تزامنت مع زيارة الأمين العام للأمم المتحدة..
بغداد / متابعات :قتل 23 شخصا وجرح عشرات آخرون بسلسلة تفجيرات بالعاصمة بغداد وهجمات بمناطق متفرقة، في حين جدد الجيش العراقي قصفه لمدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار. وتزامن ذلك مع زيارة قام بها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للعراق دعا فيها القادة السياسيين لمعالجة العنف من جذوره.وخلف أعنف الهجمات 11 قتيلا و28 جريحا عندما انفجرت سيارة مفخخة في منطقة تجارية في حي الشعب شرقي بغداد.وقالت الشرطة إن 76 شخصا أصيبوا بجروح في هجمات أخرى وقعت مساء أمس الأول في بغداد عندما خرج الناس إلى الشوارع في يوم عطلة بمناسبة ذكرى مولد النبي محمد (صلى الله عليه وسلم).وفي بغداد أيضا قتل ثلاثة من رجال الشرطة وجرح أربعة آخرون في هجوم شنه مسلحون على نقطة تفتيش جنوب المدينة.كما قتل أحد أفراد قوة حماية الأنابيب النفطية وأصيب ثلاثة بجروح في هجوم مسلح على نقطة تفتيش أمنية بجنوب بعقوبة مركز محافظة ديالى شمال شرق بغداد.وفي تطورات أخرى، قتل أحد عناصر الشرطة العراقية وأصيب أربعة آخرون في هجوم شنه مسلحون على نقطة تفتيش للشرطة في تكريت، في وقت قتل فيه عنصر من الجيش برصاص مسلحين في كركوك.وفي بعقوبة شمال شرق بغداد قتل ستة أشخاص وجرح 12 آخرون في هجمات متفرقة، في حين أصيب ستة من العمال نتيجة انفجار عبوة ناسفة في نقطة تفتيش قيد الإنشاء في الموصل شمال البلاد.وعلى صعيد الحملة العسكرية التي يشنها الجيش العراقي في محافظة الأنبار منذ نحو أسبوعين، قالت مصادر إن الجيش العراقي جدد قصفه لمدينة الفلوجة، وإن شخصا قتل وأصيب آخر بقذائف سقطت على مقربة من مبنى طوارئ مستشفى الفلوجة.كما شهدت أطراف الفلوجة اشتباكات متقطعة بين مسلحي العشائر وقوات حكومية، وأفادت مصادر طبية في مديرية صحة الأنبار بأن عددا من المدنيين أصيبوا في قصف بالمدفعية وقذائف الهاون على أحياء العسكري والشهداء في الفلوجة وعلى حيي الضباط والملعب وشارع ستين في الرمادي.من ناحية أخرى قال مسلحو العشائر إنهم أحرقوا ثلاث عربات للقوات العراقية في اشتباكات شاركت فيها طائرات مروحية في الخالدية شرق الرمادي.في السياق نفسه، قال شيوخ عشائر الأنبار في ختام اجتماع لهم في جزيرة الرمادي إنهم يقفون مع أبناء العشائر في ثورتهم «للحفاظ على كرامة الأنبار»، وطالبوا بإخراج الجيش وأي قوات عسكرية أخرى من محافظة الأنبار.وأكد شيوخ العشائر أنهم ملتزمون بفتوى كبار العلماء بتحريم الصحوات، ووصفوا عناصرها بالخونة والجواسيس.وتأتي هذه التطورات عقب سيطرة مسلحين على الفلوجة وعلى مناطق من مدينة الرمادي القريبة بمساعدة رجال عشائر.وتتزامن الأحداث المتطورة في العراق مع زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للعراق، حيث عبر عن دعمه للحكومة في حربها على ما سماه الإرهاب، مستنكرا في الوقت نفسه الهجمات التي تستهدف المدنيين.ودعا بان في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي القادة السياسيين إلى معالجة أسباب العنف «من جذورها». وأعرب عن قلقه من تدهور الأوضاع الأمنية «في أجزاء من العراق».وشدد على ضرورة وجود «تلاحم سياسي واجتماعي وحوار يشمل الجميع من خلال المشاركة السياسية والمؤسسات الديمقراطية، واحترام سيادة القانون وحقوق الإنسان والتنمية الشاملة».لكن المالكي أكد أن ما يجري في الأنبار ليس له علاقة بمشاكل البلاد، وقال إن ما يحدث هناك وحدّ العراقيين، وقال لهم إنكم أمام تنظيم القاعدة، وشدد على أن «القرار الوطني العراقي هو إنهاء القاعدة من أجل التفرغ لإدارة الشؤون الوطنية الأخرى».وأضاف أن «القاعدة كانت تخطط منذ فترة طويلة واستطاعت أن تبني بنية تحتية والشيء الجيد كان إزالة ساحة الاعتصام التي كانت مقر قيادة لهذا التنظيم وضرب معسكراتهم في الصحراء والتي كانت تتواصل مع سوريا مما أجبرهم على البروز على السطح».وأكد المالكي أن «القتال الذي يجري في الأنبار ليس قتال طرف أو مكون ولا حتى الجيش العراقي لوحده إنما أبناء المحافظة وشيوخها الوطنيون جميعا ضد القاعدة».وفي مقابلة مع وكالة رويترز اتهم المالكي السعودية بدعم تنظيم القاعدة في دول وصفها بالصديقة والشقيقة، وطالبها بالكف عن ذلك.وردا على ذلك قال الكاتب والمحلل السياسي مهنا الحبيل إن تلك التصريحات تندرج ضمن حملة تستهدف أكثر من دولة في المنطقة، مشيرا إلى أن للأمر صلةً بما قال إنها استعدادات حكومة المالكي لاجتياح الفلوجة.