كلمات
مصر الآن تشهد حالة حشد غير مسبوقة تقوم بها المعارضة لإسقاط النظام وحكومته الفاشلة، التي فشلت تماماً داخلياً وخارجياً، نجحت حركة تمرد لأنها الأقرب للشارع وللشباب وللناس من أي حزب على الساحة أو أي جبهة.. اكتسحت حركة تمرد بالاحتكاك والتواجد في الشارع، لم تتهافت على المايك أو تعتلي المنصات أو تبحث عن مكان مش هنقول مكيف (حتى مكان تختبئ فيه من حرارة الشمس) كتبت مقالاً سابقاً، أشرت فيه إلى أن حركة تمرد سلاح ذو حدين.. نعم سلاح ذو حدين برغم نجاحها وتدعيمها من معظم حركات وتيارات المعارضة، حديثي هنا ليس بصدد تمرد نفسها ولكن للأحزاب المعارضة والجبهات والحركات الشعبية، رسالة من مواطنة مصرية فقط، لرؤساء الأحزاب والنخبة، كونوا أقرب إلى الشارع احتكوا بالشعب، اجعلوا مؤتمراتكم شعبية وتجنبوا القاعات المكيفة، والمياه المعدنية، والسنيهات والبدل مش وقتها، هناك توقعات بنزول الملايين ونزول المتظاهرين الذين ربما ينزلون لأول مرة، قابلت آلاف من المارة من سائقين وعمال إلى البائعين إلى زملائى وأصحاب أخواتى وجيرانى معظم من سألتهم وأسألهم هم من كانوا فقط يرون المشهد من (التليفزيون) وأحياناً يبتعدون عن قنوات الأخبار عشان الحياة مش ناقصة كآبة وكل واحد عنده اللي مكفيه ويكتفي بباسم يوسف، من برنامجه يعرف حال البلد ماذا يحدث ؟ بابتسامة وهو يمتص الصدمة.. الدولة تتأخون.. النيل يضيع.. إرهابيين ممنوعين من دخول مصر ودخلوا أمام الجميع وإقامة( فول بورد) في أفخم فنادق القاهرة، وضاعت هيبة الأمن.. دم جنودنا راح في الإفطار وشكوتنا لله.. خطف وسرقة وثأر بايت وصفقات تحت السلم وممنوع النشر.. ليه يا سيدنا ؟ للصالح العام وأمن البلاد، وعدم إثارة الفتن وانتشار الفوضى (جمل جاهزة) حاجة كده تشبه (التهم الجاهزة) سينا امتلأت بالإرهاب والجماعات الإجرامية والتكفيرية.. انهيار اقتصادي.. سولار و بنزين زحمة وطوابير وتقاتل وتهافت على أكل العيش.. وأخيراً وليس آخراً أكيد نجمة الموسم (الكهرباء) أحياناً أسرح مع نفسي وأنا لست مؤيدة لنظام مبارك إطلاقا، لماذا كان هنا وهناك كهرباء في عهد مبارك ؟ ...مستحيل أن تكون المحطات قد انهارت بهذه السرعة، ولماذا تتوقف انقطاع الكهرباء وتعود فجأة، بالمناسبة أصبحت (مولدات الكهرباء) تباع في سوق سوداء وتباع أكثر من المخدر البنى المشهور في بلدنا، يبدو أن اقتصاد الصين يعتمد بالكامل على دولة واحدة هي (مصر )، نعود للوجوه الجديدة الوجوه الرأسمالية وخلافه وجوه سنراها لأول يوم في حياتنا تملأ الشوارع، هذا شيء تأكدت منه من نوعية الناس اللي سألتها هاتنزلوا ؟الشكر والفضل لقرارات دكتور (مرسى) وعناده نزول الملايين صورة تثير قلق ومخاوف الرئيس وجماعته الإرهابية ومؤيديه الإرهابيين الرفقاء أيضاً (شاهدنا جمعة ( ضد العنف)، التي كانت رمزاً للعنف وحثاً على القتال في سبيل الكرسى وجماعة مرسى).سوف أتحدث بلهجة (عاصم عبد الماجد) التي تحدث إلينا بها في يوم على أحد مواقع التواصل عندما سألته لماذا أنت هنا على تويتر ؟ تويتر صناعة أمريكية مثل أسلحتك.. وصاحب تويتر يذهب إلى الديسكو ويشرب الكحول ويصاحب ويرقص مع الفتيات فكان الرد( أنه هنا لخدمة دينه) وأن حديثي ملئ (بالسخرية لا يرتقى للرد عليها)، عاصم عبد الماجد كان فاكرني أسخر وسؤالي كان بجد، وكل كلمة قلتها كانت حقيقة، فلذلك حديثه في جمعة ضد العنف لا يرتق لنشره هنا، ولكن العذر لهذه العقلية المُبرمجة على التكفير والدم ورائحة البارود، اعتاد على( الكلمات الملثمة) هذا كان شعاره في جمعة مناهضة للعنف وهى بكل أسف جمعة للحث على القتل، كل كلمة أصبحت تلبس ظاهراً منحرفاً غير باطنها، وكل وجه يرتدى قناعاً، وكل رصاصة تخفي نفسها تحت شعار ولحية وجلباب حريري، الجمعة جمعة تحريض على القتل والمواطنون يهللون ويصلون ويذكرون الله، ويحملون الشوم و السكاكين، ويصلون جماعة، العذر كل العذر لغدر الجهل ولغدر بحر السياسة الغريق، فالعثور على الحقيقة أصعب من العثور على إبرة في الظلام، من خلال عملي في الإعلام سنوات ليست كثيرة، أيقنت أن المواطن العادي وقارئ الجريدة أبعد الناس عن إدراك ما يجرى تحت قدميه لأن غسيل المخ حرفة، ماذا وراء اللحى ؟ وماذا وراء منشورات لا إله إلا الله ؟ اختلط الأمر في كل شيء حتى في اللحى. الدين معاملة لم نتعلمه على أنه لعبة كراسي أو مافيا تطلق على بعضها الرصاص.رؤساء الدول وخاصة العربية يتخفون بجرائمهم وراء اسم الله وانتزاع ألوهيته والحديث باسمه وبشرعة، حزب الله.. شرع الله.. يد الله.. إرادة الله.. قضاء الله.. (الله برئ) بالرغم من أن الرئيس وجماعته مصرون على المواجهة والتصدي للشعب وعدم الاستجابة للمطالب مع إصرار شريحة كبيرة من الشعب على الخروج للتظاهر بعد تردى الأوضاع السياسية والاقتصادية ستحدث مواجهة لن استطيع أن أقدر التوقعات والنتائج.أحياناً أشاهد الصحف وأشاهد المانشتات العريضة وسؤال التوك شو السخيف ؟ وسؤال يمتلأ به أيضاً صندوق بريدي ؟ توقعات 30 يونيو؟ ماذا تتوقع لا يضمن الشخص منا عمره عشر دقائق أي عبقري وأي مجموعة من العباقرة التي تستطيع تحديد مستقبل بشرية لمدة أربع ساعات وليس أربعة أعوام... في النهاية شعارات.