في الذكرى الثانية لثورة (25) يناير المصرية
القاهرة/ متابعات:وقعت اشتباكات بين الأمن والمتظاهرين، قرب مستشفى قصر الدوبارة الأمر الذى دفع عناصر الأمن المركزى إلى إطلاق وابل من قنابل الغاز المسيل للدموع فى محيط ميدان التحرير، وقعت إحداها داخل مبنى مستشفى قصر الدوبارة، الأمر الذى أصاب الأطقم الطبية والمرضى بحالة من الهلع، وأشعلوا النيران فى محيط المكان، فى محاولة لتخفيف آثار الغاز المسيل للدموع.كما تعرضت المسيرة المتجهة من المعادي إلى ميدان التحرير، للمشاركة في مظاهرات إحياء الذكرى الثانية لثورة 25 يناير، الجمعة، للاعتداء من قبل مجهولين، فيما تمكنت المسيرة من استكمال طريقها وصولا للميدان.وهاجم مجهولون، يعتلون سطح عمارة يقع فيها الموقع الإلكتروني الإخباري لجماعة الإخوان المسلمين، «إخوان أون لاين»، ومركز هشام مبارك للقانون، المسيرة القادمة من ميدان شبرا، بالقرب من سوق التوفيقية، بإلقاء مولوتوف وحجارة وزجاجات، وتبادل المجهولون، وعدد من المتظاهرين الذين يحملون سلاحًا، إطلاق النار والخرطوش، والتراشق بالحجارة.وقام بعض المتظاهرين بإحراق مجموعة من البضائع الموجودة بالقرب من سوق التوفيقية.وكان ميدان التحرير،قد شهد ظهر امس الجمعة، توافد عدد كبير من المتظاهرين من مختلف المحافظات للمشاركة فى فعاليات إحياء الذكرى الثانية لثورة 25 يناير ، والتى دعا إليها عدد كبير من القوى السياسية لإسقاط الدستور وتعديل قانون الانتخابات وإقالة حكومة الدكتور هشام قنديل .وتجمع الآلاف من المتظاهرين بمنتصف الميدان حاملين أعلام مصر، مرددين خلف أحد المتظاهرين العديد من الهتافات المناهضة لجماعة الاخوان المسلمين والرئيس محمد مرسي ، فيما تواجد عدد آخر بشارع الشيخ ريحان واستمروا فى تبادل إلقاء الحجارة مع قوات الأمن المتواجدة خلف الجدار الخرسانى.وفتح الشيخ محمد عبدالله نصر منسق حركة “أزهريون مع الدولة”، وخطيب الجمعة بميدان التحرير، النار على الرئيس مرسي، واصفا إياه بـ”العميل الصهويني الجاسوس”، موضحا أن حكم الإخوان فى مصر يهدف لتمكين إسرائيل وأمريكا من حكم الشرق الأوسط، فيما تغيب فيه الشيخ مظهر شاهين خطيب مسجد عمر مكرم عن إمامة الصلاة فى المسجد، وحل محله خطيب سلفي يدعى “علي جمعة”، الذي خصص الخطبة للحديث عن المولد النبوي.وقال الشيخ عبدالله نصر، فى خطبته التى ألقاها من فوق منصة صغيرة بجانب مدخل شارع طلعت حرب، إن حكم الصهاينة لمصر “أهون من حكم محمد مرسى وإخوانه”، بحسب تعبيره، موضحًا أن ثوار التحرير فى ذكرى اندلاع الثورة سيحررون مجلس الشورى من قبضة الجماعة وأعوانها.وتطرق خطيب الجمعة للحديث عن تصريحات المستشار أحمد مكى وزير العدل عن أن قانون الطوارئ مذكور فى القرآن قائلاً “وزير العدل الذى يلعب دور أراجوز الإخوان عليه أن يصمت”، مطالبا بحل جميع الأحزاب والائتلافات السياسية والاتحاد فى “كيان ثوري”، مؤكدا مقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة بسبب “أخونة مؤسسات الدولة التى ستسمح بالتزوير”.وأضاف نصر، فى خطبته، “عاهدنا الله على ألا نعود لمنازلنا إلا بعد إسقاط الصهيوني محمد مرسى”، مؤكدًا أن محاكمة مرسى قادمة بلا شك، واصفًا الشيخ حمد بن جاسم أمير قطر بـ”الخنزير” الذى يسعى لـ”قطرنة مصر”، من أجل مصالح أمريكا، مختتما خطبته بدعاء “اللهم أهلك الإخوان المسلمين وأنصارهم من السلفيين”.