نيويورك / بغداد / متابعات :حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من أن العراق بات على «شفير الهاوية»، بينما عبرت الولايات المتحدة عن قلقها حيال تصاعد العنف بعد سلسلة تفجيرات هزت العاصمة العراقية بغداد ومحافظات أخرى أمس الأول الاثنين وراح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى، وسط تحذير وزارة الداخلية العراقية من حرب معلنة تشنها قوى وصفتها بأنها طائفية ودموية.وقال إدواردو دل بوي المتحدث باسم الأمين العام الأممي إن بان «يشعر بالقلق.. العراق بات على مفترق طرق، وعلى قادته السياسيين إبعاد البلاد عن شفير الهاوية وعدم ترك أي هامش للمناورة لمن يسعون لاستغلال الأزمة السياسية من خلال العنف والإرهاب».ودعا بان القادة العراقيين إلى الاستماع للمطالب المشروعة «لجميع مكونات العراق من خلال الانخراط في حوار جدي بهدف التوصل إلى تسوية».من جانبها أبدت الولايات المتحدة قلقها مما وصفته بالهجمات الإرهابية الوحشية التي قتل وجرح فيها عشرات العراقيين.وبدورها، قالت وزارة الداخلية العراقية إن البلاد تواجه حربا معلنة تشنها قوى وصفتها بأنها طائفية ودموية تستهدف إغراق العراق في الفوضى وإعادة إنتاج الحرب الأهلية.واعتبرت أن هذه الهجمات تهدف إلى إشعار المواطنين بالإحباط وتغذية نزعات الانقسام الطائفي وشل الحياة المدنية في البلاد، وفق تعبير الداخلية في بيانها.ودعت الوزارة -التي اتهمت تنظيم القاعدة بتنفيذها- وسائل الإعلام إلى تحمل مسؤوليتها الاجتماعية والأخلاقية والإنسانية بالكف عما وصفته بالترويج الإعلامي للإرهاب من دون قصد، وحثت القوى السياسية وممثلي الشعب على دعم الأجهزة الأمنية وإسنادها لإكمال الاحتياجات والنواقص الفنية والتقنية ومساعدتها في أداء واجباتها، حسب البيان.من جهتها أكدت هيئة علماء المسلمين أن التفجيرات ترمي إلى دفع العراقيين إلى مستنقع طائفي قالت إن «الحكومة ومليشياتها وأجهزتها الأمنية أوغلت فيه».من جانبه أدان رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي التفجيرات، وقال «نؤكد أن هذه الأفعال الشنيعة الرامية إلى بث الفرقة وإثارة النعرات الطائفية بين أبناء الشعب الواحد، إنما هي مؤشر خطير يؤكد العجز الواضح في أداء الأجهزة الأمنية وعدم قدرتها على حماية المواطنين».وكانت بغداد وعدة محافظات جنوبية قد شهدت أمس الأول الاثنين سلسلة من الهجمات أودت بحياة 67 شخصا وجرح فيها ما لا يقل عن 225 آخرين، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.ونجم العدد الأكبر من الضحايا عن انفجار 12 سيارة مفخخة وعبوتين ناسفتين استهدفت مناطق متفرقة من محافظة بغداد، بينما انفجرت خمس سيارات أخرى في عدة مدن جنوبية وهي الكوت والسماوة والبصرة.وجاء هذا اليوم الدامي بعد أسبوع على تعرض سجني التاجي وأبو غريب إلى الشمال والغرب من بغداد لهجوم تمكن خلاله مئات السجناء من الهرب، بينهم قادة كبار في تنظيم القاعدة الذي تبنى الهجوم.وبهذه الحصيلة يرتفع عدد ضحايا أعمال العنف التي اندلعت خلال الشهر الحالي وتلك المندلعة منذ بداية العام، ورغم تضارب الأرقام فيما يخص عدد القتلى فإن المؤكد أن عدد ضحايا يوليو الحالي زاد على 700 قتيل، وأن عددهم بلغ نحو ثلاثة آلاف منذ بداية العام الحالي.