تواصل الحصار على الفلوجة
بغداد / متابعات :تجددت الاشتباكات بين القوات العراقية ومسلحين بمحافظة الأنبار، في حين قتل 14 متطوعا في الجيش وأصيب أكثر من 25 آخرين في تفجير استهدف مركزا للتطوع قرب مطار المثنى وسط بغداد.وقال مصدر أمني إن اشتباكات عنيفة تدور منذ صباح أمس بين القوات العراقية ومسلحين في منطقة تقع بين الرمادي والفلوجة.وأضاف المصدر أن قوة كبيرة هاجمت مساء أمس الأول أوكار المسلحين في منطقة البوبالي التي تحولت إلى معقل لهم، مؤكدا استمرار الاشتباكات التي تدور منذ الصباح بمشاركة دبابات الجيش.وقد وصف قائد عسكري عراقي الضربات الجوية بأنها «فاعلة جدا»، مشيرا إلى أنها استهدفت عدة مبان تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام الذي سيطر مقاتلوه قبل أيام على مراكز شرطة في الفلوجة.وقد أعلن قائد سلاح طيران الجيش العراقي اللواء الركن حامد المالكي مساء الأربعاء أن طيران الجيش استطاع تدمير 60% من القدرة القتالية لهذا التنظيم في محافظة الأنبار.في المقابل بثت مواقع على الإنترنت تسجيلا لعربات الجيش وهي تحترق في اشتباكات وقعت أمس الأربعاء بين مسلحي العشائر وقوات عراقية تساندها صحوات في شارع ستين جنوبي الرمادي.كما أفاد مصدر أمني بأن سيارة ملغمة انفجرت مما أدى إلى مقتل شرطي وإصابة سبعة آخرين بينهم ضابط برتبة مقدم، هو ابن شقيقة زعيم الصحوة أحمد أبو ريشة.وقتل نحو 250 شخصا في المعارك الدائرة قرب الفلوجة وفي الرمادي منذ أكثر من أسبوع، بحسب مصادر رسمية، فيما أعلنت جمعية الهلال الأحمر العراقي أن هذه المعارك تسببت في نزوح 13 ألف عائلة حتى الآن.وبموازاة ذلك جدد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي دعوته لرجال العشائر في مدينة الفلوجة إلى طرد من سمّاهم مسلحي تنظيم القاعدة في المدينة كي يُجنبوها استخدام القوة، ملوحا في الوقت نفسه بالعفو عن العائدين ممن التحقوا به.وفي الوقت ذاته، تعهد المالكي باستئصال تنظيم القاعدة قائلا إنه «واثق من النصر»، وامتدح الدعم الأميركي وقال إن «هذا الدعم يعطينا الثقة بأننا نسير في الاتجاه الصحيح، وإن النتيجة قطعا واضحة وهي استئصال هذه المنظمة الفاسدة».وكان البيت الأبيض قد أصدر بيانا يشجع فيه حكومة بغداد على مواصلة الحوار مع قادة العشائر، مؤكدا دعمه التحركات العسكرية من أجل طرد «المسلحين المقربين من القاعدة» من الفلوجة والرمادي.وأعربت كل من باريس وموسكو عن دعمهما للسلطات العراقية في كفاحها ضد «الإرهاب والتطرف» بكل أشكاله.في المقابل، ذكرت وكالة أسوشيتد برس أن قادة العشائر المتنفذين اجتمعوا لإيجاد سبيل للخروج من الأزمة، وطالبوا منتسبي القاعدة في الفلوجة بالخروج منها، وفق المتحدث باسمهم ضاري الريشاوي.وقال الريشاوي إن قادة العشائر اتفقوا على طرد أعضاء تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام من الفلوجة، مؤكدا أنهم طالبوا المسلحين بالانسحاب أو التعرض لهجوم من قبل القبائل والجيش.ونقلت أسوشيتيد برس عبر الهاتف عن مجموعة من السكان رفضهم لوجود تنظيم القاعدة وللعودة إلى العنف الذي شهدته منطقتهم إبان الوجود الأميركي.وفي تطورات ميدانية أخرى، قتل 14 متطوعا في الجيش أمس وأصيب أكثر من 25 آخرين في تفجير بسيارة مفخخة استهدف مركزا للتطوع قرب مطار المثنى وسط بغداد.وفي كركوك شمال بغداد فجر مسلحون بعبوة ناسفة خط أنابيب داخلي ينقل النفط الخام من حقول المدينة إلى مصافي تكرير.وكانت محافظة ديالى قد شهدت أمس مقتل 13 جنديا بينهم ضابط برتبة مقدم وإصابة سبعة آخرين في هجوم شنه مسلحون على ثكنة للجيش في منطقة الكارون التابعة لناحية العظيم شمال بعقوبة.يشار إلى أن عدد القتلى الذين سقطوا في أحداث العنف بالعراق عام 2013 كان الأعلى منذ الاقتتال الطائفي في الفترة ما بين 2006 و2007، حيث قتل 8868 العام الماضي وفق تقديرات الأمم المتحدة.