في غضون ذلك أزالت قوات الأمن في محيط قصر الاتحادية الرئاسي، مساء الجمعة، خيم الاعتصام الذي بدأه نشطاء في محيط القصر نهاية نوفمبر الماضي، بعد اشتباكات مع عدد من المحتجين في الذكرى الثانية لثورة 25 يناير.وقال شهود عيان إن قوات الأمن اشتبكت في محيط الاتحادية، مع عشرات الملثمين أمام البوابة رقم 4، عندما ألقى أحد المحتجين مرتديًا قناع «بلاك بلوك» قنبلة مولوتوف على القوات التي ردت باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع.وأزال العشرات من الملثمين، الذين يرتدون أقنعة تابعة لمجموعة «بلاك بلوك»، الأسلاك الشائكة الموجودة أمام قصر الاتحادية، وتوجهوا إلى بوابة القصر الرئيسية، حسب شهود عيان.وحاول أحد الملثمين إلقاء زجاجة مولوتوف على قوات الأمن الموجودة، إلا أن باقي المتظاهرين منعوه، وتصدوا لمحاولته في عبور الأسلاك، مرددين هتافات «سلمية سلمية»، بجانب محاولات قوات الأمن الموجودة خلف الأسلاك الحديدية التصدي لهم.الى ذلك اندلعت اشتباكات بين المتظاهرين وشباب من جماعة الإخوان المسلمين أمام مقر “إخوان اون لاين” بشارع طلعت حرب، حيث قام الطرفان بإلقاء زجاجات المولوتوف والحجارة وسط حالات من الكر والفر.وقام شباب الجماعة باعتلاء أسطح العمارات المحيطة بالمنطقة لإلقاء زجاجات المولوتوف على المتظاهرين، الذين رددوا هتافات ضد المرشد العام للجماعة ومحمد مرسي رئيس الجمهورية، مطالبين بإسقاطهم.وقامت القوات المسلحة بدفع عدد من المدرعات والدبابات، الجمعة، عند مداخل محافظتي القاهرة، والجيزة، خاصة في منطقة شبرا الخيمة، فضلاً عن انتشار عدد منها عند مداخل محافظات السويس والإسماعيلية وبورسعيد، لتأمين البلاد أثناء الذكرى الثانية للثورة.وقالت مصادر عسكرية، في تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم»، إن الجيش قام بالدفع بعدد من المدرعات والدبابات عند مداخل القاهرة والجيزة، وبعض المحافظات الحيوية، والطرق الرئيسية، لتأمين مداخلها ضد أي أعمال عنف.وأضافت المصادر أنه تم نشر مدرعات عند طريق الصعيد والطرق المؤدية لمحافظات سيناء ومرسي مطروح وأسوان وغيرها، وذلك لتأمين المداخل الحيوية لتلك المحافظات.وأرجعت المصادر أسباب انتشار قوات الجيش لفرض السيطرة الأمنية على البلاد، تحسبًا لتطور الموقف دون تدخل في أي أمور خاصة بالمظاهرات التي خرجت بالتزامن مع الذكرى الثانية لثورة 25 يناير.في سياق متصل زادت حدة الأحداث امس الجمعة بالمحلة، حيث بدأت بمظاهرة حاشدة بميدان الشون، عقب صلاة الجمعة، حيث احتشد الآلاف فى الميدان، مرددين هتافات “يسقط يسقط حكم المرشد” و”الشعب يريد إسقاط النظام” و”هما بيركبوا الطيارات وإحنا بنركب قطارات” و”الثوار عملوها والإخوان سرقوها” و”دم بدم رصاص برصاص مش هنقول سلمية خلاص”.وانطلقت مسيرات من عدة مساجد أخرى متجهة إلى ميدان الشون، وإشعال النار فى إطارات السيارات وتجمع الآلاف فى الميدان.واحتشد المتظاهرون، بميدان الشون، مدينة المحلة الكبرى، للمطالبة برحيل الرئيس محمد مرسى، ورددوا هتافات ضد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين، كما أحرقوا دمية للرئيس.