ليون / بغداد / متابعات :أعربت قيادة الشرطة الدولية "الإنتربول" عن قلقها لفرار مجموعة كبيرة من قيادات تنظيم القاعدة بالعراق، ووصفت العملية الأكبر من نوعها منذ خمس سنوات بأنها تهديد كبير للأمن العالمي.ونجح نحو 500 سجين من بينهم قادة كبار بالقاعدة في الفرار من سجن أبو غريب بعد عملية منسقة وناجحة نفذها التنظيم الذي أعلن تبنيه لها وأطلق عليها اسم "هدم الأسوار" حيث جرى تنفيذها من خارج وداخل السجن بتواطؤ من حراس داخل السجن، حسب تحقيقات أولية.ويرجح خبراء أن يكون قادة القاعدة الفارون قد توجهوا إلى سوريا، وهو ما يشي بتوسع عمليات القاعدة في بلاد الشام على المدى البعيد، وفقا لما يقوله تشارلز ليستر المحلل الأمني في مركز مراقبة الإرهاب والتمرد التابع لمؤسسة أي إتش إس جين.كما عبر السفير الأميركي السابق في العراق جيمس جيفري -الذي أشرف على انسحاب قوات بلاده- عن قلقه البالغ لتزايد قوة المسلحين، رغم تأكيده أن العراق لا تزال لديه قدرات قوية ومتخصصة في مجال مكافحة الإرهاب.وتصاعدت وتيرة الهجمات في العراق بعد حادثة الفرار الكبرى، حيث شهدت البلاد تفجير 17 سيارة مفخخة استهدفت جميعها مناطق شيعية وأدت إلى مقتل ما لا يقل عن 60 شخصا في يوم واحد.ووصفت وزارة الداخلية العراقية ما يجري في البلاد بأنه "حرب مفتوحة" اتهمت ما سمتها قوى طائفية بشنها "سعيا لإغراق البلد في الفوضى".ورأى محللون أن عملية سجن أبو غريب كشفت أن القوات العراقية التي دربتها وسلحتها واشنطن وأنفقت عليها 25 مليار دولار تقريبا ويتجاوز قوامها المليون عنصر أمني "غير قادرة على مواجهة أعدائها الذين تغلبوا يوما على الولايات المتحدة بكل ما أوتيت من قوة".وأدت الهجمات اليومية المنسقة التي ينفذ أغلبها تنظيم دولة العراق الإسلامية -الفرع المحلي لتنظيم القاعدة بالعراق- في أنحاء العراق لانخفاض إنتاج النفط لأسباب ترجعفي جلها لهجمات المسلحين الذين يفجرون خطوط أنابيب النفط ويقتلون عناصر من فرق الصيانة.ويرى ضباط في الشرطة العراقية أن نجاح عملية اقتحام سجن أبو غريب يعود لتشتت ولاءات عناصر القوات الأمنية ومهارات المسلحين الذين نفذوا العملية.وقال ضابط شرطة عراقي بارز تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته "العملية كانت بتواطؤ من الداخل بنسبة 99%، وجدنا مواد متفجرة (تي أن تي) داخل السجن، بعض السجناء نجحوا في تحويل الصابون وزجاجات الماء الصغيرة إلى عبوات ناسفة".كما عثر المحققون على أجهزة كمبيوتر محمولة وهواتف في الزنازين، مما يكشف أن السجناء كانوا على اتصال مباشر مع رفاقهم في الخارج، كما أزال الحراس المتواطئون شرائح الذاكرة من كاميرات المراقبة قبل الهجوم.ويشكو ضباط في الجيش والمخابرات من مختلف الرتب "من تفشي الفساد من القاع إلى القمة على نحو يجعل قوات الأمن عاجزة عن مواجهة المسلحين"، وقال ضابط رفيع في الجيش العراقي "الجميع يعرف أن من يدفع أكثر يحصل على المنصب".
هروب سجناء (القاعدة) في العراق يقلق الإنتربول
أخبار متعلقة