تونس / متابعات :فرق الأمن التونسي بالغاز المسيل للدموع جموعا من المتظاهرين اعتصموا أمام المجلس التأسيسي (البرلمان) مطالبين بحله على خلفية اغتيال المعارض محمد البراهمي الذي ووري الثرى أمس في مقبرة الجلاز بالعاصمة تونس التي شهدت إحدى ضواحيها تفجير عبوة ناسفة أمام مركز للشرطة لم يسفر عن سقوط ضحايا.وقالت الأنباء إن قوات الشرطة أطلقت القنابل المدمعة أمام المجلس الوطني التأسيسي لتفريق مؤيدين ومعارضين للحكومة الائتلافية التي تقودها حركة النهضة ذات المرجعية الإسلامية. وطالب المعارضون بحل المجلس التأسيسي والحكومة, في حين دافع المؤيدون عن الشرعية.
محمد البراهمي
ودعت وزارة الداخلية التونسيين إلى «الالتزام بالسلمية» خلال المظاهرات والاحتجاجات التي تشهدها منذ يومين مناطق عدة بالبلاد على خلفية اغتيال البراهمي (58 عاما) الذي قتل بالرصاص الخميس الماضي أمام منزله.ودعت الوزارة في بيان «إلى احترام القانون والابتعاد عن كل ما من شأنه أن يخل بالأمن العام والالتزام بالسلمية وعدم المساس بالمقرات السيادية والممتلكات العامة والخاصة». وأكدت «أنها ستحمي حق التظاهر السلمي لكل مواطنيها في إطار القانون».ولقي شاب يدعى محمد مفتي مصرعه مساء أمس الأول أمام مقر ولاية قفصة (جنوب غرب) خلال مظاهرة ضد حركة النهضة التي تتهمها المعارضة باغتيال البراهمي, في حين تنفي الحركة ذلك.وقال أحد أقارب محمد المفتي -الذي تضاربت الأنباء بشأن انتمائه السياسي بين روابط حماية الثورة أو الجبهة الشعبية- إنه قتل جراء إصابته في رأسه بقنبلة مدمعة أطلقتها الشرطة خلال تفريق المتظاهرين, فيما أعلنت الشرطة أنه أصيب بحجر.وفي سيدي بوزيد (وسط) مسقط رأس البراهمي, قال نشطاء إن الولاية باتت خارج سيطرة السلطة المركزية، وإن الأهالي عينوا مجالس محلية لتسيير الأمور رافضين العودة عن ذلك حتى تسقط الحكومة، حسب قولهم.وكانت مصادر صحفية تونسية نقلت صباح أمس أن سيارة للحرس الوطني (الدرك) استهدفت بعبوة ناسفة من صنع محلي في ضاحية حلق الوادي بالعاصمة التونسية، لم تسفر عن إصابات بشرية.ووقع الانفجار على الساعة 4.45 بتوقيت غرينتش في الضاحية الشمالية للعاصمة وأدى إلى أضرار في السيارة المتوقفة أمام مركز الحرس الوطني.وفي وقت سابق ظهر أمس، دفن البراهمي في «مربع الشهداء» في مقبرة الجلاز بجوار قبر المعارض اليساري البارز شكري بلعيد الذي اغتيل بدوره بالرصاص وأمام منزله في السادس من فبراير/شباط الماضي.وأعلنت وزارة الداخلية الجمعة أن سلفيا وصفته بـ«التكفيري» يدعى بوبكر الحكيم (30 عاما) قتل البراهمي بـ14 عيارا ناريا من السلاح نفسه الذي قتل به بلعيد، لكن هذه الرواية لم تقنع معارضين ربطوا اغتياله بتهديدات لقيادي في حركة النهضة.وكان رئيس كتلة حركة النهضة بالمجلس التأسيسي صحبي عتيق هدد خلال تجمع لأنصار حزبه في العاصمة تونس بـ«استباحة» دماء الداعين إلى إسقاط الترويكا الحاكمة في تونس بعد عزل الجيش المصري الرئيس محمد مرسي.وبتكليف من الرئيس منصف المرزوقي, أشرف على جنازة البراهمي رئيس أركان جيش البر الجنرال محمد الصالح حامدي، وحضرتها خصوصا قيادات في أحزاب معارضة وقيادات من الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية).وحذرت عائلة البراهمي -الذي اغتيل يوم الاحتفال بعيد الجمهورية- أعضاء الحكومة من حضور الجنازة التي ردد المشاركون فيها شعارات معادية لحركة النهضة الاسلامية ورئيسها راشد الغنوشي، كما طالبوا بحل المجلس التأسيسي المكلف صياغة دستور جديد لتونس.