وهدد بعض المشاركين فى المظاهرة بقطع طرق السكك الحديدية، والطرق المؤدية إلى مدينة المحلة، ورفع المتظاهرون الأعلام، وقاموا بتنظيم دروع بشرية أمام قسم أول وقسم ثانى المحلة، كما انضم إلى المتظاهرين بميدان الشون مسيرات من مسجد عبدالحى خليل ومسجد سيدى مصطفى الششتاوى ومسجد أبو الفضل الوزيرى.وأصدر المتظاهرون بياناً بعنوان “خارطة الطريق للاستقرار”، طالبوا خلالها بإسقاط الدستور وإلغاء الإعلان الدستورى والإعلانات السابقة والعمل بدستور 71، وتولى رئيس المحكمة الدستورية رئاسة البلاد وتأمين الجيش للبلاد، وحل المجالس النابية الحالية، وإلغاء القوانين التى صدرت عن الرئاسة مؤخراً، وانتخاب جمعية تأسيسية من كل المحافظات والدعوة لانتخابات بالفردى تحت رقابة دولية، وبإشراف قضائى كامل وحل كافة الجماعات غير المرخصة وانتخابات رئاسية.وندد المتظاهرون بالنظام والمطالبة بسقوطه، وحرقوا إطارات السيارات، ورددوا الهتافات “يسقط يسقط حكم المرشد”، “يسقط يسقط حكم مرسى”، و”الشعب يريد إسقاط النظام”.كما حرق المتظاهرون دمية للرئيس مرسى، معلنين عن سقوط النظام، مجددين تهديدهم بقطع قضبان السكة الحديد والطرق المؤدية لمدينة المحلة، فى حالة عدم الاستجابة لمطالب الثوار فى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية والقصاص للشهداء وعدم أخونة الدولة، وإسقاط النظام وإسقاط حكم مرسى.على الصعيد ذاته قام العشرات من المحتجين من الحركات الثورية بالسويس المطالبين بإسقاط النظام، ظهر امس الجمعة، باجتياز وإزالة الحواجز الأمنية، وحاولوا اقتحام البوابة الرئيسية لديوان عام المحافظة، وقام المتظاهرون برشق قوات الأمن بالحجارة.وعلى الفور أرسلت مديرية الأمن قوات إضافية بأعداد كبيرة، وحمل أفراد الشرطة قنابل مسيلة للدموع وقنابل دخان، وحدث كر وفر بين المحتجين وقوات الأمن، ويُحاول أفراد الشرطة السيطرة على الموقف.وتم قطع طريق ديوان عام محافظة السويس، وتوقفت حركة المرور فيه، وانضمت مسيرة تضم المئات من القوى السياسية وجبهة الإنقاذ إلى المحتجين أمام ديوان عام المحافظة.وقامت قوات الأمن بإطلاق العشرات من قنابل الغاز لتفرقة المتظاهرين، وحدث كر وفر بين المحتجين وقوات الأمن، وقام المتظاهرون بإشعال النار فى إطارات السيارات، ورشقوا قوات الأمن بالحجارة.و بدأت عدد من سيارات الإسعاف في نقل عشرات المصابين من محيط المجلس الشعبي المحلي بالإسكندرية، بعدما تعرض بعضهم لحالات اختناق من جراء إطلاق الغاز المسيل للدموع، وأصيب البعض الآخر بجروح قطعية من جراء التراشق بالحجارة، كما تأكد إصابة البعض بطلقات الخرطوش.ونشبت اشتباكات عنيفة بين مئات المتظاهرين وقوات الأمن أمام المجلس الشعبي المحلي بمدينة الإسكندرية، ظهر الجمعة، وأطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق المتظاهرين الذين رشقوا قوات الأمن بالحجارة.وتشهد الشوارع المحيطة بالمجلس المحلي حاليًا عمليات كر وفر بين أفراد الشرطة والمتظاهرين، وطاردت مدرعة تابعة لوزارة الداخلية المحتجين، وأطلقت طلقات الصوت لمنعهم من مهاجمة القوات، فيما ردد المتظاهرون هتافات «يسقط يسقط حكم المرشد»، و«الشعب يريد إسقاط النظام». كانت الإسكندرية شهدت حالة من الاضطراب منذ الصباح، تزامنًا مع ذكرى ثورة 25 يناير، حيث قطع ملثمون يرتدون ملابس وأقنعة سوداء طريق الكورنيش والترام بالقرب من مسجد القائد إبراهيم ومحطة الرمل.