عرض / ابتسام العسيري في كل مساء يرتفع الأذان في قاعة كنيسة (بيرك) شمال فرجينيا في أمريكا ويأتي مسلمون أمريكيون يتحذرون من أصول مختلفة ليجتمعوا في مقر الكنيسة في صلاة جماعية صلاة يجد فيها القائمون في المركز الإسلامي للسلام في المدينة تحقق أجمل معاني جميع الأديان.. وخلال شهر رمضان المبارك، يصوم المسلمون من الفجر إلى غروب الشمس، ويستمتع العديد من المسلمين الأميركيين بإفطار رمضان - تلك الوجبة التي تنهي صيام اليوم بعد غروب الشمس- في المطاعم الحلال، وعادة ما تسود الموائد نكهات الأطعمة والمأكولات من أقصى بقاع الأرض.وهذه صورة تجسد قيم التآزر والتآخي والتعايش والتسامح بين السكان الأمريكيين من مختلف الديانات يقدمون من خلالها رسالة مفادها أن الغاية الأساسية ولجميع الأديان تحقيق هذه القيم بين الناس.[c1]كيري : رمضان أقدس الشهور [/c]وقال وزير الخارجية الأمريكية جون كيري في سياق الكلمة التي ألقاها في حفل الإفطار الرمضاني بوزارة الخارجية في 25 يوليو 2013 م : إن رمضان أقدس شهر في التقويم الإسلامي، وهو وقت مناسب للتأمل السلمي والصلاة، وأعمال البر والإحسان، لذلك أقول إلى الملايين من الأميركيين المسلمين عبر أرجاء بلادنا، وإلى الكثير من حول العالم.[c1]رمضان كريم[/c] إن تقاسم احترام هذا الشهر الكريم يرجع بالفعل إلى الأيام الأولى لجمهوريتنا.. إنها قاعة بن فرانكلين، أوائل المدافعين عن الحرية الدينية في بلادنا.. و كتب في سيرته الذاتية يقول: «حتى لو أن مفتي القسطنطينية أرسل إلينا مبعوثا للتبشير بالمحمدية، فإنه سيجد منبرا لخدمته.وقال « هل تستطيع تقاليدنا الدينية العظيمة والديانات الإبراهيمية صياغة جهد مشترك لصالح الكرامة الإنسانية؟ إن إيماني والإيمان الذي شاهدته في حياة العديد من الأميركيين يخبرني بأن الجواب على ذلك هو نعم بصوت عال.. إن أدياننا ومصائرنا- مصائرنا مترابطة ارتباطا لا ينفصم..[c1]صلاة التراويح تقام في الكنائس [/c]في مشهد لقي ترحيبا وتقديرا كبيرين بين سكان مدينة «بيرك» شمال فرجينيا، خصصت إدارة إحدى كنائس المنطقة مكانا في مبناها للجالية المسلمة لأداء صلاة التراويح خلال شهر رمضان.وأعرب أفراد الجالية المسلمة عن تقديرهم الكبير للمبادرة، فيما اعتبرها أتباع الكنيسة رسالة قوية للتسامح والتعايش والاحترام الذي يجمع بين أتباع كل الديانات.فبعد وقت قصير من المغرب وفي وقت مبكر قبل صلاة العشاء يصل محمد ومتطوعون آخرون لتحضير المكان في كنيسة (بيرك) لإقامة صلاة العشاء وما يتلوها من صلاة التروايح هذا هو الحال منذ مطلع شهر رمضان بالنسبة إلى مسلمي مدينة فرجينيا في أمريكا.. يقول السيد بوب واستن عضو مجلس إدارة كنيسة « بيرك» إن الجالية المسلمة وجدت راحتها بيننا وتختار كنيستنا لإقامة صلواتها في رمضان من كل عام وهذا يؤكد على أننا كلنا نتوجه بالعبادة إلى اله واحد وان قيمنا مشتركة وواحدة في جميع الأديان .ولتعذر الجالية المسلمة المقيمة في شمال فرجينيا التي هي بصدد بناء مركزها الإسلامي للسلام الخاص بها في الوقت الحاضر تطوع مسؤولو الكنيسة المجاورة لمقر بناء المركز وقدموا كنيستهم للجالية لإقامة صلواتها في أيام الجمعة وصلاة التراويح في كل رمضان إضافة إلى المناسبات الاجتماعية.يقول محمد احد المسلمين هناك» لدينا علاقات طيبة مع إخواننا في الكنيسة ونحن نقيم صلوات الجمعة هنا أيضا ، مضيفا « علاقتنا تقوم على الاحترام العميق لبعضنا البعض ونحن على صلة طيبة منذ سنوات خلت».هذه التجربة التي تحدث للعام الثاني على التوالي تجد تقديرا كبيرا من مسلمي شمال فرجينيا الذين يؤكدون أن هذا الأمر عزز من الترابط بين سكان المنطقة وحقق قيم التعاون والتسامح بين جميع الأعراق.[c1]المطاعم الحلال [/c]شأنهم شأن المسلمين في جميع أنحاء العالم، يرتاد المسلمون الأميركيون في الولايات المتحدة في معظم الأحيان المطاعم الحلال - التي تعد الطعام وفقا لأحكام الشريعة الإسلامية - لتناول طعام الإفطار مع العائلة والأصدقاء بعد انتهاء صيام أيام شهر رمضان.