ترجع أسبابه إلى السيطرة على الأراضي وعمليات التهريب
عناصر مسلحة تابعة لمايسمى (الجيش الحر) في سوريا
دمشق/ متابعات:اتسع الاقتتال بين ما يسمى بالجيش الحر وتنظيم دولة العراق والشام في العديد من المناطق شمالي وشرقي سوريا.وأعلن ما يسمى بالجيش الحر أن إشتباكات عنيفة جرت بين قواته وما يعرف بتنظيم دولة العراق والشام المسمى «داعش» في عدة مناطق بريف ادلب، ما أسفر عن مقتل اربعة من عناصره واثني عشر من داعش بينهم مسؤولها في ادلب، أبو عبد الله، الذي تم استهدافه اثناء مروره بسيارته قرب معبر باب الهوى مع عدد من قيادات داعش.كما امتدت الاشباكات بين الجانبين الى دير الزور والحسكة، فيما هاجمت جبهة النصرة بلدة «قطنة» الكردية في ريف حلب واشتبكت مع عناصر الحماية الشعبية.في هذه الاثناء يواصل الجيش السوري تمشيط الشريط الحدودي مع لبنان لمنع تسلل الجماعات الإرهابية من قرى البقاع الغربي اللبنانية الى داخل سوريا ولضمان استمرار حركة المسافرين وتدفق البضائع من والى لبنان.الى ذلك أكدت مصادر فى المعارضة السورية مقتل أبو عبد الله الليبي الذى يوصف بأمير ما يعرف بـ«الدولة الإسلامية فى العراق والشام» (داعش)- وهي أقوى التنظيمات التابعة لتنظيم القاعدة وأكثرها تصادما مع « الجيش الحر»- بعد تعرضه لإطلاق نار فى منطقة باب الهوى بريف إدلب شمالي سوريا خلال اشتباكات مع مقاتلي «الجيش السوري الحر».وأعلن «الجيش السوري الحر»، حسبما أفادت قناة «روسيا اليوم « امس الاثنين، عن مقتل 4 من عناصره خلال مواجهات اندلعت فى منطقة حزانو بريف إدلب ضد «داعش»، مؤكداً أن المعلومات تفيد بمقتل «أمير دولة الشام والعراق» أبو عبد الله الليبي.من جهة أخرى، أفاد ناشطون سوريون بأن 13 مقاتلاً من «داعش» قتلوا خلال الاشتباكات المذكورة فى ريف إدلب، فيما قال ناشطون، إن مسلحي « داعش» تمكنوا من فرض سيطرتهم على مقر تابع لـ«جبهة النصرة» فى منطقة الشدادي بريف الحسكة بعد اشتباكات بين الطرفين أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.وهدد «الجيش الحر» تنظيم « داعش» بشن هجمات على كافة مقاره بمدينة إعزاز الواقعة إلى الشمال من حلب، فى حال عدم تنفيذ الاتفاق المسبق بين الجانبين، والذى يفترض أن يستلم « الحر» وفقه جميع أسراه خلال أربع وعشرين ساعة.في السياق ذاته قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن قائدا ليبيا وأكثر من عشرة مقاتلين من الدولة الإسلامية فى العراق والشام المرتبطة بالقاعدة قتلوا خلال اشتباكات مع فصائل منافسة من قوات المعارضة فى شمال سوريا فى أحدث واقعة للاقتتال بين ألوية المعارضة المختلفة.وذكر المرصد أن ستة مقاتلين محليين قتلوا أيضا فى المعركة التى دارت الأحد فى حزانو إلى الغرب من مدينة حلب بالقرب من الحدود التركية.واشتدت مؤخرا الاشتباكات بين ألوية الدولة الإسلامية فى العراق والشام وجبهة النصرة من جانب، ومقاتلين أكثر اعتدالا من المعارضة السورية، لكنهم أقل فعالية من جانب آخر خاصة فى المناطق التى تسيطر عليها المعارضة على طول الحدود الشمالية والشرقية لسوريا.وأثار تنامي نفوذ المقاتلين الإسلاميين المتشددين وتشرذم قوات المعارضة قلق القوى الغربية من التدخل بشكل مباشر فى الحرب الأهلية السورية.ورغم أن بعض التوترات القائمة بين المقاتلين ترجع إلى مواقف عقائدية متباينة، إلا أن معظم الاقتتال يدور فى الأغلب حول السيطرة على الأراضي وعمليات التهريب ومكاسب الحرب الأخرى.بل إن الفصيلين التابعين للقاعدة دخلا أيضا فى صراعات. وقال المرصد السوري إنه فى يوم السبت هاجم مقاتلون من الدولة الإسلامية فى العراق والشام قاعدة تابعة لجبهة النصرة فى محافظة الحسكة الشرقية وقتلوا اثنين.وذكر المرصد أن القاعدة وبها أسلحة ومخزونات من الوقود كانت دفاعاتها ضعيفة فى ذلك الوقت؛ لأن غالبية أفراد ألوية النصرة كانت تقاتل مقاتلين أكراداً من المنطقة.والأحد اتهم لواء (عاصفة الشمال) الدولة الإسلامية فى العراق والشام بانتهاك هدنة أبرمت قبل 48 ساعة لإنهاء يومين من الاشتباكات حول بلدة أعزاز إلى الشمال من حلب.وكان القتال فى أعزاز من أخطر المعارك بين الدولة الإسلامية فى العراق والشام ومعظم مقاتليها أجانب وقوات المعارضة الأقل تشددا. ودفعت المعركة تركيا إلى إغلاق أحد المعابر الحدودية.من جانبه دعا فهد المصري مسئول إدارة الإعلام المركزي فى الجيش السوري الحر جميع المقاتلين الأجانب إلى مغادرة الأراضي السورية، مشددا على ضرورة أن يقرر الشعب السوري مصيره بنفسه.