تمر علينا الذكرى السادسة والتسعون لوعد بلفور المشؤوم، ذلك الوعد الذي مكنت فيه بريطانيا الحركة الصهيونية من إنشاء وطن لليهود في فلسطين ففي 2 نوفمبر من عام 1917م كان وزير خارجية بريطانيا اللورد بلفور قد أصدر وعده، وبعد أن احتلت القوات البريطانية الأراضي الفلسطينية في ديسمبر 1917عملت إدارتها العسكرية على وضع وعد بلفور موضع التنفيذ وذلك من خلال فتح باب الهجرة أمام اليهود، ومنحتهم الأراضي الفلسطينية بطريقة غير شرعية، وسمحت لهم بالاحتفاظ بالأسلحة، وتنظيم جمعيات سياسية ومنظمات يهودية إرهابية.تقدم وايزمن وهو أحد أعضاء وزعماء الحركة الصهيونية في إنجلترا إلى مؤتمر الصلح الذي عقد بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى في باريس عام 1919م بعدة مطالب منها أن تفوض عصبة الأمم المتحدة بريطانيا لكي تنتدب على فلسطين، ومنها الاعتراف بحقوق اليهود التاريخية في فلسطين، وفي مؤتمر ساندريمو 25 إبريل 1920م الاتفاق بين بريطانيا وفرنسا على وضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني، وهكذا أصبح وعد بلفور موضع التنفيذ من قبل بريطانيا، وتضمن صك الانتداب الصادر عن عصبة الأمم المتحدة وعد بلفور بالكامل وهنا اكتملت المؤامرة من قبل بريطانيا بعد أن أصبحت مرسمة من عصبة الأمم.قدمت بريطانيا التسهيلات التالية لليهود:1ـ وضعت قانوناً لتسهيل الهجرة إلى فلسطين وأعطى الحق لليهود بإدخال 16500 يهودي سنوياً.2ـ أصدرت قوانين أخرى للهجرة بعد أن تأكدت أن القانون السابق لا يفي بالغرض.3ـ انتزعت الأراضي الزراعية من العرب ونقلتها لليهود.4ـ فرضت على العرب بيع أراضيهم ومن أجل ذلك فرضت إجراءات تعسفية، وفرضت الضرائب الباهظة على الأراضي.5ـ كتب على الطوابع والعملات باللغة العبرية (أرض إسرائيل).6ـ كان على الفلسطيني أن يدفع لبريطانيا ثمن أمنه الداخلي والخارجي، والحفاظ على سلامة اليهود.7- اعترفت بريطانيا باللغة العبرية لغة رسمية في فلسطين.كثيرة هي الإجراءات البريطانية والتي لا يوجد مجال في هذه المقالة للتحدث عنها بالتفصيل، وما هو مهم وأريد التأكيد عليه هو النجاح الذي تمكنت الحركة الصهيونية من أن تحققه حتى اليوم ولم يكن ليحدث لولا بريطانيا أولاً وأخيراً، وهذا الكلام جاء على لسان الكثير من زعماء الحركة الصهيونية.اليوم ونحن نقف أمام هذه الذكرى يبرز سؤال ما العمل؟هل فقط نكتفي بالحديث عن مؤامرة بريطانيا والمجتمع الدولي؟من وجهة نظري يجب أن نستخلص الدروس، ويجب أن نعرف جيداً اليوم من هم أعداؤنا، ومن هم الأصدقاء، وأن نعرف أن عصبة الأمم التي تآمرت على فلسطين عام 1920ـ 1922م وأ صدرت قانون الانتداب، هي نفسها اليوم التي تحول اسمها إلى هيئة الأمم المتحدة من تتآمر على شعب فلسطين من خلال دعمها للسياسات الصهيونية العدوانية ومن خلال عدم التزامها بتنفيذ القرارات التي صدرت عنها والتي تتعلق بحق العودة وتقرير المصير للفلسطيني، وبحقه في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة.
وعد بلفور يؤسس لدولة الكيان الصهيوني
أخبار متعلقة