مما لاشك فيه أن مؤتمر الحوار الوطني الشامل أتى لبناء دولة يمنية مدنية جديدة تتسع لكل الأطياف السياسة ومكوناتها المختلفة وتكفل الحرية والمساواة بين كافة أبناء الشعب ولاننسى بأن من أساسيات مؤتمر الحوار حل القضية الجنوبية تحت سقف الوحدة والجميع يعي ذلك وهذا ما نصت عليه المبادرة الخليجية ولكننا نرى بعد مرور أشهر عديدة من انعقاد مؤتمر الحوار أن بعض مكونات الحوار مازالت متمسكة برأيها الذي أبدته في البداية، ونجد رؤى الأحزاب المكونات السياسية حول القضية الجنوبية منها ما تعمق في الحلول الجذرية للقضية مع الحفاظ على نسيج الوحدة ومنها خرج عن نطاق المبادرة الخليجية. صحيح أن الجنوب تعرض لانتهاكات متعددة وهذا ما تم الاعتراف من قبل الأحزاب السياسية ويتجلى ذلك من خلال ما قدمته الأحزاب السياسية من رؤية سياسية واضحة حول القضية الجنوبية ولكن الأهم أن يتعاون الجميع في بناء وهيكلة وإعادة صيغة الوحدة بالشكل المرغوب لدى كافة أبناء الشعب في الشمال وفي الجنوب لأن الشعب اليمني شعب واحد من قديم الزمان مهما اختلفت أصولهم العرقية ومهما تقسم إلى دويلات لكنه يعود إلى دولة واحدة ويد واحدة ولا يقبل التفرق والشتات وقد أصبح الآن أسرة واحدة وهناك من ينادي الآن بفك الارتباط وهناك من ينادي باستعادة دولة الجنوب. نقول نعم يجب استعادة دولة الجنوب من حيث الحقوق والواجبات لأبنائها ومساواتهم مع كافة ابناء الشعب في الشمال ويجب استعادة المنشآت والمؤسسات والأراضي والعقارات التي تم الاستحواذ عليها بعد حرب (94). أما استعادة دولة ما قبل الوحدة فهذا مستحيل لأنه لا يمكن لدولة تعيش بهذه الكثافة السكانية وهذه المساحة المحددة أن تنقسم إلى دولتين مع أن الدين واحد واللغة واحدة والجنس واحد والأسرة واحدة. ولذلك نقول إن توحد الشعب قوة له وضمان لأمنه واستقراره وبالتوحد والتكاتف تسود المحبة ويسود الإخاء ويزداد البناء والإعمار والازدهار والتطور.فلذلك كله يجب على كل المتحاورين في مؤتمر الحوار الوطني أن يعيدوا بناء الدولة بناء صحيحاً تحت أي مسمى بدولة اتحادية أو فيدرالية أو ما شابه ذلك واعتماد حل جذري للقضية الجنوبية وضمانات للحل ترضي أبناء الشعب في الجنوب وإسنادها بالوحدة الحقيقية التي كان أبناء الجنوب السباقين لها. اللهم احفظ لليمن أمنها واستقرارها ووحدتها.
الحوار والوحدة
أخبار متعلقة