جوبا / الخرطوم/ متابعات :وصل الرئيس السوداني عمر البشير إلى جوبا أمس في زيارة لـجنوب السودان يلتقي فيها الرئيس سلفاكير ميارديت لبحث الأزمة الحالية هناك، وذلك بعد فشل مفاوضات السلام المنعقدة بأديس أبابا بين وفدين، أحدهما يمثل سلفاكير والآخر يمثل نائبه السابق رياك مشار الذي تتهمه جوبا بتدبير محاولة انقلابية فاشلة، إذ لم يتم التوصل لاتفاق بين الطرفين.وقالت الأنباء إن البشير وصل وبرفقته وفد على مستوى عالٍ يضم عددا من المسؤولين عن الدفاع والأمن والنفط، وإنه سيبدأ اجتماعا مغلقا فور وصوله مع سلفاكير للتباحث بشأن الوضع وتعقيداته.بدورها، قالت الأنباء من الخرطوم إن زيارة البشير تأتي في إطار جهود السودان لاحتواء الأزمة وتقديم وساطة بين الطرفين. ونقل عن وزير الإعلام السوداني أحمد بلال عثمان قوله إن الخرطوم «أكثر الجهات تأهيلا للمساهمة في التوصل لحل الأزمة نظرا لمعرفتها الجيدة بالوضع بجنوب السودان وعلاقاتها الجيدة بكل الأطراف».وأضافت الأنباء أن البشير ربما لا يقدم مبادرة بعينها بسبب المفاوضات الجارية في أديس أبابا، لكنه ربما يبحث مقترحات مع سلفاكير بشأن أقصر الطرق لوقف إطلاق النار ونجاح المفاوضات، كما أن هذه الزيارة ستمكن البشير من الوقوف على الأوضاع بجنوب السودان، ووضع تصور لما يمكن أن يلعبه من دور.وفي الوقت الذي يبذل فيه الوسطاء بالعاصمة الإثيوبية جهودا للتوصل إلى وقف إطلاق النار بين طرفي النزاع استمر الطرفان في الإعلان عن عزمهما تصعيد عملياتهما العسكرية.واستمرت العمليات العسكرية على نطاق واسع، وشهدت العاصمة جوبا تبادلا لإطلاق النار والمزيد من نزوح السكان منها باتجاه أوغندا جنوبا، كما تواصلت الاشتباكات بولايتي الوحدة وجونقلي شمالا.وقال المتحدث باسم القوات الحكومية فيليب أقوير إنها تتقدم نحو عاصمتي ولايتي الوحدة وأعالي النيل شمالا، إضافة إلى بور عاصمة ولاية جونقلي شمال جوبا.من جهته، قال مشار إن قواته أصبحت على تخوم العاصمة جوبا نفسها وأن هدفها المقبل هو الهجوم عليها، وقد أكد ذلك المتحدث باسم القوات غير الحكومية موسس رواي، مشيرا إلى أن قواته لديها زمام المبادرة ورفض الإفصاح عن وقت هجومها المتوقع على جوبا.وفي أديس أبابا كان قد تردد أن اتفاقا بشأن جدولة قضايا التفاوض قد تم التوصل إليه رغم التعثر في انطلاق الحوار المباشر بسبب تشبث كل طرف بمواقفه، ومن أبرزها إصرار وفد مشار على رفع حالة الطوارئ وإطلاق سراح المعتقلين كمدخل لمناقشة مسألة وقف إطلاق النار.وقال مبعوث النرويج إلى مباحثات السلام في دولة جنوب السودان يان برونك إن طرفي الصراع وافقا على الإطار العام، وأضاف برونك في مقابلة للجزيرة أن المباحثات بين طرفي النزاع ستتناول وقف إطلاق النار والإفراج عن المعتقلين السياسيين وحل جميع القضايا العالقة.وكان مشار قال إن الخلافات مع حكومة سلفاكير تتمثل في منظومة الحكم بجنوب السودان، وبشأن منظومة الحركة الشعبية لتحرير السودان (الحزب الحاكم) الذي ينتمي إليه.ونفى أن يكون الخلاف عرقيا بدليل أن اثنين فقط من المعتقلين هما من قبيلة النوير التي ينحدر منها، في حين يتوزع باقي المعتقلين على ولايات أخرى.وفي وقت سابق أمس الأول، حذرت الولايات المتحدة طرفي الصراع من «التحايل» في المفاوضات لتحقيق مكاسب عسكرية على الأرض، حيث لا يزال الاستنفار العسكري سيد الموقف.وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن بلاده تؤيد أولئك الذين يسعون من أجل السلام، وأضاف «إلا أننا لن نؤيد وسنعمل على ممارسة ضغوط دولية على أي عناصر تسعى لاستخدام القوة لتكون لهم الغلبة والميزة العسكرية واليد العليا على الأرض»، داعيا الطرفين إلى «وضع مصلحة جنوب السودان في المقام الأول بعيدا عن المصالح الخاصة».