جماعية وإخفاء قسري
أفراد من جيش جنوب السودان
جوبا/ متابعات:أكد جيش جنوب السودان أنه استعاد السيطرة على مدينة بور الإستراتيجية وأقر بمواجهة صعوبات في السيطرة على ملكال، بينما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية إن تقدما أُحرز في المفاوضات التي تجمع في أديس أبابا طرفي الصراع في جنوب السودان.وقال المتحدث باسم الجيش فيليب أغير للصحفيين إن قوات جنوب السودان دخلت امس بور عاصمة ولاية جونقلي التي تبعد حوالى مائتي كيلومتر شمال العاصمة جوبا، وقال إن قوات الجيش «هزمت أكثر من 15 ألفا من رجال رياك مشار».يأتي ذلك في وقت ما زال فيه الوضع غامضا في ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل، حيث لا يزال الجيش الذي يتنازع السيطرة على هذه المدينة مع المتمردين، يلقى صعوبات في التواصل مع قيادته فيها.وقال أغير إن الاتصالات مع القوات الموجودة بالمنطقة لا تزال صعبة، وأعرب عن ثقته في قدرة الجيش على «تخليص» المنطقة من المتمردين سريعا.وأقر جيش جنوب السودان الجمعة بأنه فقد الاتصال مع قواته في ملكال (أحد أبرز ميادين المعارك) مع المتمردين منذ بداية النزاع. وشن المتمردون الاثنين هجوما على المدينة لاستعادة السيطرة عليها، وتقلبت السيطرة على ملكال من فريق إلى آخر مرتين منذ بداية المعارك التي أدت إلى هروب آلاف السكان.في هذه الأثناء، قال المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية إن تقدما أُحرز في المفاوضات التي تجمع في أديس أبابا طرفي الصراع في جنوب السودان.وتوقع المتحدث أن يتم التوصل خلال المفاوضات التي ترعاها الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الطرفين قريبا.وقال مراسل الجزيرة بأديس أبابا هيثم أويت إن التقدم في المفاوضات مرتبط بموقف الطرفين من ورقتين قدمهما وفد الوساطة الأفريقي، وأوضح أن الورقة الأولى تخص وقف العمليات العدائية وفتح المعابر الإنسانية والسماح بوصول المساعدات لمستحقيها إضافة إلى سحب القوات الأجنبية ووقف الحملات العدائية عبر وسائل الإعلام.وذكر المراسل أن وفد المتمردين الذين يمثلون مشار (النائب السابق للرئيس) طالبوا بتضمين هذه الورقة نصا صريحا على وقف إطلاق النار قبل الموافقة عليها.وأشار إلى أن الورقة الثانية تطالب بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وأوضح أن ممثلي المتمردين قدموا تعديلات على هذه الورقة في انتظار كشف الطرف المقابل عن موقفه بعد عودة ممثليه من جوبا.وتستمر المفاوضات في ظل ضغوط من المجتمع الدولي من أجل التوصل لحل الأزمة التي اندلعت في 15 ديسمبر/كانون الأول المنصرم، وتسببت في مصرع أكثر من ألف قتيل ونزوح أكثر من أربعمائة ألف شخص.وكشف الاتحاد الأوروبي عن تقديم مليون دولار مساعدات لمنظمة إيغاد لاستكمال وساطتها والمفاوضات التي ترعاها بأديس أبابا.من جانبها، اتهمت الأمم المتحدة طرفي النزاع بارتكاب «أعمال وحشية» ضد المدنيين. وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن الصراع في دولة جنوب السودان تحول إلى «كارثة مرعبة» في مجال حقوق الإنسان.وأوضح إيفان سيمونوفيتش أنه تلقى -خلال زيارته لجنوب السودان- تقارير عن مجازر جماعية وإعدامات ميدانية واعتقالات عشوائية وإخفاء قسري وعنف جنسي وتدمير واسع للممتلكات واستخدام للأطفال في النزاعات.وقال أيضا إن شهرا من النزاع أعاد جنوب السودان -الذي انفصل عن السودان قبل ثلاثة أعوام- عقدا إلى الوراء، وأكد أن الأزمة التي بدأت سياسية أخذت بُعدا عِرقيا داخليا.من جانبه، أبدى مجلس الشيوخ الأميركي قلقه مما يجري في جنوب السودان من اقتتال بين قوات الرئيس سلفاكير ميارديت والمتمردين.وحث عضوان كبيران بلجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ زعماء جنوب السودان على وقف فوري لإطلاق النار دون شروط مسبقة، وطالب روبرت مينينديز وكريس كونز الرئيس سلفاكير أيضا بالإفراج عن المعتقلين السياسيين للسماح لهم بالمشاركة في مفاوضات السلام الجارية بأديس أبابا.