دون أدنى شك للطفل عوالم خاصة به من خلالها يطير بأجنحته القوس قزحية البهيجة نحو كل ما هو جميل ورائع وخلاق مستحضراً جنان الخلد في مساحات فكره ووعيه الإنساني المتنامي.انطلاقا من ذلك وعلى هذه الأسس الفطرية ينبغي أن نقوم بعملية بنائه وصقل مواهبه وإبداعاته في قالب علمي وإنساني يرسخ مفاعيل تنميته وتهيئته ليكون عنصراً فاعلاً ومفيداً ينبض بالحب والإيمان وأريج القيم الأصلية ، وقبل أي شيء ينبغي أن نحترم أفكاره وتطلعاته ونضرته للحياة عموماً وزوايا حركة استيعاب مفهومها والبناء عليها.وأن لا نستصغر رؤاه وبنية إدراكه وحبه وميولاته للاتجاهات فمثلاً ومن الأمور المؤسفة التي تحدث هنا وهناك أن طفلاً صغيراً يعشق الموسيقى والفن وخيالات العاطفة الإنسانية النبيلة والنقية، ويعلم المحيطون به من أهله وأحبائه أنه يجيد الغناء ويعزف أو يتقن العزف على آلة موسيقية معينة وهذا شيء طيب وجميل واسع وسيكون أروع إذا تم صقل هذه الموهبة بدراسة الموسيقى دراسة علمية فقد نرى ( محمد عبد الوهاب) أو ( فريد الأطرش) آخر يخرجنا عن هذا الواقع الفني المقرف حقاً لكن الأب أو الأم أو أحد أفراد أسرته يصر على أن يكون دكتوراً، فما هي النتيجة؟ النتيجة أن المجتمع سيستفيد من خدمات ( جزار حساس) وماهر أو ممرض بدرجة دكتور وهو أمر طبيعي لأننا هنا تجاهلنا رغباته وميولاته فأصبح يمتهن شيئاً لا يحبه وبالتالي فقد ألف الإحساس والرغبة في العمل و غابت تجليات المهارة و الإبداع إلا من رحم ربي.[c1]تنمية فكرية للأجيال[/c]أشرنا في مواضيع سابقة إلى غياب مواد ( التربية الموسيقية والفنون التشكيلية) وقلت إن هذا مبعث أساسي لولادة وتنمية (التطرف والغلو) والذي يرسم زقاق الإرهاب في حياتنا ويسهم في تعميق وتوسيع جراح وآلام الوطن الحبيب.سيدي معالي وزير التربية والتعليم .. هذا جور يرتكب في حق الأجيال ويستدعي بالضرورة تدخلاً عاجلا لإصلاح وترميم وتثقيف وعي الجماهير .ذلك لأن جراح الوطن تزداد حدتها والإرهاب والتطرف والعنف باتت شبحاً حقيقيا ومقيتاً قد يأكل الأخضر واليابس إذا لم تتناغم جهودكم الثقافية والفكرية والتربوية والحضارية ودوركم العظيم والفاعل مع جهود الأجهزة الأمنية والعسكرية والفعاليات الأخرى.الأمر خطير جداً يا معالي الوزير ونتمنى أن يتغير إلى ما من شأنه الخروج العاجل من شرنقة هذا الوباء ( الفارغ الفكري) و (الحسي والجمالي) ( شفافية الروح والتأمل) التي أصبحت عملة ناحرة في زمن ( الغربان) والجن والعفاريت.[c1]فضائيات إبليس[/c]يبدو أن فضائيات إبليس اللعين مصممة على لغة الابتذال والانحطاط وثقافة الثعابين وغيرها من الآفات السامة والمميتة ، إذا لا هم لها سوى ( تجارة اللحم الأبيض) وزقاق الهم والمعاصي.المفروض أن تشن الفضائيات الهادفة والمسؤولة والتي تحمل(رسالة إعلامية وثقافية) حقيقية حرباً ضروساً على هذه القنوات ( الهابطة ) الفارغة لأن الساكت على الحق شيطان أخرس، لأنها أكثر المعنيين بالحرب الثقافية والفكرية والحضارية الدائرة على مسرح الأحداث وهي معنية أكثر من أي وقت بشن هذه الحرب العادلة فمالطا على وشك أن تخرب إن لم تكن قد خربت وشبعت خراباً.[c1]عندما تغني السيدة يصمت الجميع[/c]كليب غريب شاهدته للفنانة أحلام ، بدت وكأنها تؤدي (دويتو) مع السيدة أم كلثوم وتشاركها مقاطع أحداث أغنياتها (التاريخية) بطريقة تجعلك تشعر أن هذا المتربة أو المطربة أحلام تستحضر معاني المقارنة والندية مع (الست) وبطريقة ذكية خاصة أن أحلام أكثر الفنانات العربيات اللاتي يتحدثن ( بلغة أنا) لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وربنا يشفيك من أمراضك ياست أحلام.
|
ثقافة
عــن ثقافة الطفل
أخبار متعلقة