رئيس الجمهورية في حوار مع صحيفة (الشرق الأوسط) اللندنية:
صنعاء / سبأ: أكد الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية أن نشاط تنظيم القاعدة في اليمن بدأ في الانحسار مقارنة بالعامين الماضيين .وأشار الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي في مقابلة أجرتها معه صحيفة (الشرق الأوسط) اللندنية ونشرتها في عددها الصادر أمس إلى أن انحسار نشاط القاعدة في اليمن بفضل الجهود المشتركة مع المملكة العربية السعودية والدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية ودول الخليج. ودعا الأخ الرئيس إلى تعاون دولي لاجتثاث هذه الآفة الخطيرة، التي تهدد أمن واستقرار العالم ..مشيراً إلى أن القمة العربية الأفريقية في الكويت خرجت بنتيجة مهمة تتعلق بمسألة القضاء على القرصنة والإرهاب بكل أنواعهما، وكذلك أهمية التنسيق الأمني بين جميع الدول العربية والأفريقية.وتطرق الأخ الرئيس إلى النتائج الإيجابية للقمة العربية الأفريقية التي عقدت في الكويت على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية.وفيما يلي نص المقابلة :> الشرق الأوسط : ما نتائج لقائكم مع الرئيس المصري عدلي منصور والذي كان في الكويت على هامش القمة العربية ـــ الأفريقية؟> > رئيس الجمهورية : كانت طيبة للغاية، وعلاقتنا بمصر لم تنقطع ولها مكانة عند اليمن، حكومة وشعبا، واستقرارها من استقرارنا، ولهذا دعونا الرئيس منصور إلى الحوار وأن يعتمدوا على تجربة اليمن ومصير أي خلاف أن ينتهي بالحوار ونحن جربنا هذا الطريق وكان الأفضل.> الشرق الأوسط : هل اتفقتم على تبادل الزيارات؟> > رئيس الجمهورية : لدينا في اليمن مشكلات كبيرة وكثيرة ولهذا فإن أي زيارة إلى القاهرة لن تتم إلا بعد انتهاء الحوار في اليمن ونجاحه إن شاء الله.> الشرق الأوسط : هل ترى في الأفق إمكانية للتعامل مع الجانب الأفريقي بشأن ملفات الهجرة، ومكافحة الإرهاب، ومحاصرة تنظيم القاعدة الذي اتسع فضاؤه في كل مكان؟> > رئيس الجمهورية : عقدنا في اليمن منذ عدة أيام مؤتمرا حول الهجرة ودوافعها والضرر الذي يلحق بالدول المستقبلة لها، وقد شاركت فيه دول مجلس التعاون الخليجي والمنظمات الدولية، وجمعيات تعمل في مجال الهجرة والمشكلة أن اليمن قريب من دول القرن الأفريقي، وقد استقبلنا مئات من المهاجرين من دولتي إريتريا والصومال، وقد وصل الرقم إلى مليون ومائة ألف صومالي، وهم سيطروا على فرص العمل التي كان يمكن أن تسهم في حل مشكلة البطالة التي يعاني منها اليمن، إضافة إلى الوضع الاقتصادي الصعب، وبالتالي فقد انعقدت القمة العربية في ظل ظروف ومناخ إقليمي ودولي معقد يفرض على الجميع تحديات صعبة ومن هنا يجب العمل على تطوير وتنظيم وتنشيط التعاون الاقتصادي، لأن معظم المشكلات سببها الفقر والجهل والمرض، وقلة الموارد وأتوقع أن تحقق الشراكة الجديدة برئاسة الكويت نقلة نوعية في حل المشكلات والتعاون المثمر في هذا الفضاء المهم والحيوي.الشرق الأوسط : إعلان الكويت أشار إلى تقديم دعم للدول المضيفة للهجرة هل هذا يساعد على تقليل الأضرار؟رئيس الجمهورية : الأمم المتحدة تسهم في تخفيف الأعباء عن اليمن، حيث تقوم بعملية تعليم وتأهيل هؤلاء المهاجرين في داخل المعسكرات التي يقيمون بها، لكن هذه الأعداد الهائلة تعمل وتنتشر في كل محافظات اليمن ومن الصومال وإرتيريا وإثيوبيا وكينيا والسودان، وبحكم الروابط بين اليمن ودول القرن الأفريقي، يتحتم علينا التعاون وتحمل الأعباء ولهذا أصدرنا إعلان صنعاء في 11 نوفمبر الذي تضمن أيضا الكثير من التوصيات الخاصة بمعالجة مشكلة الهجرة غير الشرعية، وتعزيز العمل بالقانون مع زيادة الدعم لبرامج إعادة النازحين واللاجئين إلى بلدانهم والعمل على حل أسباب النزوح.الشرق الأوسط : ماذا عن مكافحة الإرهاب، وخصوصا تنظيم القاعدة الذي نشط في اليمن خلال المرحلة الانتقالية.. وما الدعم المنتظر من القمة خاصة؟رئيس الجمهورية : القاعدة تنظيم دولي تمدد في كل دول العالم ونحن نعاني من الهجمات المسلحة التي يقوم بها، وآخرها الهجوم على نقطة أمنية وقتلوا مجموعة من عناصر الأمن والمعركة مستمرة لمحاصرتها، والتحدي كبير، وندعو المجتمع الدولي إلى التعاون لاجتثاث هذه الآفة الخطيرة، التي تهدد أمن واستقرار العالم ونرى أن القمة العربية الأفريقية في الكويت خرجت بنتيجة مهمة تتعلق بمسألة القضاء على القرصنة والإرهاب بكل أنواعهما، وكذلك أهمية التنسيق الأمني بين جميع الدول العربية والأفريقية.الشرق الأوسط : ما الحل، وخاصة أنه قد كانت لكم زيارة إلى كل من واشنطن وموسكو؟رئيس الجمهورية : يوجد تنسيق كبير، لاسيما مع المملكة العربية السعودية والدول الأوروبية، ولدينا عمليات مشتركة بيننا وبين السعودية وبيننا وبين الولايات المتحدة وهنا يجب أن أشير إلى انحسار نشاط القاعدة في اليمن بفضل جهود السعودية والخليج، مقارنة بما كان يحدث في سنة 2012، وأيضا 2011، حينما احتلت عناصر «القاعدة»، محافظة أبين وشكلوا حكومة خاصة بهم وقمنا بشن حملة أمنية كبرى عليهم ونجحنا في تصفيتهم وتطهير محافظة أبين من فلولهم، ثم لجؤوا إلى شن هجمات متقطعة تشهدها اليمن من وقت لآخر ونتيجة للحملة التي شنت ضد القاعدة فقد بدأ التنظيم في الهجرة إلى مناطق أخرى تشهد اضطرابات مثل سوريا ومصر، وليبيا والمغرب العربي ومناطق أخرى.الشرق الأوسط : ما أولويات التنمية الاقتصادية بالنسبة للعالمين العربي والإفريقي؟رئيس الجمهورية : أولا الاستثمار في مجالات البنية التحتية والمرافق العامة، والاهتمام بالزراعة والأمن الغذائي وكذلك الربط بين الدول العربية والأفريقية بشبكات طرق وكهرباء واتصالات وغيرها لتسهيل حركة التنقل والاستثمار وأيضا تمويل الأنشطة التجارية وتخفيض الحواجز الجمركية ودعم نشاط القطاع الخاص وتبادل الزيارات بين الشعوب والمسؤولين لتحقيق التعارف بين الإقليمين.