احتفال كرنفالي وفني بالعيد الذهبي لثورة 14 أكتوبر بعدن
عدن / سبأ - تصوير/ محمد عوض:أقيم مساء أمس بمحافظة عدن مهرجان كرنفالي وفني احتفاءً بالعيد الذهبي الـ50 لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة .وفي الحفل الذي بدأ بآي من الذكر الحكيم والسلام الوطني ألقى وزير الخارجية ابوبكر القربي كلمة نقل في مستهلها تحيات الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية إلى كل أبناء اليمن الموحد بهذه المناسبة العظيمة وأيضا تهانيه بعيد الأضحى المبارك .. داعيا الله أن يعيده على اليمن والشعب اليمني بالخير والسعادة والنماء .وقال الوزير القربي « كان فخامته يتمنى ان يشارككم هذا الاحتفال لولا انشغاله بأعمال مؤتمر الحوار الوطني، إلا انه يعيش معكم في هذه اللحظات بوجدانه ومشاعره الجياشة بالمحبة والاعتزاز بتضحيات المناضلين الأبطال الذين قضوا من اجل تحرير الجنوب الغالي من براثن الاستعمار سائلاً الله ان يتغمدهم برحمته وان ينزلهم منزل صدق في الآخرين» .وأشار إلى ان العيد الخمسين لثورة أكتوبر والشعب اليمني العظيم يأتي رافعا رأسه بالإنجازات التي تحققت على مدى نصف قرن من تاريخ الثورة اليمنية ثورتي سبتمبر وأكتوبر وبقدرته على تجاوز الكثير من العقبات والتحديات التي واجهها والعمل على تصحيح مسارهما بين فترة وأخرى نتيجة أخطاء البشر وليس نتيجة الثورة وأهدافها او مبادئها.ولفت إلى أن أهم الانجازات للثورة اليمنية هو تحقيق الوحدة اليمنية المباركة التي تضمنتها أهداف ثورتي سبتمبر واكتوبر كهدف رئيسي يسعيان الى تحقيقه .ولفت وزير الخارجية الى ان الوحدة اليمنية كانت حلم اجيال عديدة وامل يسعون الى تحقيقه ايمانا منهم بوحدة الانسان والارض التي تجسدت في وقوف اليمنيين شماله وجنوبه معا دفاعا عن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر والنضال ضد الاستعمار .وأشار الى ان الوحدة اليمنية لم تكن لتتحقق لولا ايمان الشعب اليمني قبل قادته بأن اليمن الموحد يعيد الأمور الى نصابها في رسم خارطة اليمن الكبير القادر على صنع مستقبل افضل لكل أبنائه تتحقق فيه العدالة والديمقراطية والمواطنة المتساوية وتحمى فيه الحريات والحقوق.. وقال «اذا كان مسار الوحدة قد شابه بعض الأخطاء وسوء الإدارة والنزعة الى الهيمنة من قوى متنفذة من كافة الأطراف، فان نفس الأخطاء قد شابت مسار ثورتي سبتمبر واكتوبر قبل قيام الوحدة ومع ذلك لا يمكن ان نتنكر لأهداف الثورة اليمنية العظيمة او للوحدة نتيجة اخطاء قياداتها وسوء تصريفهما لشئون البلاد والعباد فمبادئ الثورة اليمنية و الوحدة لا يمكن التخلي عنهما تحت أي مبرر كان بل يجب الدفاع عنهما وتصحيح الاخطاء التي اساءت اليهما».واستطرد قائلا «ولهذا تحقق التغيير ومن هذا المنطلق قدمت حكومة الوفاق الوطني الاعتذار عن الاخطاء التي ارتكبت من كافة الاطراف التي شاركت في الاحداث والتزمت بعدم تكرارها واعتبرت مخرجات الحوار الوطني هي الوسيلة لتصحيح مسار الثورة اليمنية والوحدة وصياغة نظام جديد يسهم فيه كل ابناء اليمن في بناء الدولة المدنية الحديثة التي تخضع للنظام والقانون وتتحرر من حكم الفرد او القبيلة او الطائفة ويعيش فيها كل اليمنيين في حرية وعدل ومساواة ويشاركون في ادارتها وبنائها وجني ثمارها وتوزيع ثرواتها بما يحقق العيش الكريم للجميع» .واضاف «اننا نحتفل بأعياد الثورة اليمنية وعيد الاضحى المبارك واليمن امام مفترق طرق واليمنيون وحدهم من سيقرر الاتجاه الذي يسيرون فيه، فاذا كانت الثورة الشبابية المباركة عتبة تصحيح مسار الثورة والوحدة اليمنية فان هذا الانجاز التاريخي العظيم الذي تميزت فيه اليمن عن بقية دول الربيع العربي بحكمة قادتها من كل الاطراف في حاجة اليوم الى اختيار الطريق الصحيح الذي يجنبه العودة الى المربع للصراع او يهيئ الوضع لاستنساخ الماضي .واكد أن الشعب اليمني يعرف الطريق الذي عليه ان يجتازه والذي يتصدى فيه لأي محاولات لإعادة عجلة الزمان الى الوراء او يتيح الفرصة لتكرار الاخطاء السابقة او يمكن من الالتفاف على الرغبة في التغيير .واشار وزير الخارجية الى ان العالم اليوم ينظر الى اليمن نموذجا يحتذى به بين دول الربيع العربي وينتظر منا ان ننهي الحوار الوطني بأسلوب حضاري ومسئول كما بدأناه وان نتفق من خلاله على الحلول لكافة القضايا التي شكلت بؤر صراعات وعنف واقتتال وفي مقدمتها القضية الجنوبية وقضية صعدة وبما يحفظ لليمن امنه ووحدته واستقراره .