مجلة أمريكية:
واشنطن / متابعات : قالت مجلة “كومنتاري” الأمريكية: إن إدارة الرئيس باراك أوباما جازفت بعلاقات الولايات المتحدة مع أكبر دولة عربية عندما بالغت في تقدير قوة جماعة “الإخوان” في مصر. وأعادت الأذهان - في تعليق على موقعها الإلكتروني عنوانه “إلحاق الهزيمة بجماعة الإخوان ليس أمرا مستحيلا» - إلى الصيف الماضي عندما تدخل الجيش في مصر لحسم صراع بين تظاهرات قوامها عشرات الملايين من المواطنين من جانب، وحكومة جماعة “الإخوان” من جانب آخر.ورصدت المجلة تحذير منتقدي هذا التدخل وقتها لقادة الجيش من مغبة إقصاء الحزب الإسلامي من الحكومة، ورصدت كذلك دعوات بقطع المعونة الأمريكية إلى مصر عقابا للجيش الذي عزل مرسي، وتحذيرات من أن أية محاولة للإجهاز على “الإخوان” بدلا من دعوتها للمشاركة في الحكومة المقبلة من شأنها أن تأتي بنتائج عكسية، فقد يعاود تنظيم “الإخوان” بسرعة عمله السري وسيستحيل حينئذ استئصال شأفته. ولفتت المجلة إلى أن أصحاب هذا الرأي كانوا يحذرون من أن الإسلاميين عندئذ لن يكتفوا بمجرد التواجد وإنما سيعملون على تغيير هوية مصر لتكون جزائر ثانية حيث سيرفض الجيش منازعة الإسلاميين له في السلطة الأمر الذي سيغرف البلاد في دوامة من الصراع الدامي.ولكن بعد ثلاثة أشهر من هذه التنبؤات والتحذيرات، تبين أنها كانت مبالغا فيها، بحسب “كومنتاري” التي لفتت إلى تمكن السلطات في مصر من اعتقال كافة قيادات الجماعة تقريبا باعتقالها عصام العريان الأربعاء الماضي ، ورجحت المجلة أن يكون الجيش المصري راضيا بعد القبض على آخر رموز الجماعة -التي كانت تسعى لبسط نفوذها على مصر- دونما مقاومة كبيرة من جانبها على الرغم مما تمتلكه من قدرات سرية. وقالت المجلة الأمريكية: إن ثمة أمرين يمكن استنتاجهما مما تقدم؛ الأول خطأ أولئك الذين طالما حذروا من أن جماعة “الإخوان” يستحيل هزيمتها.. مضيفة أنه إذا كان الصراع لم يتم حسمه حتى الآن، وإذا كانت الجماعة لم تلفظ بعد آخر أنفاسها، إلا أنه بات من الواضح -على الأقل في اللحظة الراهنة- أن جماعة الإخوان لا تملك من القوة ما يؤهلها لتهديد الجيش.وأكدت المجلة أنه إذا كانت الديمقراطية ليست بين الخيارات المطروحة حاليا على الساحة في مصرإلا أن الدولة لم تنزلق في المقابل إلى الفوضى، فضلا عن مستنقع الحرب الأهلية.الأمر الثاني الذي استنتجته المجلة هو أن جماعة “الإخوان” لا تحظى بالشعبية التي ظنها عدد من القادة الأمريكيين وبينهم للأسف كثيرون في إدارة الرئيس أوباما. ولكن ما حدث برأي المجلة أنه إبان سقوط نظام حسني مبارك 2011 لم يكن هناك كيان في مصر يضاهي جماعة “الإخوان” في تنظيمها الذي أفادت منه بالإضافة إلى أصدقائها في تركيا وقطاع غزة وقطر التي صرفت حوالي مليار دولار لدعم الاخوان في الانتخابات البرلمانية والرئاسية ، الأمر الذي عزز قواها وأهلها للفوز في الانتخابات التي تلت ذلك مقابل أحزاب علمانية أو ليبرالية لم تكن ندا مكافئا للجماعة. ويبدو أن العام الذي قضته الجماعة في السلطة، وعملها في العلن بعد السر لأول مرة في تاريخها ، قد أوهن قواها بحيث لم تعد قادرة على فرض تهديد ضد النظام الجديد الذي جاء على أنقاض نظامها في مصر. وأضافت المجلة إلى هذه الأسباب ما أحرزته الجماعة خلال حكمها من عداوة عشرات الملايين من المصريين البسطاء الذين خرجوا احتجاجا على سياسات قادتها في إدارة البلاد.وقالت إن محاولات الجماعة استخدام ما أحرزته من سلطة لتغيير هوية مصر، وضمان أنها لن يتم مواجهتها، أثارت حفيظة الرأي العام المصري ضدها. وعلى الصعيد الأمريكي، أكدت المجلة خطأ الحسابات الأمريكية بشأن أكبر الدول العربية محذرة من مغبة خروج مصر من المدار الأمريكي .