في ذكرى الأربعين يوماً لاغتيال المعارض التونسي محمد البراهمي
احتجاجات في تونس في ذكرى الاربعين لاغتيال المعارض محمد البراهمي
تونس/ متابعات: احتشد يوم أمس عشرات الآلاف من التونسيين بساحة باردو والشوراع المحيطة بها، لإحياء أربعينية السياسي الراحل والنائب في المجلس الوطني التأسيسي محمد البراهمي. وجدد المتظاهرون مطالبهم بتنحي الحكومة التي تقودها حركة النهضة، وإنهاء الأزمة السياسية التي تهدد الديمقراطية الوليدة في البلاد. ونظمت أحزاب المعارضة المنضوية ضمن جبهة الإنقاذ الوطني ومتظاهرون قدموا من سيدي بوزيد -مسقط رأس البراهمي- وعدة محافظات أخرى المسيرة التي انطلقت من ساحة باب سعدون بالعاصمة، حتى ساحة باردو - حيث احتشد المتظاهرون- على امتداد شارع 20 مارس الذي يربط بين الساحتين.ووسط حشود من أنصار المعارضة قالت مباركة البراهمي زوجة السياسي الراحل في كلمة «المسيرة مازالت مستمرة». وأضافت -في إشارة إلى حكومة الترويكا التي يقودها حزب حركة النهضة- «معركتنا معكم ستكون على نار هادئة وسنغتالكم بطريقتنا الحضارية».من جهته، قال رئيس حركة نداء تونس الباجي قايد السبسي في كلمة له «نحن على العهد وملتزمون ولن يرتاح لنا بال قبل أن نكشف من قتل الزعماء ومن خطط ودبر... نحن على العهد لإخراج البلاد من الوضع الذي وصلت إليه بفعل فاعل».وقال المعارض الجيلاني الهمامي إنه لا بد من ممارسة المزيد من الضغط على الحكومة حتى تستقيل، مشيرا إلى أنه ليس هناك حل آخر. وأكد القيادي في الحزب الجمهوري المعارض عصام الشابي أن الحوار في مأزق نتيجة تعنت حركة النهضة والائتلاف الحاكم، ورفضهم كل المقترحات رغم التنازلات التي قدمتها المعارضة».وقال الشابي «سنعلن عن سلسلة من التحركات ستشمل شارع الحبيب بورقيبة وساحة القصبة وكامل الساحات العامة في البلاد لحمل حركة النهضة والائتلاف الحاكم على التخلي عن التعنت والتحصن بمواقع السلطة». وتابع «لا خيار أمامنا سوى مزيد الضغط السلمي والمدني».وبعد فشل المحادثات الرامية لإنهاء الأزمة الأسبوع الماضي، توعدت جبهة الإنقاذ التونسية المعارضة بتصعيد الاحتجاجات ضد النهضة. وتضم الجبهة مزيجا من اليساريين والأحزاب التقليدية، بما في ذلك بعض القادة الذين عملوا في نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.واغتيل محمد البراهمي في 25 تموز/يوليو بالرصاص أمام منزله، وهو الاغتيال الثاني من نوعه خلال ستة أشهر بعد اغتيال السياسي المعارض شكري بلعيد بنفس الطريقة.وأدى الاغتيال إلى إشعال فتيل أزمة سياسية حادة في تونس، وطالبت المعارضة بحل الحكومة و المجلس الوطني التأسيسي وتشكيل حكومة كفاءات غير متحزبة لتشرف على ما تبقى من المرحلة الانتقالية.وتقدم الاتحاد العام التونسي للشغل -أكبر منظمة نقابية ويتمتع بثقل سياسي في البلاد -بمبادرة تقضي بحل الحكومة وتحديد عمل التأسيسي بآجال محددة، ومراجعة التعيينات القائمة على أساس الولاء الحزبي.وأقر الأمين العام للاتحاد حسين العباسي في وقت سابق بفشل المفاوضات مع الحكومة، وحث الجمعة الحكومة على تقديم تنازلات، للخروج من مأزق بشأن حكمها بعد إخفاق المحادثات مع المعارضة لإنهاء الأزمة التي تعيشها البلاد، في حين جدد رئيس الحكومة علي العريّض رفض استقالة حكومته قبل إقرار الدستور وتحديد موعد الانتخابات القادمة. وكان قد أعلن في تونس الجمعة عن تأسيس ائتلاف حزبي موال لحركة النهضة اتحت اسم «الائتلاف الوطني لإنجاح المسار الديمقراطي».