فلاشات
سيئون / محمد باحميد :نظم يوم الأربعاء الماضي مركز ابن عبيدالله السقاف لخدمة التراث والمجتمع بسيئون مساء محاضرة بعنوان ( تأملات في شعر الإمام الحداد) ألقاها الشاعر الأديب هشام بن كرامة الرباكي عضو سكرتارية اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بوادي حضرموت وذلك بحضور نخبة من الأدباء والأساتذة والأكاديميين والشخصيات الاجتماعية.وفي المحاضرة طاف الشاعر الرباكي بالحاضرين في جوانب مضيئة من شعر الإمام الحداد وقصائده التي تضمنها ديوانه ( الدر المنظوم ) مستعرضاً في بداية حديثة نبذة من سيرة الإمام الحداد الذي اعتبره شخصية ليست معروفة على مستوى حضرموت واليمن فقط بل ذاع صيته إلى أبعد من ذلك من خلال مؤلفاته العلمية والروحية التي وصلت إلى أفريقيا وشرق آسيا ونواح متفرقة من العالم .كما أوضح الشاعر الرباكي غرضه من المحاضرة وهو التأمل في شعر الإمام الحداد من الناحية الأدبية ومن الناحية الشعرية والوقوف على كثير من المعاني والذوقيات التي قل أن نجدها في أشعار الآخرين مشيرا إلى أن شعر الإمام الحداد يمتاز بالجمال البلاغي والتركيب الشعري والألفاظ المتجانسة والمتناسقة الممزوجة بالأجراس الموسيقية والصور المحفوفة بالجمال وكذلك استخدام رموز العشق والمحبة للذات الإلهية وللنبي صلى الله عليه وسلم وهو ما يسمى بالحب النبوي وكذلك الحب للأماكن المقدسة كالحرمين الشريفين والأماكن التي تشرفت بالصالحين وهي تحتل مساحة كبيرة في شعر الإمام الحداد وتظهر بشكل بارز في شعره و قصائده.وأشار الشاعر الرباكي إلى طرق وأشكال المناجاة في شعر الإمام الحداد التي تكون إما بالمناجاة المباشرة أو بإظهار الاعتراف والتقصير, موضحا العلاقة بين مطلع القصيدة والجملة الشعرية الموجودة في شعر الإمام الحداد باعتبارها لوحة متكاملة يصف الشاعر من خلالها مشاعره وأحاسيسه وحاله الذي هو فيه ويعانيه ,مشيرا إلى أن من أفضل قصائد الإمام الحداد هي القصيدة العَينية التي شرحها تلميذه العلامة أحمد بن زين الحبشي في كتابه النفيس (شرح العينية ) وهي تمتاز بأسلوب بديع ورصين وتراكيب متجانسة ومتناسقة وتحمل الكثير من المعاني الذوقية الراقية.هذا وقد شهدت المحاضرة في نهايتها تفاعلا كبيرا من خلال العديد من المداخلات والأسئلة التي قدمت من قبل عدد من الأستاذة والأكاديميين والشخصيات الاجتماعية .