صنعاء/ بشير الحزمي :أقام مشروع تحسين معيشة المجتمع الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية بالتعاون مع قطاع السكان بوزارة الصحة العامة والسكان ومؤسسة يمان للتنمية الصحية أمس بالعاصمة صنعاء الحفل الختامي لتدريب 120 قابلة مجتمع على المشورة وتركيب وخلع اللوالب والوقاية من العدوى في محافظات ( صنعاء، لحج، تعز، ذمار، الحديدة، إب) التي نظمتها على مدى ثلاثة أشهر مؤسسة يمان للتنمية الصحية في المحافظات المستهدفة.وفي الحفل الذي حضره عدد واسع من القيادات الصحية وممثلي المنظمات المحلية والدولية وقابلات المجتمع من كافة المحافظات المستهدفة أكدت وكيلة وزارة الصحة لقطاع السكان الدكتورة نجيبة عبد الغني الشوافي أهمية الدور الذي تقوم به القابلات في تقديم خدمات الولادة والمساهمة في خفض معدلات وفيات الأمهات والأطفال وخاصة في المناطق الريفية والنائية . وقالت إن وزارة الصحة العامة والسكان تولي اهتماماً كبيراً لجانب تدريب وتأهيل الكوادر الصحية والطبية وفي مقدمتها القابلات الصحيات واللاتي يعول عليهن تحسين الخدمات الطبية في مجال الأمومة والأطفال ..مشيرة الى ان اليمن تعد من اعلى بلدان المنطقة في مؤشرات وفيات الأمهات.. موضحة ان قطاع السكان قد وضع خطة لتسريع خفض وفيات الأمهات والأطفال لعامي 2013 - 2014 “.ولفتت الى أن وزارة الصحة بقيادة الدكتور احمد قاسم العنسي الذي يشجع قدرات الكوادر الصحية تضع صحة الأمهات والمواليد وخفض معدلات الوفيات في أوساطهم كأحد أهم التدخلات .. مؤكدة حرص الوزارة على تعزيز التعاون والشراكة مع منظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية المانحة والمهتمة بهذا الجانب وتعمل على تسريع خفض الوفيات وتحسين الخدمات الصحية وتقديمها بجودة عالية وإيصالها الى كافة مناطق الجمهورية.وأشارت الى أن أكثر الوفيات للأمهات والمواليد تحدث في المناطق الريفية والنائية وبين العائلات الفقيرة التي تعاني من نقص في الخدمات والمرافق الصحية ، وأن القابلات يلعبن دورا كبيرا في تقديم المشورة إضافة الى خدمات الولادة ويساهمن في خفض المراضة ونسبة وفيات الأمهات والمواليد.ونوهت بأهمية التدريب والتأهيل المستمر للكادر الصحي بما فيه القابلات من أجل تحسين الوضع الصحي في بلادنا وهو ما تركز عليه الوزارة وتدعمه وبصورة مستمرة .. داعية القابلات الى القيام بدورهن المهم في خدمة المجتمع والاستفادة القصوى من برنامج التدريب وعكس ما تعلمنه في عملهن الميداني وأن يواصلن تلقي التدريب والتأهيل بما يعزز معارفهن ومهاراتهن العملية لتقديم خدمات صحية ذات جودة .. آملة في ان تسهم القابلات المتخرجات وغيرهن في تقديم خدمات ذات جودة عالية للنساء والأطفال وخفض وفيات الأمهات وصولا الى تحقيق أهداف الألفية التنموية.وأعربت عن شكرها وتقديرها للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومشروع تحسين معيشة المجتمع لما يقدمونه من دعم لا محدود للقطاع الصحي، كما اعربت عن شكرها وتقديرها للدور الكبير الذي تقوم به مؤسسة يمان للتنمية الصحية جنبا الى جنب مع وزارة الصحة في تقديم الخدمات الصحية وبجوده عالية.من جانبه أوضح المدير التنفيذي لمؤسسة يمان الدكتور أشرف بدر أن هذا البرنامج التدريبي الذي يتم الاحتفال باختتامه هو تواصل للبرنامج التدريبي للقابلات الذي بدأت مؤسسة يمان للتنمية الصحية منذ عام 2008 بتنفيذه بهدف تمكين القابلات للقيام بتقديم خدمات الصحة الإنجابية في اليمن وذلك لأهمية الدور الذي تقوم به القابلات لوجودهن في المناطق الريفية التي تحتاج فيها النساء الى خدمات الصحة الإنجابية .وقال إن هذا البرنامج التدريبي يهدف أيضا الى إيصال خدمات الصحة الإنجابية وتقديمها بجودة عالية الي النساء في مختلف مناطق الجمهورية وقد سعت المؤسسة ومن خلال هذا البرنامج الى تدريب القابلات على العديد من الطرائق والآليات الحديثة والجديدة في إيصال خدمات الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة في اليمن .