ويقدم مطعم علي بابا في مدينة « إلكاهون» بولاية كاليفورنيا بالقرب من مدينة سان دييغو أطباق طعام من منطقة البحر المتوسط لإفطار رمضاني.. وللمطعم قاعة داخلية مكسوة بالخيام تضفي شعورا على المكان يماثل مدينة بغداد القديمة، كما يوظف مالك المطعم عثمان كالاشو طاهيا عراقيا لديه.[c1]المساجد في أميركا[/c]هناك 1900 مسجد في الولايات المتحدة، وهم يمثلون العديد من الثقافات والتقاليد المختلفة.. وكانت الجمعية الإسلامية في مقاطعة «أورانج» إحدى أوائل المراكز الإسلامية في جنوب كاليفورنيا، كما أنها أيضا إحدى أكبر هذه المراكز، إذ تجتذب حوالي 3000 من المصلين لصلاة الجمعة.. ويشكل المركز الذي تأسس عام 1976، مركزا قياديا للتواصل مع المجتمع الأهلي وبين الأديان.. وقد أنشأ مؤخرا مخزنا للمواد الغذائية وقدم دورة دراسية حول الأديان العالمية.. يضم المركز مسجد الرحمن- ومدرسة وقاعات لأفراد الجالية.. إن السكان المسلمين في مقاطعة «أورانج» متنوعون للغاية ويشكلون أحد أكبر التجمعات الإسلامية في الولايات المتحدة.ويصلي مسلمو مدينة بروكلين في نيويورك في مسجد «جامع الفاتح» ، وقد سُمي هذا المسجد باسم مسجد السلطان محمد الفاتح الموجود في مدينة إسطنبول، وهو يخدم جالية من السكان تتكون غالبيتها من الأتراك، وتملك هذا المسجد الرابطة الموحدة للمسلمين الأميركيين.[c1]رمضان والمجتمع المسلم في أمريكا [/c]تؤمن سارة أوليباه طالبة مسلمة في مجال هندسة النظم في جامعة «جورج مايسون» بولاية فرجينيا أن شهر رمضان المبارك هو وقت للتركيز على الإيمان والعائلة والمجتمع.وتقول سارة إنه «في أعقاب يوم طويل ومتعب في الصيام، من الرائع أن تتمكن من مشاركة الأحباء في تناول وجبة طعام شهية بعد غروب الشمس، وهذه المناسبات تساعدنا على التأمل في نِعم الله علينا التي يمكن أن نتغاضى عنها بسهولة خلال حياتنا اليومية.ابتسم في وجه الآخرين، فقد تكون ابتسامتك هي النور الوحيد الذي يراه الآخرون خلال ذلك اليوم، وقد تغير حياة الكثيرين والذين بدورهم قد يغيرون العالم.. هذا ما يفعله الشاب آدم صالح والبالغ من العمر 20 عاما، هو أمريكي من أصول يمنية يعيش في مدينة نيويورك ، حيث بمد يد العون للمشردين ورسم الابتسامة على شفاههم من خلال منحهم أشياء بسيطة. [c1]مدرسة « أوك لاون» تحتفل بشهر رمضان وعيد الفطر [/c]يمر الطلاب خلال توجههم إلى صالة الطعام في مدرسة ابتدائية في « أوك لاون» بولاية إلينوي لتناول طعام الغداء بملصق لشهر رمضان في إحدى قاعات المدرسة. هذه المدرسة وهي جزء من منطقة تعليمية في ضواحي مدينة شيكاغو تحتفل بشهر رمضان وتعتبر عيد الفطر عطلة رسمية.. وتشمل أدوات الزينة الأخرى صفوفا من المصابيح الحمراء المعلقة في غرف التدريس.[c1]الجالية اليمنية في ميتشجان [/c]و يجتمع يجتمع الأقارب والأصدقاء من المسلمين في أمريكا خلال شهر رمضان مع بعضهم البعض في المطاعم وقت الإفطار.. ويوجد في مدينة «ديربورن» في ولاية ميتشجان أكبر جالية يمنية في الولايات المتحدة الأمريكية ، وتذهب العديد من العائلات المسلمة إلى أشهر المطاعم بالمدينة وهي مطعم «شاتيلا» ومطعم الأمير.[c1]اندماج عقائدي وثقافي متنوع [/c]العديد من المسلمين في العالم، وإجمالي عددهم يصل إلى 1.5 مليار نسمة، يعيشون شهر رمضان بأساليب متعددة تمتزج فيها العادات والتقاليد مع الفرائض الدينية للصيام والصلوات.. والمسلمون في الولايات المتحدة وحدها، جاؤوا إليها من أكثر من 80 دولة ويمثلون مزيجا من الجماعات العرقية واللغوية والفكرية والاجتماعية والاقتصادية. رغم أن التعاليم الأساسية للإسلام المتعلقة برمضان تظل ثابتة، فإن الاندماج بين العقيدة والعادات والتقاليد والثقافات المتنوعة يحتوي على الاتصال المتداخل والانتشار في العالم الحديث المتسم بالعولمة.
|
رمضانيات
رمضــــان فـــي أمريكا رســالـة لكـــل أتباع الأديان تجسد قيــم التآزر والتآخـي والتعــايش والتســامـح
أخبار متعلقة