سيئون/ محمد باحميد:أقيمت مساء الأربعاء الماضي بمركز ابن عبيدالله السقاف لخدمة التراث والمجتمع بسيئون محاضرة بعنوان ( سبعون عاماً من ولائد الساحل ) ألقاها الدكتور أحمد هادي باحارثة ناقد وباحث في الأدب الحضرمي بحضور عدد من الأدباء والأساتذة والأكاديميين والشخصيات الاجتماعية .في بداية المحاضرة قدم الدكتور أحمد باحارثة تعريفا بديوان الشاعر السيد حسن بن عبدالرحمن بن عبيدالله السقاف الذي صدر في القاهرة عام 1943م بعنوان (ولائد الساحل ) مؤكدا على أهمية الديوان وما تميز به من قصائد كثيرة جمعت بين الكلاسيكية والرومانسية في فن شعري غير مسبوق ولم يكن معروفاً ذلك الحين ، كما أوضح أن سبب تسمية الديوان بهذا الاسم يأتي لأن معظم قصائده نشأت في ساحل حضرموت ، مستشهدا بقصيدة الريادة الشعرية الأولى ( درب السيف ) التي تعني ( طريق الساحل ) وهي تعتبر أول قصيدة تكتب بشعر التفعيلة أو الشعر السطري على المستوى الوطني وعلى مستوى الشعر العربي ، مستدلا على ذلك بقصيدة درب السيف نفسها التي أنشأها حسن بن عبدالرحمن بن عبيدالله السقاف في ثلاثينيات القرن الماضي وتحديداً في أجواء البدايات الأولى للحرب العالمية الثانية التي وصفها في القصيدة ( بالحرب العوان ) عندما كان معلماً بالمكلا ، بينما القصائد الأخرى التي فيها شعر التفعيلة في عموم الوطن العربي ظهرت متأخرة أي في عام 1947م ، وقد أكد الدكتور باحارثة ان هذا النوع في كتابة الشعر إنما هو صناعة حضرمية تعبر عن الريادة والتجديد في الشعر الحديث والمعاصر ، الذي ظهر فيه علمان حضرميان كبيران هما علي احمد باكثير بترجمته لمسرحية روميو وجولييت بشعر التفعيلة وحسن بن عبيدالله السقاف والأخير تميز في تسلسل نسبه بهامات الشعر والشعراء فهو شاعر ووالده مفتي حضرموت العلامة عبدالرحمن بن عبيدالله السقاف كان أديبا وشاعرا وجده ووالد جده كذلك فقد تميز بهذا النسب والتواتر الفريد ليس على مستوى حضرموت بل على مستوى الأدب العربي عموما . واكد الدكتور احمد باحارثة في محاضرته على اهمية الاعتناء بالأدب العربي الذي يعتبر جزءاً مهماً من ثقافة كل امة فهو يعبر عن وجدانها وآلامها وآمالها ، مشيرا إلى أن حضرموت لها تاريخ عريق في الأدب والشعر والريادة والتجديد على المستوى الوطني وعلى المستوى العربي والإقليمي . وأكد المشاركون أيضا على واجب الأجيال في حضرموت أن تواصل هذه المسيرة الشعرية وأن تحافظ على هذه الثروة الأدبية من خلال التجديد وتحريك المياه الراكدة في حياتنا اليوم .هذا وقد شهدت المحاضرة التوثيقية الهامة في نهايتها العديد من المداخلات والاستفسارات التي عكست في مجملها مدى التفاعل الكبير مع موضوع المحاضرة وأهميتها.
|
ثقافة
تأكيد على الريادة الشعرية الحضرمية في ديوان (ولائد الساحل) للأديب حسن السقاف
أخبار متعلقة