الخميس في قاعة فندق (ميركيور) تم تأبين المعدم الفقيد مهندس طيار صالح محمد بن فليس في ذكرى الأربعين بحضور حشد كبير ونوعي لقيادات وكفاءات ورجالات (اليمدا) طيران اليمن الديمقراطي الذي نهبته الدولة والقبائل والعسكر بعد حرب 1994م وصار أثراً بعد عين.. حيث كانت الكلمات الملقاة في حفل التأبين مؤلمة وتشير إلى واقع أليم ومعاناة ودم يسفك، ناهيك عن البحث عن حقوق مهدورة أسهمت في ضياعها قيادات الجنوب والشمال، ورغم التفريق بين نية (الجنوب) في الذهاب إلى الوحدة.. ونية (الشمال) كنظام في الإجهاز على الوحدة من أساسها.. إلخ.في الأربعينية تجلت صورة الفقيد بن فليس بشكل لافت، وشهد له العديد من القامات بحسن الخلق والتعامل ورحابة الصدر والتضحية وإنكار الذات منذ دراسته في مدارس أبين حتى تخرجه من دول عديدة في دراساته العليا في مجال هندسة الطيران الذي كانت (اليمدا) هي مكان عمله.. رحمة الله عليه.سرح الخيال بزملاء وأصدقاء الفقيد من خلال إبراز مناقبه الجمة حتى في أحداث (13 يناير) حيث كان يزور المرضى والمعتقلين ويطمئن عليهم ما خفف من معاناة البعض ولين القلوب، واحتفظ للرجل بمكانة في العقول والنفوس، وهذه سمات فريدة لأبناء (تلب يافع)، واعرف عدداً منهم وتجمعنا وشائج احترام ومحبة بهم ومنهم الأخوان عمر بن فليس ومحمد بن فليس الذي نلتقي معه كثيراً في لقاءات منتدى أبي علي مصطفى في العريش في سكن أبي رجب ( مؤقتاً).. أقول إنني سعدت بالدعوة التي وجهها لي زميلي وأخي الإعلامي الصحفي أحمد يسلم صالح لحضور حفل التأبين وهو من القلائل المحبين للناس دون حدود أو فواصل..وكانت الاحتفائية جليلة كجلال ومقام الفقيد بن فليس طيب الله ثراه.أثناء إلقاء الكلمات تبين ما لمعاناة أهلنا في يافع، منذ سنوات من سفك للدماء وإحياء للثأرات القديمة، وقد ناشد الخطباء في كلماتهم العقلاء لإيقاف نزيف الدم بين الإخوة في وادي (تلب) على الأقل في هذا المقام الذي يجمع خيرة أبناء المنطقة وعدن والجنوب، وهو احترام لتضحيات بن فليس، أبن تلب الميمون الذي كانت وفاته في نفس تراب المنطقة، مسقط رأسه.. وما دام التأبين قد جمع بين فقيد غال وعزيز على عدن والجنوب واليمن.. فإن غلاوته على أهل يافع ــ وتلب تحديداً وهم من آل حمير الحضارة والتاريخ التليد ـ تحتم على العقلاء وأهل الثأرات والدم المسفوك أن يوقفوا نزيف الدم بين الإخوة الأعداء.. إن جاز التعبير.. ونعلم أن في يافع عشرة مكاتب لها مالها من مكانة قديمة وجديدة ومستقبلية أقول وهذه دعواتنا لأبناء تلب يافع أن يعوا خطورة سفك الدم الطاهر والحاجة الماسة له، للدفاع عن الأرض والحدث كما يقولون، بدل سفكه إزاء أشياء يمكن حلها بأشكال مختلفة بدل هذا القتل الذي ليس له ضابط أو هوية.. خاصة وأن حزننا على أخينا وابننا المهندس طيار صالح فليس الذي فقده الوطن كله؟!.رحم الله فقيدنا فليس وأسكنه الجنة وألهم أهله الصبر والسلوان.. ونطالب كل أصحاب العقول والقلوب اليمانية التي شهد لها الرسول الكريم محمد (ص) في تلك المرحلة من مراحل نشوء الدولة الإسلامية.. نطالبهم بالكف عن القتل غير المبرر. وليتذكروا أن ذلك لو استمر فإنه سيدمر يافع وتاريخها وحضارتها.. والأوطان لا تبنى إلا بسواعد أبنائها.. والله نسأله الهداية والتوفيق.. آمين..والعزاء ليافع كلها ولعدن والوطن بفقدان ابن فليس رحمة الله عليه.
غلاوة فليس.. هل تحقن دماء تلب؟!
أخبار متعلقة