كلمات
وعدنا الدكتور محمد مرسى في فترة الأكاذيب الانتخابية أنه إذا أصبح رئيسًا لمصر سيصلي كل جمعة في منطقة عشوائية، أو قرية فقيرة بين المواطنين البسطاء دون حراسة أو مواكب.. ولأن الرئيس كعادته التي أخبرتنا بها أيام ما بعد الجلوس على كرسي الحكم لا يعرف للوفاء بالعهد طعما، كان طبيعيًا جدًا أن يهضم الشعب المصري تلك الكذبة، وهو يرى الجمعة تمر في ذيل الجمعة دون أن يصلي الرئيس في منطقة عشوائية، أو قرية فقيرة أو بدون حراسة.. ولكن كان صعبًا على المواطن المصري الطيب أن يرى الرئيس يستبدله ببيادات العسكر وقوات الأمن المركزي التي يحج إلى معسكراتها كل جمعة، أو كل شهر على الأقل مرة!صعب على أي مواطن صدق محمد مرسي أن يراه وهو يفضل صلاة الجمعة في أحضان الأمن المركزي تارة، وأحضان الجيش تارة أخرى، وكأن الخوف يدفعه لهرولة أسبوعية يقدم فيها فروض الولاء والطاعة للقوات المسلحة، ولرجال الأمن المركزي والداخلية، أو كأنه - أي الرئيس- اكتشف أن قدراته محدودة وخياله السياسي فقير، ولا يملك القدرة على ابتكار أسلحة سياسية تساعده على أداء مهام الحكم، فقرر أن يلجأ إلى الحل الأمني كسابقه الذي أثبت الزمن أنه أكثر شجاعة وقوة، بدليل أن كل أجهزة الأمن كانت تأتى إلى حيث هو يجلس، على عكس مرسى الذي يدفعه خوفه إلى أن يذهب هو إلى حيث تجلس هي، لعلها ترضى عنه وتحمي عرشه الذي يمنعه ضعفه وارتباكه من الحفاظ عليه.أعرف عزيزي المواطن أنك اعتدت رؤية آيات النفاق الثلاث ظاهرة في أفعال الرئيس وتحركاته، بداية من التصريحات الوردية الكاذبة عن النهضة، والمليارات التي ستصيب كبد مصر مع فوز مرسي، ومرورا بوعود القصاص والـ100 يوم التي لم تتحقق، ونهاية بأرواح المصريين التي قال الرئيس إنها أمانة في عنقه، وإذ به يأمر ويرحب برصاصات أجهزته القمعية وهى تغتال هذه الأرواح وتعذبها. وأعرف أيضاً أن الكذبة الخاصة بأن الرئيس سيصلى الجمعة معك في المساجد الفقيرة كانت قاسية، خاصة حينما تقارن عدد زيارات الرئيس إلى كليات الشرطة، والكليات الحربية، ومراكز الأمن المركزي، وقواعد الجيش، بعدد زياراته إلى شوارع مصر ومناطقها الفقيرة، وتكتشف أن كفة الأجهزة الأمنية أرجح بكثير، في دلالة إلى أن الرئيس الجديد غرق في وحل الدولة الأمنية حتى أذنيه، وأن خوفه أكبر من إمكانياته.. فنحن عزيزي المواطن لا نلجأ إلى أجهزة الأمن إلا في حالات الخوف والعجز، والرئيس ما شاء الله لا يكل ولا يمل من الذهاب بنفسه إلى حيث عشش الأمن لا لتطهيرها كما وعد من قبل، أو لتعنيفها، أو مواجهتها بتقصيرها في حفظ الأمن وحماية حياة الناس من البلطجة والانفلات الأمني، ولكن لنيل رضاها وتشجيعها على استخدام العنف والقوة مادام في ذلك حفاظ على شرعية أول رئيس مدني منتخب. أرجوك لا تتطوع للدفاع عن مرسي، وتبرير خضوعه الأمني للجيش أو الشرطة.. لا تفعل ذلك قبل أن تفكر قليلاً في حجم الاهتمام الرئاسي بالبدلة الميرى، وستكتشف أن الرئيس مرسي صعد إلى كرسي الحكم وبصحبته كل أنواع الخوف الذى رباه ونماه جهاز مبارك القمعي بداخل أمثاله، وهو الخوف الذي دفعه إلى أن يصف زكريا عزمي وفتحي سرور ومفيد شهاب برموز مصر، ويعترف بالتنسيق الانتخابي مع الحزب الوطني، مثلما يدفعه نفس الخوف الآن إلى الهرولة نحو معسكرات الجيش والأمن المركزي بدلاً من معسكرات الشعب المحبط من وعود الرئيس التي لا تتحقق.