كتب/ المحرر السياسي:عندما تحمل الرئيس عبدربه منصور هادي مهام المرحلة الانتقالية الأولى والثانية كان طريقه صعباً، لكن الرجل أصر على السير في طريق الأشواك انطلاقاً من ايمانه العميق بضرورة اخراج الوطن من أزمته السياسية الخانقة، واقتحام دروب التغيير بأقصى قدر من الواقعية والتوازن.وعلى هذا الطريق كانت اجراءات وقرارات الرئيس هادي تبدو قاسية لهذا الطرف أو ذاك من أطراف الأزمة السياسية التي عصفت بالبلاد، مع الأخذ بعين الاعتبار أن هذه الأزمة العاصفة لم تكن وليدة احداث عام 2011م، بل نتاجاً لتراكم معقد من الممارسات الخاطئة والتشوهات البنيوية التي الحقت اضراراً بالغة بوحدة وامن واستقرار اليمن، وكادت ان تعطل طريق تطوره اللاحق.وفي الوقت الذي كان المجتمع الدولي ولايزال يدعم قرارات وتوجهات الرئيس عبدربه هادي، ويتعاطى معها وفق معايير المبادرة الخليجية وآليتها وقراري مجلس الأمن الدولي رقم 2014 و2051، كانت أطراف العملية السياسية الانتقالية في البلاد تتعامل مع هذه القرارات وفق معاييرها و مصالحها الخاصة والضيقة، فهي ترحب بهذه القرارات وتمتدح الرئيس هادي أحياناً ، ثم تشن عليه هجوماً ظالماً أحياناً اخرى، تبعاً لمدى الخسائر والفوائد التي تترتب على هذه القرارات لصالح هذا الطراف أو ذاك.والمثير للدهشة أن اطرافا سياسية وحزبية معروفة درجت على المطالبة بتسريع هيكلة القوات المسلحة والأجهزة الأمنية وجعلت منها شرطاً للبدء في الحوار الوطني، وعندما بدأ الرئيس هادي في اتخاذ قرارات تاريخية وشجاعة لإعادة هيكلة الجيش والأمن على أسس وطنية ومهنية، لم تتردد هذه الأطراف في التظاهر بتأييد قرارات الرئيس أحياناً، والسعي للوقوف ضدها وزرع الألغام في طريق تنفيذها احياناً اخرى، وما يترتب على ذلك من تعويق لمسار العملية السياسية.وأخطر ما تتميز به تلك الممارسات هو ان يترافق وقوفها ضد قرارات الرئيس عبدربه منصور هادي الرامية إلى إعادة هيكلة الجيش والأمن، وتأمين السير على طريق الحوار الوطني واستكمال العملية الانتقالية، بمحاولات زرع الاشواك امام تنفيذ القرارات الخاصة بإعادة هيكلة القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، وشن حملات أعلامية مسعورة ضد الرئيس هادي بهدف تشويه سمعته والإساءة إلى صورته.ولعل اسوأ ما تعرض له الرئيس هادي من افتراءات وأكاذيب قيام صحيفة (الأهالي) وبعض المواقع التي تدور في فلك من يوجهها ويمولها بإثارة مشاعر الكراهية المناطقية ضد القيادات العسكرية والمدنية من أبناء المحافظات الجنوبية التي تشغل مواقع قيادية في مختلف أجهزة الدولة المدنية والعسكرية منذ فترة ما قبل الوحدة، وما يترتب على هذه الحملات الإعلامية السوداء من تصعيد حالة الاحتقان في المحافظات الجنوبية التي تعرضت للظلم والتمييز والتهميش والممارسات الخاطئة من قبل ذات الاطراف التي لم تكتف بارتكاب جرائم ضد الوحدة وباسمها منذ حرب صيف 1994م، بل انها تواصل اليوم من خلال الحملات الإعلامية الظالمة ضد الرئيس عبدربه منصور هادي إلى استهداف القيادات الجنوبية المشاركة في الدولة واجهزتها المدنية والعسكرية والأمنية، وتشويه صورتها، والسعي لإثارة مشاعر الكراهية ضدها، وهو الأمر الذي ينذر بعواقب خطيرة تهدد وحدة الوطن بالدرجة الأولى.ندرك جيدا ان مراكز القوى التقليدية شعرت بصدمة غير مسبوقة عندما شاهدت زحف مئات الالاف من مختلف مناطق حضرموت والمهرة وشبوة وابين والضالع ولحج وردفان ويافع على مدينة عدن ومدينة المكلا يوم الاحد 13 يناير الماضي الذي تحول الى يوم للتصالح والتسامح ، حيث شهدت مدينة عدن ومدينة المكلا حشودا مليونية هائلة عبرت عن رفضها للجرائم التي ارتكبت بحق الجنوب والجنوبيين باسم الوحدة التي تحولت الى غنيمة منهوبة بعد حرب 1994 المشؤومة . ومن المؤسف ان مراكز القوى التي خطفت الوحدة ونهبتها وشوهت صورتها واوصلتها الى هذا المنحدر المدمر ، لا زالت تصر على الاساءة للجنوب وتحرص على مواصلة سياسة التمييز والتهميش والاقصاء ضد القيادات والكوادر الجنوبية ، بدلا من مراجعة سياساتها وممارساتها الخاطئة التي شوهت صورة الوحدة ، ومن شأن الاصرار على استمرارها تهديد مستقبل الوحدة بأوخم العواقب. ومما له دلاله تزايد الحملات الاعلامية المسعورة التي تشنها بعض وسائل الاعلام الحزبية والفئوية والمناطقية ضد الرئيس عبدربه منصور بسبب قيامه باعادة توزيع بضعة قياديين عسكريين ومدنيين من أبناء المحافظات الجنوبية كانو معينين منذ ماقبل الوحدة في بعض أجهزة الدولة المدنية والعسكرية والأمنية الى جانب إضعاف مضاعفة من زملائهم في المحافظات الشمالية ، الأمر الذي يعكس الاصرار على إحياء موروث ثقافة الاقصاء والتمييز وتكريس نزعات التسيد والهيمنة تحت مسميات مخادعة وكاذبة .ويبقى القول أن الرئيس عبدربه منصور هادي سيظل أكبر من أصحاب المشاريع المتخلفة التذين لم يستوعبوا بعد ان عجلة التغيير قد بدأت ولا يمكن أن تعود الى الوراء .. وإن الذين بصرون على إاعادة إنتاج الماضي بمختلف الوسائل هم أشبه بمن يحاول قبض الريح والحرث في البحر .
إنهم يثيرون مشاعر الكراهية ضد الجنوب
أخبار متعلقة