كلمات
عقب إعلان نتيجة انتخابات نقيب الصحفيين مساء الجمعة الماضي وفوز الزميل العزيز ضياء رشوان بمنصب النقيب، تعالت أصوات جموع الزملاء في قاعة فرز الأصوات بهتاف «إيد واحدة»، و«عاشت وحدة الصحفيين»، و«عاش كفاح الصحفيين وعاشت حرية الصحافة والمجد للشهداء». كانت الهتافات الجامعة ترد على من حاول تخويف أعضاء الجمعية العمومية من التسييس، والبعد عن القضية المهنية وهموم ومشاكل المهنة والعاملين فيها، وعلى من حاول الإيهام بأن فوز نقيب ينتمي للتيار الناصري أو اليساري بشكل عام، هو بداية لتمزيق النقابة وإقحامها في العمل السياسي والحزبي، وانتهاء للعمل المهني والنقابي.. الأصوات التي ظلت طوال الفترة الماضية تحذر وتخوف من انتخاب ضياء رشوان، جاء الرد عليها حاسما وقاطعا من الجماعة الصحفية التي انتفضت رغم محاولات إحباطها للدفاع عن نقابتها من السطو الحقيقي الذي حاول البعض القيام به، بل جاءت النتائج للأعضاء الستة الجدد، لتؤكد أن نقابة الصحفيين سوف تبقى دائما على يسار أي سلطة وبطشها واستبدادها وترهيبها وترغيبها، ولن تفلح محاولات السيطرة أو الاستحواذ أو «الأخونة».. نضال النقابة من أجل حرية الرأي والتعبير، توهج حتى في ظل نقباء لديهم انتماء لنظام الحكم بفضل وحدة الصحفيين، ووقوفهم يدا واحدة في وجه السلطة التي حاولت إرهاب صاحبة الجلالة بقوانين مكبلة ومقيدة للحريات، فبقيت النقابة والمهنة وزالت السلطة.وهذا ما حدث في عام 95 ضد القانون 96 الذي أجاز حبس الصحفيين في قضايا النشر، وكان النقيب إبراهيم نافع ابن النظام، ومع ذلك لم يكن أمامه سوى تبني مطالب الجماعة التي تصدت لقانون السلطة الغاشمة، وهتفت بسقوطها، وكان هتافها بداية النهاية لنظام مبارك.فوز ضياء رشوان نقيبا للصحفيين هو رسالة قوية من شرفاء المهنة للدولة الجديدة في مصر، التى عليها أن تعي دلالة ما حدث، ولا تنتهج نفس سياسات مبارك ومعاداته لحرية الصحافة والتضييق عليها.. فالتغيير في مصر دائما ما يبدأ من نقابة الصحفيين، ومن يحاول معاداتها دائما أيضا يخسر ويزول.الرسائل كانت كثيرة في انتخابات نقابة الصحفيين، أهمها التأكيد على وحدة الجسد الصحفي، مهما كانت الانتماءات والانحيازات السياسية والفكرية. وأن هذه النقابة لن تخضع لأي سلطة أبدا واقرؤوا التاريخ جيدا.