اينما وجد قتال قام البعض بالتغرير بعدد من شبابنا ليسافروا للقتال والموت هنا او هناك , من افغانستان الى صربيا الى الشيشان الى العراق ووصولا الى سوريا . فهل نحن مجتمع من المرتزقة؟!هل قيام البعض باستغلال حماس عدد من شبابنا وتجميعهم في معسكرات او مراكز وتعبئتهم فكريا والتسهيل لهم للسفر وتمويل ذلك , واقتيادهم الى محارق خارج البلد هو عمل في اطار الدستور اليمني و منسجم مع القوانين النافذة في البلد؟! .هل من يقومون بالتغرير بعدد من شبابنا يفعلون الشيء ذاته بأنفسهم او بأبنائهم . لماذا لم نسمع ان احداً ممن نعرفهم من هؤلاء قد” استشهد “ او” استشهد “ احد ابنائه في المعارك خارج البلد التي يقتل فيها شباب يمنيون كانوا هم سببا في أخذهم اليها .لماذا لا يتم التغرير بشبابنا تحت مسمى جهاد الا في الحروب المشبوهة , التي لا تخلو من مصلحة لأمريكا , ومن افغانستان وصولا الى سوريا . بينما لا يتم الدفع بهم للقتال في فلسطين المحتلة مثلا . ولا نصرة للمسلمين المضطهدين في الفلبين و في بنجلادش و في بورما .هل يتم الحصول على موافقة اسر كل من يتم تسفيرهم للقتال هنا او هناك ؟ هل كل اسر الشباب الذين غرر بهم لتلك الحروب كان لديها علم بسفر ابنائها خارج البلد ؟ ومن علم منها بذلك , هل كان يعرف بحقيقة هذا السفر وانهم ذاهبون لخوض حروب خارج البلد .لماذا يدفع بعدد من شبابنا الى حروب من لم يقتل فيها يصنّف ضمن الجماعات الارهابية , ويفقد بذلك وطنه بعد فقده لوطنيته . مع ان من يسوقون الشباب لهذه الحروب يعرفون سلفا ان من سيعود منها لن يعود مرفوع الناس , مفتخرا “ بجهاده “ ,متشرفا بتضحيته , ولكن سيعود مشبوها , و يصبح مراقبا ومطاردا في اي بلد بما فيها بلده . ومن ساقوه الى تلك الحروب هم اول من سيتخلى عنه - على الاقل علنا - كي لا يتهموا هم بالإرهاب او يتعرضوا للمضايقات او يفقدوا شيئاً من مصالحهم .لماذا انتفض المجتمع التونسي على ظاهرة تسفير عدد من ابنائه للقتال في سوريا , و يقومون بملاحقة من تورطوا في التغرير بأبنائهم عبر القانون والقضاء , بينما يلتزم المجتمع اليمني الصمت تجاه هذا الامر , مع ان من تم تسفيرهم من شباب اليمن الى سوريا هم اكثر بكثير , ورغم ان هذا الامر يتم مع شباب اليمن منذ سنوات طوال وليس فقط الآن مع سوريا ؟ لماذا لا تتخذ الدولة موقفا ضد هذه (الدهدهه) التي تتم في وضح النهار لعدد من الشباب الذين هم من مواطنيها , , بل لماذا تتساهل مع هذه الاعمال التي يدفع فيها بعدد من مواطنيها في مهمات ضارة بالبلد وبالمجتمع , ومن يقومون بها معروف اغلبهم, وضحاياها بالآلاف , وانعكاساتها السلبية اجتماعيا وسياسيا وامنيا واقتصاديا تدركها جيدا.الدفع او التسهيل او التحريض او التدريب او التمويل لقتال شبابنا في هذه الحروب , هو عمل غير وطني لأنه لا وجود للوطن في هذه الحروب . وغير رسمي لانه لا الدولة ولا أي من مؤسساتها هي من يتبناه . وغير قانوني لأنه مخالف لدستور البلد ولقوانينها . وغير ديني لأنه غير واضح وكثيرا ما يتم مع مسلمين ضد مسلمين مثلهم. وغير اخلاقي لأنه تضحية من بعض يدفعهم اليها من لا يضحون هم اولا , إلم يكونوا يستثمرون تلك التضحيات من غيرهم , ولأنه يتم بصورة تامرية , يبدا بالتآمر على اسرة الفرد ذاتها مروراً بالتآمر على نظام الدولة وينتهي بالتآمر على الفرد نفسه . وغير قيمي لأنه لا ينطلق من قيم نصرة اخ مسلم مظلوم كما يصوّر, فهو لا يتم الا في اتجاه معارك مشبوهة , ذات ابعاد سياسية ومن بينها سياسات معادية , بينما لا تتم باتجاه مظلوميّات اخرى لإخوة مسلمين يحتاجون “ النصرة “ .عمل كهذا هو عمل مجرم , ويجب ان يتم العمل على وقفه , وعلى معاقبة كل من له دور فيه . يجب ان يفتح هذا الملف امام المجتمع وامام القانون , و يجب على الدولة ان تتحمل مسئولياتها تجاهه , ويجب على الاسر التي كانت ضحية له التحرك ضده اجتماعيا وقضائيا , ويجب على المنظمات الحقوقية والكيانات الوطنية العمل على مواجهته وتحريض المجتمع ضده و إعانة ضحاياه لأخذ حقهم ومعاقبة المتسببين قضائيا .[c1][email protected][/c]
شيوخ يفتون بوجوب الجهاد في سوريا