بمناسبة منحه “ الوسام الذهبي الآسيوي “
أحمد محسن أحمد :من لا يعرف الأستاذ محمد أحمد مقبل ( المقبلي ) يحصره في الجزئية الأخيرة من حياته الرياضية والتربوية الزاخرة بالعطاء .. تلك الجزئية الأبرز هي نشاطه الإبداعي الكبير في مجال تحكيم مباريات كرة القدم.. إلا أن هذه الشخصية المميزة كانت ولازالت ذات باع طويل في المجالات الرياضية والتربوية منذ أن كان لاعباً في فريق نادي الحسيني العريق... ولا أحد ينكر أن تلك الجزئية في مجال التحكيم رغم عظمتها وعطائها الزاهر إلا أنه الأستاذ التربوي الذي كان له دور في تخريج أجيال مسلحة بالعلم والمعرفة .. ولا أحد ينكر دور هذه الشخصية البارزة في المجال الإداري وهو واحد من العدد القليل الذين وسموا خطوط واتجاهات النشاط الرياضي منذ العام 1972م عندما بدأت الاتجاهات نحو تكوين كيانات رياضية للشباب لمختلف أنواع وأشكال النشاط الرياضي. رغم كل ذلك.. فقد عرفه الناس بشكل أكبر وأوسع في تلك الفترة الزاخرة من حياته الرياضية الواسعة حين كان ولايزال من القيادات الكبيرة والفاعلة في مجال تحكيم مباريات كرة القدم في الداخل والخارج، حين كان يقود مباريات كبيرة وحساسة على مستوى الداخل في المسابقات الرياضية الكروية للأندية الكبيرة التي تخوض مبارياتها في ظل التنافس الشديد مع الأندية التي تنافسها على الصدارة.. والمعروف أن مباريات الدوري الداخلي كانت تشهد حضوراً جماهيرياً كبيراً، حين كانت الأندية الكبيرة تمتلك جماهير واسعة لشهرتها الكبيرة فكانت تلك المباريات حساسة جداً من حيث قوة الأندية على أرض الملاعب ويقابل ذلك قوة الجماهير ومشجعي الأندية .. وهذه الصورة التي تعكس حساسية الموقف التحكيمي لتلك المباريات كان الحكم الدولي الأستاذ محمد أحمد مقبل هو الحكم ( المقبول) الذي تطمئن وترتاح له الأندية وجماهيرها لحيادية قراراته ومواقفه؟! وإذا كان الأستاذ المقبلي هو الحكم الذي لا يختلف عليه اثنان في نزاهته وعدالته وقدرته على ضبط سير المباريات الكبيرة ، فإنه أيضاً كان الحكم الدولي الذي يعكس الصورة المشرقة للمستوى التحكيمي في تلك المباريات الدولية على المستوى العربي والآسيوي والدولي. فكان خير سفير رياضي على المستوى الدولي عرفت الدول مستوى التحكيم المحلي من خلال الكفاءة والمقدرة التي كان يتميز بها الأستاذ محمد حين كان يدير مباريات دولية كبيرة بين كبار الفرق الدولية على المستوى العربي والآسيوي .. وهو فوق هذا وذاك المحاضر في قانون اللعبة الذي ذاع صيته داخلياً وخارجياً لسعة المعرفة التي يمتلكها في فهم القانون الدولي للتحكيم. إن الصعوبة بالغة في إعطاء الأشخاص والرموز حقها من الوصف للعطاء الذي عرفتهم به الجماهير الرياضية الواسعة لكرة القدم وبتعدد الصفات لهؤلاء الرجال الذين لايتكرون لدورهم الريادي العظيم.. إلا أن هناك جانباً مهماً يستحق الإشارة إليه.. وهو أن الشخصية المميزة في المجالات الإبداعية تجعل الكل يرفع لها الهامات والقبعات عندما تعرف أن هذه الشخصية ( وهي هنا الأستاذ المقبلي ) لازالت واقفة بأقدام ثابتة في مجال العمل والإبداع .. فإن يستمر الإنسان المبدع في عطاءاته وإبداعاته رغم المساحة الطويلة والواسعة منذ أن كان لاعباً مشهوراً في مجال كرة القدم منذ بداية الستينات (1960) ثم إدارياً بارزاً فرسخ نشاطه الإبداعي في مجال التحكيم فإن هذا ما نقول عنه أن الأحداث العظيمة للرجال المميزين يصعب رصد مآثرهم وحصرها في عدد من الأسطر والكلمات .. فأعمالهم المستمرة هي اصدق تعبير على مكانة هؤلاء في سجل التاريخ الرياضي العظيم لرجال أقل ما يمكن لنا قوله عنهم.. أنهم خير من تصدر الصفوف وقاد العمل الرياضي في أحلك الظروف.. والجزاء لهم عند المولى ( عز وجل ) .. ولهم منا كل الاحترام والتقدير.