تكررت المحاولات الواحدة تلو الأخرى لاغتيال الوزير الذي جسد معنى مسئوليته, ودلالات هذه المسئولية في الممارسة الوظيفية وعلاقتها بالمصالح العليا للوطن, فكان راعياً حقيقياً لمصالح الوطن في وزارته, فنقب في ملفاتها ودقق في مشاريعها واتفاقياتها, وبحث جيداً عن الضرر الذي وقع على الوطن فسعى إلى معالجته, ووقعت يداه على جراحات دائمة, نازفة,تعمق المعاناة وتصب مزيداً من الألم اليومي, اللحظي, على طموحات أبناء الوطن, وتعمل على توسيع دائرة العدد لثروة الوطن وإمكانياته. ــــــــــــــــــــــــــــــلم يعد من الممكن تفهم بل وتقبل الجمع بين ادعاء الثورية والديمقراطية والعدالة وحق المواطنة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبين ممارسة السلب والنهب والتعالي والإقصاء وأخذ حقوق الغير تحت مظلة الدفاع عن الوحدة والاعتصام بحبل الله، فكل ذي عينين يدرك حجم المغالطة والاستغفال في الجمع بين ما يحمله هذا الازدواج من متناقضات يعد السكوت عليها جريمة في حق التجمع اليمني للإصلاح نفسه فوق أنه جريمة بحق الوطن كل الوطن.ــــــــــــــــــــــــــــــ إذا ما كانت مشاكل الأراضي أو الاقطاعيات وممارسات الاستغلال للسلطة وامتيازاتها قد ولّدت ما ولّدت في مشاعر الناس في جنوب الوطن كما ولّدتها في شماله، فإن هذا ما يجعلنا نرجح أن القضية الجنوبية وضياع زمن الأخوّة لا تنحصر عواملها في ما ذكرناه، كون سلبياتها في الجنوب كما هي في الشمال، بل هناك عوامل أخرى بحاجة إلى وقفة تأملية ومنها ما يعود إلى امتيازات ونفوذ وممارسات الإخلال بالنظم والقوانين المنظمة لحياة الناس وعلاقاتهم ببعضهم وبالدولة، وكذلك اختلال المساواة أمام القانون في الحقوق والواجبات.. وغير ذلك من العوامل التي لا يمكن تجاهلها.. حتى لا نغفل معالجتها والوقفة الجادة أمامها في مؤتمر الحوار الوطني.ــــــــــــــــــــــــــــــ يجب على المجتمع الدولي دعم الرئيس الحالي واستيعاب تداعيات هذه الصراعات الداخلية والعمل على وقف التدخل الدولي والاقليمي في دولة اليمن واعطاء الشعب اليمني الفرصة لاعادة بناء نظامه السياسي وتطويره والحفاظ على وحدته وسيادته ،وعدم الانزلاق في حرب اهلية مدمرة بين مكوناته السياسية والقبلية والمذهبية المتناحرة لاسباب شخصية خاصة ولاهداف اقليمية واضحة، لذلك من ضروري الحفاظ على طاقاته وموارده بشكل صحيح لتنمية اقتصاده ورفع مستوى السكان الاجتماعي والحد من البطالة المتفشية وسط الشعب اليمن والتي تدفع بالعديد بالهجرة نحو الخارج. ــــــــــــــــــــــــــــــ أحمد سيف حاشد.. رجل ينام على الرصيف، ويقود المسيرات بإصرار على أن يكون في أول الصفوف، ويرفض كل المغريات، ويعتصم من أجل قضايا الناس من أجل الشباب الذي سرق حلمه في التغيير، كل هذا وغيره بدون مبالغة، بدون تكبر أو تعال، وحين تلتقيه، وأنا التقيته لثوان عدة لم أكد أسمع صوته فهو خجول ومؤدب على المستوى الشخصي كما حدثني زميل كان له موقف منه، فلما جلس إليه بالصدفة، قال : اكتشفت أن هذا الذي صوته عال في المسيرات والمظاهرات خجول ومؤدب إلى درجة أنني - والقول لصاحبي - أنبت نفسي أنني حكمت عليه من على بعد !!
للتأمل
أخبار متعلقة