كلمات
«إنما النساء شقائق الرجال ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم»، صدقت يا حبيبي يا رسول الله، صدقت يا من يعرف قدر النساء، كما أكرمهن رب العزة، صدقت يا من حملت الإسلام إلينا شفيعاً ونذيراً ورحمةً للعالمين، ما قدروها حق قدرها، ولا عرفوا الرحمة بعدك، ولا ارتضوا سنتك نبراساً.أخجل أن أقول إن من يحكمون مصر الآن ينتسبون للإسلام، فهم حقاً «لا إخوان ولا مسلمين»، يمكن الحديث عن العنف ضد النساء، باعتباره واقعاً لابد أن يتغير، ويمكن اعتبار احتقار النساء هو أحد علامات انحطاط المجتمع، ويمكن محاربة التحرش الجنسي لأنه سبة في جبين المصريين، أما ضرب النساء على الوجه، فهو قلة أدب وانعدام تربية وأكثر من هذا لكن لن أقول سأترك التكملة لكم.أفٍ وألف أف، ألهذا المستوى وصلنا؟!، نحن في شهر النساء يا سادة، والله العظيم شهر النساء، شهر واحد في السنة نحتفي بأنفسنا مرة في يوم المرأة العالمي، وأُخرى في يوم المرأة المصرية، وثالثة في عيد الأم، لا أعرف الصدفة في تجميع كل هذهِ الأيام في شهر واحد، طب ليه مش كل يوم في شهر يمكن نفرح 3 مرات في السنة!، لكنه حظ النساء في هذهِ البلاد: يخدمن الجميع طوال السنة، ولا يتم الاحتفاء بهن سوى في شهرٍ واحد، وحتى هذا الشهر تنقلب أعياده إلى «نكد»، ليه يا ربي.. ليه؟!.أود أن أحكي كثيراً، ربما يرتاح القلب، لكنني عاجزة فالألم أكبر من قدرة الكلام، و«المرار طافح»، فماذا يفعل الكلام في بلدٍ يضرب فيه الرجالُ النساء؟!، في بلدٍ تهان فيه النساء بألف طريقة؟، في بلدٍ لا يخجل فيه رجل أن يرفع يده على امرأة!.أنا خجلانة حتى الموت، وقرفانة حتى العدم، لست قادرة على استيعاب ما يجرى، هذهِ المساحة كانت لابد أن تخصص لحديثٍ عن عيد الأم، عن أمي وحبي لها، عن طفليَّ وحبهما لي، عن عبقرية الأمومة، ونعمة وجود النساء على الأرض، كيف لها أن تتحول إلى مساحةٍ من النواح، بسبب النساء اللاتي يضربن في الشوارع؟!.رجلٌ يصفع امرأة!، مانشيت ملائم ليوم المرأة المصرية!، لعناوين الصفحة الأولى في صحف العالم، في نشرات الأخبار وفي فيديوهات اليوتيوب، لكنني سأرفضه كميراث أقدمه لابنتي، لن أورثها وطناً تهان فيه النساء، لن أعلمها أن تسامح رجالاً يصفعون النساء، لن أخبرها أن مصر وطن لا يليق بها، سأتركه كما يليق بابنتي، امرأةً كاملة الإنسانية، تحيا بكرامة في مجتمعٍ يحترمها، سأورث ابنتي وطناً يصلح للنساء.. ولو كره «الإخوان».«سأورث ابنتي وطناً يصلح للنساء».. ولو كره «الإخوان».