ولفت الى أن وزارة الصحة العامة والسكان تهتم كثيرا بالصحة الإنجابية ولكنها بدون الشراكة مع المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني والمانحين وجميع شركاء التنمية لن تستطيع الوصول الى هذه الأهداف .وثمنا تفاهم وزارة الصحة وشراكتها مع جميع الشركاء لإيصال هذه الخدمات، مشيرا الى أن المؤسسة قد قامت بتنفيذ البرنامج التدريبي على مدى ثلاثة اشهر في المحافظات المستهدفة وقد اخذ التدريب جانبين نظري وتطبيقي في الميدان ، كما قامت المؤسسة بتوزيع حقيبة قبالة متكاملة على كافة المتدربات، وتحتوي هذه الحقيبة الى جانب مستلزمات التوليد على أدوات تركيب وإزالة اللوالب .وعبر عن امله أن تستفيد المتدربات من الإمكانيات المتاحة لهن في تعزيز مهاراتهن وتطوير أدائهن في الميدان لخدمة المجتمع ولعب الدور الأساسي في المساهمة في خفض نسبة الوفيات بين الأمهات والمواليد والتي تعد بلادنا من اعلى المعدلات فيها على مستوى العالم.. موضحا أن المؤسسة ومن خلال برنامج التدريب قد حرصت على تعزيز الوعي وتنمية المعارف لدى المشاركات بأهمية وسائل تنظيم الأسرة الحديثة والمشورة ورفع كفاءة القابلات بالإضافة إلى تصحيح بعض المفاهيم لديهن، وتقديم خدمة (المشورة في تنظيم الأسرة) والمعلومات التي تهم مقدمي الخدمة حول وسائل تنظيم الأسرة.وأشار الى أن علاقات التعاون المتميزة بين المؤسسة ووزارة الصحة العامة والسكان والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية قد اثمرت في تأهيل وتدريب المئات من الكوادر الصحية الطبية وتطوير الخدمات الطبية في اليمن .من جهتها أوضحت القائم بأعمال مدير الوكالة الأمريكية للتنمية في اليمن تمارا هالمارست أن قابلات المجتمع اللاتي تلقين التدريب خلال هذا البرنامج سيكون بإمكانهن الآن تقديم الخدمات الصحية والاستشارية للنساء حول كيفية العناية بصحتهن قبل وخلال وبعد الولادة في المحافظات المستهدفة.وقالت إن حالات الحمل والوضع قد تشكل خطرا على حياة الأمهات والمواليد في اليمن . وتسبب المضاعفات التي قد تظهر بسبب الحمل والولادة حدوث وفيات بنسبة تفوق 40 % في أوساط النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و 45 عاما.ولفتت الى أن العديد من النساء سيعشن لتربية أبنائهن والعودة الى العمل والمساهمة في مستقبل اليمن .وهذا هو نوع المساعدة التي يتوقع الشعب الأمريكي من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تقديمها إلى أولئك الأشد حاجة لها.ونوهت الى انه منذ بداية الشراكة بين الوكالة الأمريكية للتنمية ووزارة الصحة العامة والسكان تم تدريب 351 من العاملات والعاملين في مجال خدمات الأمومة والطفولة و236 في مجال الصحة الإنجابية في محافظات الضالع وأبين والجوف ومأرب وشبوة وعمران وعدن وأب والحديدة وصنعاء وتعز.بدورها استعرضت مسئولة الصحة بمشروع تحسين معيشة المجتمع الدكتورة ازال الحميقاني تدخلات المشروع في بناء قدرات ومهارات قابلات المجتمع .وكانت مؤمنة الشرفي قد تطرقت في كلمتها عن المتدربات الى ما اكتسبنه من معارف ومهارات خلال التدريب وما سيمثله من أهمية كبرى في حياتهن العملية .وقالت إن من يقوم بتقديم خدمات تنظيم الأسرة في المناطق الريفية هن القابلات وكثير منهن يفتقرن للتدريب والتأهيل في مجال المشورة والصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة والوقاية من العدوى وقد اتاحت لهن هذه الدورة التي اخذت جانبين مهمين نظري وتطبيقي الفرصة لتعزيز مهاراتهن ومعارفهن في هذا الجانب والذي سيعكس وبلا شك في ادائهن المستقبلي .. مشيدة بالدور الذي قامت به مؤسسة يمان للتنمية الصحية والداعمين في انجاح هذا البرنامج الناجح . وأملت ان يستمر الاهتمام ببرامج التدريب والتأهيل للقابلات لما لها من أثر كبير في تخفيض المراضة والوفيات بين الأمهات والمواليد وخاصة في الأرياف التي تفتقر الى المرافق الصحية والكوادر المؤهلة.