وشهدت المسيرة التى انطلقت من أمام مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية فى اتجاه المجلس المحلى لمحافظة الإسكندرية (المقر المؤقت لمحافظة الإسكندرية) اشتباكات حادة، حيث أكد المتظاهرون المشاركون بها قيام البعض بافتعال الاشتباك وهجوم عدد من المجهولين على المسيرة بمنطقة كوم الدكة، لمنعها من الاستمرار فى التقدم نحو المجلس المحلى لمحافظة الإسكندرية.كما سمع دوى طلقات رصاص حى وخرطوش بمحيط المجلس المحلى (المقر المؤقت لمحافظة الإسكندرية)، حيث جرت اشتباكات عنيفة أمام المجلس المحلى، وسط سقوط عشرات المصابين من حالات الاختناق بالغاز المسيل للدموع، بالإضافة إلى إصابات بكدمات بالرأس وبأنحاء متفرقة من الجسم من جراء الاشتباكات.وألقت قوات الشرطة القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين بالمسيرة الحاشدة المنطلقة من أمام مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية، لمنعهم من المرور أمام المجلس المحلى، حيث أغلقت قوات الشرطة شارع صفية زغلول المؤدى إلى المجلس المحلى.كما وقعت اشتباكات بين الأمن وعدد من المتظاهرين أمام محكمة الجنايات بالإسكندرية، عصر أمس، وذلك بعدما ردد آلاف المشاركين فى مسيرة هتافات ضد الداخلية والرئيس مرسى وجماعة الإخوان المسلمين.ويشهد محيط مبنى محكمة الجنايات حالة من الكر والفر بين الأمن والمتظاهرين، وألقت عناصر الأمن قنابل الغاز المسيلة للدموع، فى محاولة لتفرقة الحشود أمام مبنى المحكمة.واحتدمت الاشتباكات بين الأمن والمتظاهرين فى محيط محكمة جنايات الإسكندرية، وأسفرت عن غلق سوق المنشية بالكامل، وأغلق أصحاب المحال أبوابها خشية تحطيمها، وفيما يطلق الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع، ولجأ المتظاهرون إلى رشق جنود الأمن المركزى بالحجارة.واضطرت قوات الأمن إلى غلق قسم شرطة المنشية بالجنازير، بعد احتدام الاشتباكات، كما انتشرت حراسة أمنية مشددة حول مبنى محكمة الجنايات لصد محاولات اقتحام المحكمة.من جانبه، أكد اللواء ناصر العبد، مدير المباحث الجنائية بالإسكندرية، فى تصريحات خاصة لـ”اليوم السابع”، أن محاولة بعض من شباب المتظاهرين فى اقتحام محكمة المنشية ظهر امس قد باءت بالفشل، وسيطرت قوات الأمن على الموقف، وتم منع أى محاولة للاقتحام، نافياً اقتحام أو محاولة إشعال النيران فى قسم العطارين، نافياً ما أشيح حول هذا الأمر، وأن الأمر مجرد شائعة.بدورة أكد د.محمد سلطان، رئيس هيئة الإسعاف المصرية، أن إجمالى عدد المصابين بالقاهرة والمحافظات، منذ صباح أمس الجمعة، حتى تمام الساعة الخامسة مساء، بلغ 99 مصابا، دون وقوع وفيات، بينهم 61 حالة بالاشتباكات الدائرة بمحافظة الإسكندرية، تم نقل 43 منهم للمستشفى الميرى و16 لرأس التين و2 للشرطة، لإصاباتهم باختناقات وسحجات وكدمات إثر التزاحم والغاز.فى الوقت نفسه تم نقل 20 مصابا من ميدان التحرير إلى مستشفيات قصر العينى، 3 حالات، و8 للمنيرة و5 للهلال و4 للشرطة بالعجوزة.كما ارتفع عدد المصابين بالاشتباكات الدائرة بمحافظة السويس إلى 15 مصابا، تم نقلهم إلى مستشفى السويس العام، وذلك لإصابتهم باختناقات وسجحات وكدمات إثر التزاحم والدخان، فى حين تم تسجيل وقوع مصاب بكل من محافظة الأقصر ومدينة المحلة ومدينة دمنهور.