ما حدث ويحدث في دمّاج لا سابقة له في تاريخ اليمن. ففي العادة وتاريخياً كانت الدولة وباستمرار طرفاً مباشراً في الحروب اليمنية الداخلية إمّا للقضاء على الخصوم أو لمدّ سلطة الدولة وسيطرتها السياسية.ما يحدث في دمّاج الآن مختلفٌ تماماً.. فالحرب ليست بين الدولة وطرف سياسي أو قبلي، وليست بين قبيلةٍ وأخرى ، بل هي حربٌ بين فئتين لهما طابعٌ ديني ومذهبي تتقاتلان بالسلاح الثقيل والخفيف بينما الدولة لا تكاد تفعل شيئاً ! ــــــــــــــــــــــــــــــ اكثر من عشرة آلاف قبيلي دخلوا العاصمة منتصف ديسمبر الماضي لم يطلب منهم تصريح حمل السلاح ولم تطاردهم الشرطة ولم ..وهناك عشرات من المشايخ و«العلماء» يسحبون وراءهم عساكر واسلحة ثقيلة -يسرحون ويمرحون في المدن وتؤدى لهم التحية في النقاط العسكرية التي فرضت ضد اشخاص بعينهم فحسب ؟ ــــــــــــــــــــــــــــــالقتل الجبان ياتي من الخلف و ايضا هو الذي يزيد حدة الصراع السياسي، بمعنى انه لا يقتل فردا، بل يمهد لسلسلة عنف افضع.. لايمكن وقفها.الان كل طرف يكيل التهم للاخر، حتى ان هناك من يتحدث عن المقتول بانه احد مؤسسي جماعة مسلحة ، اي انه يستحق ما حدث له، والطرف الاخر بكل حرقة قلبه على فقيده، يسعى للثأر بتصعيد الازمة و ترشيح قتله ومقتولين اخرين، انها المأساة المزمنة، التي ينتج عنها مئات الوف النازحين مع كل حرب، انها حداثة القتل التي تؤكد لنا بوجه وقح ان حرب دماج لن تتوقف، انها الجريمة الاجتماعية التي تزيد تدهور البلاد اقتصاديا، و ترفع نسبة الفقر،.. انه الظلم.. الظلم الحقيقي لليمنيين . ــــــــــــــــــــــــــــــ ينبغي العمل، والضغط، من أجل هدف واحد هو: إيقاف حرب دماج حالا، وبلا إبطاء. لا مزيد من الوقت أوقفوا الحرب حالا. ما لم فإن انزلاق اليمن إلى الحالة العراقية، وتفجير المساجد والصراع المذهبي الدموي الذي ظلت اليمن بمنجاة منه على مدى قرون طويلة، مسألة وقت لا أكثر. ــــــــــــــــــــــــــــــمن الطبيعي جداً أن يتطاول الانفلات، أياً كان مصدره وبواعثه، ليؤذي شخصيات محل تقدير المجتمع، كمحمد منير، وينهب جدّه.. إذ لا يوجد ما يمنع القاتل أو المجرم أو الخاطف ممن توفرت لديه نزعة الإجرام من إتمام مهمته بحق الجميع.ومن السخافة ترديد شعارات عن مكانة الأسرة ومدنيتها وخيريتها والتزام افرادها الديني والاجتماعي والانساني، لكأنها حصانة وحماية لهم من تبعات الانفلات حتى لدى اللصوص والقتلة وقطّاع الطرق والعصابات المنظمة، أو تعويض لهم عن رخوة وهزالة أداء منظومة الدولة كضامن رئيسي لا غنى عنه لحقوق ومسؤوليات الجميع.ما ليس طبيعياً هو أن يستيقظ البعض - معنيين ومتضامنين- على ما يجري في تعز ويتنبهوا له، حينما -وحينما فقط- يُختطف أحد الأعزاء عليهم كسليل الأسرة التجارية العريقة، أو ابن أخ المحافظ. إذا سقط المواطن البسيط ولم يلتفت له أحد، ومرّ الجرم بحقه دون ضجيج يفضي لإنصافه وردع المتورطين بجرمه، فإن الدور قادمٌ على جميع المتواطئين والمتفرجين والمسترخين ممن يملكون القدرة على فعل شيء او التأثير في مساره ولم يفعلوا .
للتأمل
أخبار متعلقة