ولفت الى ان اليمن الموحد وحده هو الضمان لمعالجة القضيتين ولتحقيق الاستقرار والعدالة والحرية لكل ابنائه وان دولة جديدة تتشكل ودستور مدني حديث يكتب ونظام حكم يشارك فيه الجميع هو الضمان لكل ابناء اليمن في ظل دولة اتحادية من عدة اقاليم لا تتنازع فيها السلطات وتتوزع فيها الثروة بما يحفظ حقوق الاقليم والمركز .وبين الوزير القربي ان الامل اليوم ان نرتقي برؤانا جميعا الى مستوى اليمن الكبير وان نحررها من اخطاء الماضي وقيود الحزب والقبيلة والطائفة ليكون اليمن ووحدته واستقراره هو الهدف الرئيس والغاية الوطنية العظماء.. مشيرا الى حاجة اليمن لتضافر جهود كل ابنائها وان اليمن هو وطن يتسع للجميع ويستوعب الاختلاف الذي يهدف الى الوصول الى الافضل ولا يقود الى الصراعات والعنف.. وقال «هذه مسئولية كل يمني بغض النظر عن انتمائه فنحن اليوم بحاجة الى الحكمة اليمانية بأنصع صورها والى روح التسامح والقبول بالآخر مع طي صفحة الماضي والنظر الى المستقبل ونحن على ثقة تامة اننا لو انطلقنا بهذه الروح نحو المستقبل فلن يستعصي علينا حل أي مشكلة او مواجهة أي تحد اما اذا اخترنا طريق المزايدات والشعارات والحرص على المصالح أياً كانت وعلى حساب اليمن وشعبه فإننا نعد اليمن لمرحلة تتكرر فيها اخطاء الماضي لا قدر الله» .وعبر وزير الخارجية عن ثقة القيادة السياسية بابناء الشعب اليمني من صعدة الى المهرة في تحمل المسئولية والحفاظ على الوطن وتجنيبه اتون الصراعات والعنف والعمل على توفير مناخات النجاح لمؤتمر الحوار الوطني باعتباره الطريق نحو يمن جديد ومستقبل افضل للجميع.وفي الحفل القى محافظ محافظة عدن المهندس وحيد علي رشيد كلمة السلطة المحلية بالمحافظة أشار فيها الى ان مدينة عدن تقف على نصف قرن من عمر الثورة التي تجسد الروح الثورية وتتطلع الى مستقبل واعد وتنفض غبار التراجع او الفشل من خلال تجسيدها التعايش والمحبة التي تملأ الافاق عزاً ومجدا .. موكدا أن عدن شبت عن طوق الوصاية وتجاوزت المحلات البائسة الرامية الى اعاقة التقدم فيها وانتهجت نهجا فريدا حتى اضحى الناظر اليها يعدها من منزلة المدن العالمية منافسة ونشاطا وتنمية.ولفت الى ان مدينة عدن تمتلك مقومات التنمية التي تؤهلها للمزيد من التطور .. مطالبا الحكومة باهتمام استثنائي للمدينة يوفر لها تلك المقومات .ونوه بدور الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية والذي يمثل دورا اساسيا في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الذي يشكل اجماعاً وطنياً يعول عليه تنفيذ مخرجات الحوار والاشراف على حماية المكتسبات التي تحققت عبر مؤتمر الحوار الوطني .ودعا المحافظ كافة القوى السياسية من احزاب وجماعات وكافات المكونات الشبابية والمرأة الى الاسهام بفعالية للمشاركة في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني .. مبدياً استعداد قيادة المحافظة في تقديم الدعم لأسر الشهداء ومناضلي الثورة اليمنية وفاءً لنضالهم وتضحياتهم .بعد ذلك بدا المهرجان الكرنفالي الذي اعده مكتب الثقافة بالمحافظة بعنوان « عدن البحر والطيب والثورة » قدمت فيه عدد من اللوحات الغنائية والاستعراضية المعبرة عن عظمة الاحتفال بالمناسبة الوطنية الخالدة في تاريخ نضالات شعبنا للتخلص من ربقة الاستعمار ونيل الاستقلال في الثلاثين من نوفمبر المجيد .وألمح العمل الفني الذي قدمه عدد من كبار الفنانين بمشاركة 200 مشارك ومشاركة من الفرق الفنية والشعبية بالوان متعددة من الرقصات الشعبية والفلكلورية ما تتميز به مدينة عدن كحاضنة للتنوع الفني والتعدد الثقافي.. الى جانب تقديم باقة متنوعة من أغاني كبار الفنانين الذين تغنوا بثغر اليمن الباسم وباليمن ارضا وانسانا .وقدم في الحفل عرض لمجسمات متحركة لعدد من المواقع التاريخية والاثرية في عدن والرموز والمنابر الثقافية والاعلامية التي تبوأت صدارة النهوض بالحركة الثقافية والعمالية والنضالية في المنطقة والتي تجسد الدور الريادي الذي احتلته مدينة عدن في التجارة العالمية على مدى التاريخ.حضر الحفل وزير الثقافة عبدالله عوبل ومحافظي لحج وابين وعدد من القيادات العسكرية والامنية وقيادات السلطة المحلية والتنفيذية والشخصيات الاجتماعية ومناضلي حرب التحرير ومنظمات المجتمع المدني بالمحافظة وجمع غفير من المواطنين .