ويضم الائتلاف الحزبي الجديد 12 حزبا صغيرا لا تُخفي مرجعياتها الإسلامية، منها حزب الثقافة والعمل، وحزب الإصلاح والتنمية وحزب القيم والرقي والحركة الوطنية للعدالة والتنمية، فيما غاب عنه شريكا حركة النهضة الإسلامية في الحكم، أي حزب المؤتمر من أجل الجمهورية وحزب التكتل من أجل العمل والحريات.وقال محمد القوماني الأمين العام لحزب الإصلاح والتنمية -الذي اختير ليكون الناطق الرسمي باسم هذا الائتلاف الحزبي الجديد- خلال مؤتمر صحفي عقده أمس: إن الأحزاب المشاركة في الائتلاف تؤكد على أهمية الإبقاء على المجلس الوطني التأسيسي باعتباره السلطة الأصلية المعبّرة عن إرادة الشعب في هذه المرحلة.وعلى صعيد متصل حذرت نقابة أمنية تونسية من أن تونس ستتحول قريبا إلى أرض جهاد بالنسبة إلى التنظيمات الإرهابية التونسية والدولية، وانتقدت بشدة ما وصفته بالتعاطي غير المسؤول مع ملف الإرهاب.وقال منتصر الماطري الأمين العام للاتحاد الوطني لنقابات قوات الأمن التونسي خلال المؤتمر الصحفي، إنه سيتم قريبا الكشف عن قائمة بأسماء الجهات السياسية والقضائية والحقوقية والدينية المتورطة في التعامل مع العناصر الإرهابية.وأضاف أن الاتحاد الوطني لنقابات قوات الأمن التونسي بحوزته ملفات تُثبت تورّط سياسيين وقضاة ومحامين وأمنيين في دعم الإرهاب والتعاطي معه، لافتا في هذا السياق إلى أنه تم في وقت سابق اعتقال عدد من القضاة ثبت تعاملهم مع ما سماه التيار التكفيري. من جانبه، شدد رئيس حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي في كلمته أمام المتظاهرين والمعتصمين على «ضرورة التمسك بكشف قتلة كل من (المعارض) شكري بلعيد (الذي اغتيل في فبرايرالماضي) والبراهمي والأطراف التي تقف وراء العمليات الإرهابية في تونس».وفي وقت سابق من مساء امس، انطلقت مسيرة في العاصمة تونس ضمت الآلاف من أنصار المعارضة التونسية؛ للمطالبة بـ»إسقاط النظام».وردد المحتجون هتافات منها: «يسقط يسقط النظام»، «ارحلي يا حكومة العار»، «العصيان العصيان».وإثر اغتيال الناشط السياسي المعارض محمد البراهمي في 25 يوليو الماضي، شهدت تونس خروج مظاهرات منددة بالحكومة، ومطالبة باستقالتها وتشكيل حكومة إنقاذ وطني من كفاءات مستقلّة، إضافة إلى حل المجلس الوطني التأسيسي.وأعلن الاتحاد التونسي للشغل، يوم الخميس الماضي، إيقاف مشاورات الحوار الوطني بعد عدم تمكنه من جمع المعارضة وأحزاب الائتلاف الثلاثي الحاكم (الترويكا) على طاولة حوار واحدة تخرج بحلول للأزمة السياسية التي تعصف بتونس منذ أكثر من شهر. وكانت أحزاب الترويكا الحاكمة (النهضة - إسلامي، المؤتمر من أجل الجمهورية - يساري، التكتل من أجل العمل والحريات - اشتراكي ديمقراطي) قدمّت الشهر الماضي، مبادرة تتمثل في «التعهد العلني باستقالة الحكومة نهاية الشهر الجاري، وإطلاق الحوار الوطني من أجل التوافق على شخصية وطنية تترأس حكومة مستقلة، والانتهاء من مسودة الدستور، والاتفاق على هيئة الانتخابات قبل الـ23 من أكتوبر القادم».إلا أن المعارضة تمسكت بحلّ المجلس الوطني التأسيسي وإسقاط حكومة «علي لعريض» فورًا قبل الدخول في أي حوار وطني، وهو ما يرفضه الائتلاف الحاكم.