لأن إدراكها للزمن مختلف عنا، أو بمعنى أدق هي ترى العالم وكأنه بالعرض البطيء، بينما تهوي أنت بمضرب الذباب بكل قوتك باتجاه الذبابة معتقداً أنك ستباغتها، هي تراها تهوي أبطأ مما تراها أنت بحوالي ٧ مرات!! حتى يسهل التقريب، تخيل أنك لاعب كرة قدم في الملعب واللاعبون من حولك كلهم يتحركون كما في العرض البطيء -كما يحدث في إعادة اللقطة- بينما أنت تتجول وتأخذ الكرة بمعدل طبيعي !! هذه حياة الذبابة بيننا. يعتقد أن الذبابة تملك إدراكاً أبطأ ليمكنها من الهروب من المفترسات، مثل الضفدع والحرباء اللذين يقذفان بلسانهما بسرعة كبيرة. طبعاً الذبابة ليست الوحيدة التي تدرك الزمن بشكل مختلف، بل ربما كل كائن له معدل إدراك خاص للزمن، بحسب دراسة أقيمت مؤخراً في كلية ترينتي في دبلن، آيرلندا بالتعاون مع باحثين في جامعة إدنبره وساينت أندروز. وهاكم بعض المقتطفات من الدراسة التي نشرت في دورية Animal Behaviour أو سلوك الحيوان: - هناك نوع من خنفساء النمر تتحرك بسرعة أعلى من معدل إدراكها للزمن، مما يضطرها إلى التوقف بشكل متكرر لتتأكد من مكان فريستها لأنها تكون عمياء فعليا !. إدراك الإنسان للزمن قد يمكن تحسينه كما شوهد ذلك في الرياضيين عند متابعتهم لتحرك الكرة أثناء المباراة. الكائنات الصغيرة ذات المعدل الأيضي العالي - مثل بعض أنواع الطيور- يمكنها التقاط معلومات أكثر في الثانية الواحدة مما يجعلها تدرك وتحس بالزمن بشكل أبطأ من الحيوانات الأكبر ذات المعدل الأيضي البطيء كالسلاحف. - بعض الكائنات الصغيرة يمكنها إرسال إشارات لأقرانها لا يمكن لبعض المفترسين التقاطها، كما تفعل اليراعات المضيئة التي ترسل إشارات ضوئية بتردد يناسبها لكن الكائنات المفترسة الأكبر لا يمكنها التقاطها - هذه الدراسة تناقش وتتطرق لبعد غير معروف كثيراً في تطور الكائنات وقد تفتح مجالاً لدراسات وأبحاث أكثر و أوسع.
لماذا لا يمكن aضرب ذبابة بسهولة؟
أخبار متعلقة