> عبدالفتاح السيسي
القاهرة/ متابعات:أكد وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي أن تدخل الجيش في ثورة 30 يونيو، أنقذ البلاد من حرب أهلية كانت مقبلة في غضون شهرين وفق تقديرات المؤسسة العسكرية.وأكد السيسي على مسؤولية الجيش والشرطة في الحفاظ على أمن مصر بناء على تفويض الشعب المصري، مؤكداً أن الجيش سيحمي مصر وإرادة الشعب.هذا وكشف الفريق السيسي، في حوار صحافي مع صحيفة “المصري اليوم” نشر أمس الاثنين، أن تحرك الجيش لعزل الرئيس السابق محمد مرسي، أملته المصلحة الوطنية وضرورات الأمن القومي والتحسب لوصول البلاد إلى الحرب الأهلية في غضون شهرين، إذا استمرت الحالة التي سادت البلاد.وأكد أن القوات المسلحة كانت تتابع الموقف في البلاد، مضيفاً: “كانت تقديراتها أننا لو وصلنا إلى مرحلة الاقتتال الأهلي والحرب الأهلية فلن يستطيع الجيش أن يقف أمامها أو يحول دون تداعياتها، وستكون خارج قدرته على السيطرة”.وشدد السيسي على أن الجيش مؤسسة وطنية شريفة، لا تتآمر ولا تخون، وأن هذه القيم الإنسانية من ثوابت المؤسسة التي لا تتنازل عنها مهما كانت المغريات.وتطرق السيسي لثورة 25 يناير، قائلاً إنه توقع حدوث هذه الانتفاضة، وذلك خلال تقرير قدمه آنذاك لوزير الدفاع في إبريل 2010.وعبر خلال اللقاء أيضاً، عن صدمة المؤسسة العسكرية في احتفال ذكرى أكتوبر عام 2012، عندما غاب أبطال الحرب عن الاحتفال وحضر من وصفهم بالقتلة المرتبطين بالجماعة.وقال: “إن ما حدث من استبعاد للأبطال وتقريب القتلة المنتمين أو المرتبطين بالجماعة شكل صدمة لنا جميعاً في القوات المسلحة، إلا أننا كمؤسسة منضبطة، لم نبادر بإظهار الاستياء والرفض لهذه التصرفات غير المسؤولة، التي تُسيء أيضاً للدولة والشعب والأمة العربية التي كانت شريكاً متكاملاً مع مصر في هذا النصر”.ولفت السيسي، في أول حوار إعلامي له، إلى أن قراءة تاريخ الإخوان، تكشف عن فجوة خلاف عميقة بين الجماعة والقوات المسلحة، لاعتبارات كثيرة منها خلافهم التاريخي مع ثورة يوليو1952، وبصفة خاصة الزعيم الخالد جمال عبدالناصر، فضلاً عن الخلاف العقائدي، ففي حين أن الانتماء والولاء بالقوات المسلحة للدولة والوطن بحدوده، فإن الولاء والانتماء بالإخوان للجماعة وأفكار الخلافة والأمة التي لا ترتبط بالوطن والحدود، ويجسد هذه الملامح والاعتبارات، عدم الإدراك لديهم، ومؤيديهم للبعد الوطني للعلم والسلام الوطني واليوم الوطني والمناسبات القومية.وعن الرئيس المعزول محمد مرسي، قال السيسي: “إن الإشكالية منذ البداية، لم تكن في هل سيكون مرسي رئيساً لكل المصريين أم لا؟ بل كانت هل هو يريد أن يكون رئيساً لكل المصريين؟ وهل يستطيع؟”وأضاف بأن هذه الإشكالية ستواجه أي تيار لا يدرك ذلك، لأن إسلام الجماعة لا يمتد إلى إسلام الدولة، فإسلام الدولة أكثر اتساعاً ومرونة.وأردف السيسي أنه لا يشك بحرص الإسلاميين على الإسلام، لكن المشكلة في “التطبيق”، إذ إن ممارسات هؤلاء الحريصين على الإسلام، جعلته في عيون الناس والعالم، مرادفاً للقتل والدم والتدمير والتخريب.وأكد الفريق السيسي أنه صارح الرئيس المعزول في فبراير الماضي، من منطلق أخلاقه ووطنيته، بحقيقة الأوضاع المتدهورة بالبلاد وقال له نصاً: “مشروعكم انتهى، وحجم الصدّ تجاهكم في نفوس المصريين لم يستطع أي نظام سابق أن يصل إليه، وأنتم وصلتم إليه في 8 أشهر”.