الرئيس هادي جاء باتفاق وطني، واليمنيون يعرفون أنه البديل المنطقي والموضوعي، وعملية إدخاله شبكة الخلافات دون مساعدته، أو تخليه عن السلطة سوف توجد فراغاً كبيراً قد يخلق وضعاً متدهوراً لكل اليمن، لكن ما ميز الواقع المستجد أن الشعب لم يخرج عن نطاق المصالحات، أو يذهب إلى النقاط الحرجة بتفجير المواقف، أو إعطاء فرص لأنْ يكون الحسم للسلاح بدلاً من التظاهر الحر، والتعبير المكفول بأن لا تتم مصادرته.اليمنيون بمختلف تنوعهم القبلي والديني، لايمكنهم الخروج من هذه المرحلة، الا بالتعامل معها بواقعية، لأن المصالحة والاتفاق على قواسم مشتركة، لايمكن أن يصلا إليهم من خلال نجدة من الخارج، بل من داخل هذا المحتوى الوطني الذي يضم تلك الأطياف، والتي لا نجد ما يفرقها أو يفصلها عن بعضها للانسياق وراء من يريد تحويل اليمن إلى دويلات وأقاليم.ــــــــــــــــــــــــــــــسوريا تتفكك، وتتحول بتدرج سريع الى دولة فاشلة ستمثل خطرا على المنطقة بأسرها، وسيستمر هذا الخطر بوجود النظام او زواله، ولا نبالغ اذا قلنا ان الخطر الاكبر سيكون بعد سقوط النظام، هذا اذا سقط.في شهر كانون الاول (ديسمبر) الماضي التقيت العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني في العاصمة عمان، وسألته عن اكثر شيء يقلق الغرب فيما يتعلق بالملف السوري، اجاب الأسلحة الكيماوية ومرحلة ما بعد الأسد. طلبت منه ان يشرح أكثر حول النقطة الثانية فقال أن الغرب يتوقع ان يتم إنهاء خطر الجماعات الجهادية وجبهة النصرة على وجه الخصوص في خلال عامين.هنا قلت للعاهل الأردني ان هذا التقدير يكشف مدى قصور فهم هذا الغرب، وتكراره الأخطاء نفسها بإصرار او عناد منقطع النظير، فالاحتلال الأمريكي للعراق الذي استمر عشر سنوات لم يقض على الجماعات الجهادية المرتبطة بتنظيم (القاعدة)، والاحتلال الامريكي لأفغانستان المستمر منذ 12 عاما يترنح وسيهزم أمام هذه الجماعات وحركة طالبان الحاضنة لها.الجماعات الجهادية هي العنوان المستقبلي ليس للأزمة السورية وربما للمنطقة بأسرها، فهزّ العاهل الاردني رأسه ولم يعلق.ــــــــــــــــــــــــــــــالأمر ليس أنه يجوز أو لا يجوز أن تنظم فعاليات لأنصار الوحدة في مدن الجنوب هذا أمر آخر ففي ظل احتقان واضح ظهر الأمر بأنه استعراض عضلات واستفزاز يعرف القائمون عليه بنتائجه مسبقاً فهم كانوا يريدونه مبرراً لممارسة المزيد من الضغوط على تيار الحراك الرافض للحوار إما تدفع جزءاً كبيراً منه إلى الرضوخ والمشاركة بعد بيان مجلس الأمن الدولي الذي لمح بعقوبات أو حشره في الزاوية الضيقة وتخوينه ومن ثم ضربه فإن لم يتم ذلك سيؤدي إلى توتير الأجواء وتسخينها وهذا سيخدم القوى المراهنة على الحسم بقوة السلاح والمال وهو هروب من استحقاقات الحوار الوطني وبالتالي يتم ضرب عصفورين بحجر واحد الأول أنها تخلصت من ضغوط التيار الرافض للحوار بحشره في زاوية ضيقة وتخوينه والثاني ترتيب نتائج الحوار لتعزيز سلطتها لمواجهة استحقاقات قادمة تراها خطراً على مصالحها بدلاً من أن يجبرها الحوار لتقديم تنازلات لصالح المجتمع وترسيخ الشراكة الوطنية التي قضت عليها حرب صيف 94م. ــــــــــــــــــــــــــــــمن يُذكي العنف الدامي في عدن كمبرر للتعبير الأهوج على ما يصفونه بـ «احتفال مُستفز للجنوبيين» في الذكرى الأولى لانتخاب الرئيس هادي ،هو ذاته من يتستر بالقضية الجنوبية وشعارات الحراك السلمي لاستهداف جنوبيين مؤيدين للوحدة واستهداف آخرين من أبناء المحافظات الشمالية ومحلاتهم في حضرموت وغيرها، في جرائم مشينة تنحدر بمسار القضية نحو العنف وتضيع دماء أبناء المحافظات الجنوبية وتضحياتهم الكبيرة طيلة ست سنوات بذرائع، كتعبير عن حالة هوس مجنون لقوى ما قبل الدولة لتفجير الوضع في البلد كلما اقتربت بدايات بناء الدولة.
للتأمل
أخبار متعلقة