وقال المصري، فى تصريح لشبكة (سكاي نيوز) البريطانية السبت، أنه سيتم عزل هذه التنظيمات المتطرفة وعليها أن تخرج فورا من سوريا لأنها غير مرحب بها بسبب السلوكيات التى تمارسها والتى تتنافى مع أخلاق الدين الإسلامى الحنيف ومع مبادئ الجيش الحر .وأكد المسئول الإعلامي فى الجيش الحر أن جميع المقاتلين الأجانب سواء متطرفين أو غير ذلك مطالبون بمغادرة سوريا فورا، وإلا سيتم مواجهتهم كما تتم مواجهة النظام السوري.في غضون ذلك قال رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي صالح مسلم إن 80 % من عناصر «الجيش الحر» هم من «المتشددين الإسلاميين والمتطرفين» مشددا على أنه لا يوجد بينهم من لا يتحدث ويدعو لضرورة إحياء «الخلافة الإسلامية».وقال مسلم في اتصال هاتفي أجرته معه وكالة الأنباء الألمانية إن عناصر «الجيش الحر العلمانيين الذين يؤمنون بالتعددية والديمقراطية ويتحدثون مع الائتلاف الوطني السوري لا يمثلون إلا 20 % من العناصر المحاربة على الأرض».ورأى مسلم أنه «لا يوجد فارق كبير بين تلك التنظيمات المتشددة الموالية للقاعدة وبين جماعة الإخوان»، لافتا إلى أن الطرفين «يدعوان لفكرة الخلافة الإسلامية وإن كان الفارق أن الإخوان يسعون إلى تنفيذ فكرتهم بسبل يمكن أن تكون أقل دموية».ويمثل الأكراد أكبر أقلية عرقية في سوريا ويتركزون بشكل كبير في الشمال الشرقي من البلاد قرب الحدود مع تركيا.واتهم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي «كلا من تركيا وجماعة الإخوان وتيارات عربية بالوقوف وراء هجمات جبهة النصرة ومثيلاتها على المناطق الكردية».وحول رأيه في التدخل العسكري الخارجي في الأزمة السورية، قال: «لا نرحب بالتدخل العسكري الخارجي في سوريا، لأننا نرى أن الأخير لن يحل مشاكل سوريا حتى لو أسقط النظام، كما أن من شأن هذا التدخل أن يعمق الخلافات الموجودة بالمجتمع السوري على غرار ما فعله التدخل بالعراق».وفي شأن التوازن في الأسلحة بين الأكراد وبين الجهات المحاربة لهم، قال: «حتى الآن، نحن قادرون على الدفاع عن أنفسنا ومواجهة المتشددين، ولكن المشكلة هو أن هناك تدفقا كبيرا للسلاح عليهم».وعن إمكانية طلب الأكراد لدعم عسكري خارجي من كيانات كردية خارج سوريا وتحديدا من إقليم كردستان بالعراق، قال: «لا نرحب بأي تدخل وحتى الآن نحن قادرون على الدفاع، لكن إذا عجزنا عن ذلك قد نستنجد بالآخرين سواء بإخوتنا بالعراق أو بغيره.. ولكل حادث حديث».وأكد وجود دعم تركي للمسلحين بسوريا، قائلا إن تركيا «تنكر هذا الأمر بالتصريحات، لكن على أرض الواقع نحن نعرف أنهم يدعمونهم ولكنهم لا يستطيعون إعلان ذلك خاصة بعد إدراج الغرب النصرة كمنظمة إرهابية».وأضاف: «تركيا كغيرها من الدول تحاول تحقيق أطماعها من خلال أزمات الربيع العربي ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يريد إحياء الامبراطورية العثمانية».الى ذلك كشفت إحصائية صادرة عن وكالة «بينتابوليس» للإحصاءات الأميركية عن تزايد أعداد القتلى العرب في سوريا، واشارت الى ان تونس تتصدر هذه اللائحة التي ضمت معظم البلدان العربية.وذكرت الاحصائية أن ما لا يقل عن 130 ألف مسلح غير سوري يقاتلون ضد الجيش السوري، قدموا الى الاراضي السورية من 49 بلداً ومن قارات العالم أجمع، معظمهم ينضمون إلى كتائب ذات طابع «جهادي»، وكشفت الاحصائية التي تم نشرها مؤخرا أرقام القتلى العرب في صفوف هؤلاء المسلحين من دون ذكر أرقام القتلى الأجانب:- عدد القتلى التونسيين تصدروا اللائحة بـ1902، تلاهم القتلى الليبيون بـ 1807 قتلى، ومن دول المغرب العربي أيضاً 412 قتيلاً مغربياً، و273 جزائريا وقتيل واحد من موريتانيا.- من الدول العربية في شمال أفريقيا 821 قتيلا مصريا، ثلاثة قتلى من السودان، و42 قتيلا من الصومال.- القتلى السعوديون هم الأكثر عدداً بين دول مجلس التعاون؛ 714 مقاتلاً سعودياً قضوا في سوريا إلى جانب 571 يمنياً، 71 كويتياً، 21 عمانياً، 19 بحرينيناً، 9 قتلى من الإمارات، و8 قتلى من قطر.- أما في الدول المجاورة لسوريا، فالقتلى العراقيون هم الأكثر عدداً، ويحتلون المركز الثالث عربياً بـ 1432 قتيلاً، يليهم الفلسطينيون بـ1002، ومن لبنان 828 قتيلاً.وارتكزت جميع الأرقام المذكورة في الإحصائية على شهادات الوفاة التي يتم إصدارها في بلدان القتلى، كما كان لافتا أن الإحصائية لم تذكر أعداد القتلى الأردنيين.