عقيد مهندس/ محمد عبده حيدر :منذ القدم والإنسان يتعامل مع النار لغرض المنفعة، فهو دائماً ما كان يلجأ إليها في ليالي الشتاء القارس، وفي إخافة الحيوانات المفترسة، ولكن مع تطور البشرية أصبحت النار خطرة على الإنسان فيما إذا لم يحسن استخدامها وتسبب له كارثة تدعى (الحريق) والإنسان يحتاج في حياته اليومية وفي أكثر الأحيان إلى النار التي تعتبر من الضروريات التي يكاد لا يستغني عنها، تلازمه ملازمة الصديق، ولكنها للأسف، لا تكون وفية في بعض الأحيان لأنها تخونه وتغدر به، فتأكل كل ما تصل إليه من ممتلكات ومزروعات وأثاث، وحتى الإنسان نفسه الذي سخرها لخدمته، قد يصبح لقمة سائغة لها، وبخاصة عندما أخذ يبتكر الوسائل الحديثة في الفتك والتدمير.. وإحراق البشرية. لذا يجب على كل مواطن أن يعلم أن مكافحة الحرائق المنزلية أو الموضعية التي تحدث سواء في المنزل أو المصنع أو المتجر أو الآلية أو المركبة أو أي موقع آخر هي من واجبه، والعمل السريع كفيل بالقضاء على النيران، فمعرفة طرق الإطفاء ومكافحة الحريق عمل مفيد و واجب وطني، طالما أن النيران هي العدو الدائم للإنسان إذا لم يجد استخدامها .كما يجب على كل فرد منا أن يلم بعناصر الحريق والمبادئ العامة لطبيعة وكيميائية الاشتعال ومدى الاستفادة منها في وسائل إخماد النيران.تعريفاتالحريق: هو ظاهرة غير مراقبة تنتاب المجتمع من حين لآخر، كما أنه يعتبر آفة فتاكة تبيد الأخضر و اليابس و عواقبه وخيمة.الاشتعال (الحريق): هو عملية تفاعل كيميائي تتم باتحاد المادة القابلة للحريق بالأكسجين، ويصحب ذلك ظهور الحرارة والضوء. نقطة الاشتعال: هي درجة الحرارة اللازمة لإتمام عملية الإحتراق. انتقال الحرارة: إن مدى انتقال الحرارة هو الذي يحدد إما استمرار أو إخماد معظم الحرائق، وتنتقل الحرارة بإحدى الطرق التالية: أـ الإيصال الحراري: بواسطة الإيصال تنتقل الحرارة من جسم لآخر بالاحتكاك المباشر أو بواسطة مادة وسيطة موصلة للحرارة.فمثال على ذلك (انتقال الحرارة من الشاي إلى اليد بواسطة الملعقة). وليست كل المواد موصلة جيدة للحرارة فمثلاً الفضة والنحاس والحديد وغيرها تعتبر مواد موصلة للحرارة بخلاف الزجاج والخشب والفلين.ب ـ الإشعاع الحراري: بواسطة الإشعاع تنتقل الحرارة من جسم إلى آخر خلال مساحة وسيطة كانتقال النور بواسطة الأشعة الضوئية. ومثلاً على ذلك ( الشعاع الشمسي)، فعلينا أن نفهم أن الأجسام القائمة السوداء تمتص الحرارة المشعة، في حين أن الأجسام الصقيلة البيضاء أو الفضية تعكسها.ج ـ الحمل الحراري: بواسطة الحمل تنتقل الحرارة بتحرك الهواء أو السائل، فالهواء الحار يتمدد ويرتفع ولذا يحمل الحرارة معه في حركة تصاعدية، على الرغم من أن تيارات الهواء تنقلها في أي اتجاه. الدخان: هو عبارة عن جزيئات دقيقة جداً وأبخرة مكثفة سببها نقص في الأكسجين أثناء الاشتعال. نواتج الاحتراق يمكن تقسيم نواتج الاحتراق إلى أربعة أقسام رئيسية هي: (غازات الاحتراق، اللهب، الحرارة، الدخان) كل من هذه النواتج يتولد بنسب مختلفة حسب نوع الحريق حيث أن نوع المادة أو المواد المحترقة وكذلك نوعية المواد الناتجة عن التفاعلات الكيميائية يحددان طبيعة نواتج الاحتراق.كيف تتكون النار؟تتكون النار إذا توافرت العناصر الثلاثة، وهي:(الوقود، الأكسجين، الحرارة) وتتلخص طريقة إخمادها بإبعاد أحد هذه العناصر وبالطرق الثلاث:( الحصر، الخنق، التبريد).أما الحصر فيتم بمنع تغذية النار أي بعزل الوقود، ويكون الخنق بعزل الأكسجين عن النار، أما التبريد فيكون بتخفيض درجة الحرارة إلى ما دون الاشتعال.إن طريقة الإطفاء بكسر سلسلة التفاعلات الكيماوية لا تدخل ضمن مثلت الحريق بل هي تأخذ الشكل الهرمي أو الشكل الرباعي السطوح والمتمثل بكل من (الوقود، الحرارة، الأكسجين، سلسلة التفاعلات الكيماوية).إن أهمية الإطفاء باستخدام طريقة كسر سلسلة التفاعلات تكمن في أن بعض المواد تحترق بدون أكسجين.إن التصنيف الرباعي للحرائق هام جداً إذ بواسطته تستطيع معرفة نوع المادة المحترقة ومادة الإطفاء المناسبة لها وكذلك يفيد أيضاً في توفير التدابير الوقائية المناسبة لكل مادة وحسب تصنيفها.قد يكون هذا النموذج غير كاف لإعطاء التفصيلات العلمية لعملية الاحتراق ولكنه يكفي للمساعدة على فهم آلية حدوث الحريق وبالتالي يعطي الطريق الصحيح للوقاية من الحريق.كما يمكننا أيضاً تلخيص طريقة إخماد الحريق استناداً إلى ما سبق وذلك بمنع توفر أحد العناصر الأربعة التي تشكل الشروط الأساسية لحدوث الاحتراق وذلك من خلال “الحصر، الخنق، التبريد، إيقاف سلسلة التفاعل الكيميائية”.وتستخدم طريقة إيقاف سلسلة التفاعل الكيميائية فقط في الحرائق التي تتولد فيها مساعدات احتراق أثناء الاحتراق مما يؤدي إلى حدوث تفاعلات احتراق إضافية. لذلك يجب في عملية الإطفاء سحب هذه المساعدات وإبطال مفعولها بحيث يتم إيقاف الحريق مؤقتاً ريثما يتم عزل أحد العوامل الثلاثة الأولى المسببة للاحتراق، لأنه في حال عدم عزل أحد هذه العوامل سيعود الحريق للاشتعال عند توفر مساعدات الاحتراق وبالتالي يكون تطبيق هذه الطريقة مؤقتاً ومساعداً لعمليات الإطفاء الأخرى.نستنتج مما سبق أن الحريق يحدث عند توفر الظروف التالية :وسيط التأكسد + مادة قابلة للاحتراق + وسيلة إشعال كافية بحيث تسخن المادة القابلة للاحتراق إلى درجة حرارة الاشتعال “تختلف من مادة لأخرى” ويستمر الحريق حتى حدوث أحد الأمور التالية:1ـ انتهاء كمية المادة القابلة للاحتراق أو فصلها عن الحريق.2ـ انخفاض درجة تركيز وسيط التأكسد إلى ما دون النسبة الضرورية لإتمام الاحتراق.3ـ تبريد المادة القابلة للاحتراق إلى ما دون درجة الاشتعال.4ـ توقيف عملية الاحتراق كيميائياً.* مساعد مدير أمن م/ عدن
|
اشتقاق
مبادئ الإطفاء وكيمياء الحريق
أخبار متعلقة