بالإرادة السياسية والقرار الحكيم في معرفة مصلحة شعوبهم وأقطارهم توصل الخليجيون مؤخراً إلى قناعة بأن عزيمهتم وقوتهم ومنعتهم وأمنهم واستقرارهم السياسي والاقتصادي والاجتماعي في تماسك لحمتهم وجبهتهم الداخلية وتعاضد وتعاون وتكتل أقطارهم الخليجية والعمل على تطوير مجلس تعاونهم الخليجي الذي طرح في جدول أعمال قمته الأخيرة مشروع الاتحاد الخليجي الذي اقترحه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية ووافقت عليه دول المجلس وأوصت في بيان قمتها الأخيرة بدراسته والشروع في بلورة أفكاره وتصور شكله وهيئته المستقبلية وكيفية تطبيقه على أرض الواقع أسوة بالاتحادات والتكتلات الاقتصادية والسياسية والأمنية الكبرى في أوروبا وآسيا وأفريقيا مع احترام استقلالية كل دولة عضو في هذا الاتحاد الخليجي المستقبلي. كل هذا يحدث في الوقت الذي يوجد بيننا اليوم من يدعو إلى تمزيق عرى الوحدة الوطنية وتفتيت اليمن والعودة بالبلد إلى الوراء إلى زمن الضعف والانقسام مع العلم بأن الوضع في البلد اليوم يختلف عما كان عليه النظام السابق فهذا الوضع هو عهد وفاق واتفاق ومرحلة انتقالية تدعو إلى حوار وطني شامل يضع لبنة لتأسيس مستقبل جديد ليمن جديد.. فهل من الحكمة الآن الدعوة إلى الانقسام والعودة إلى زمن الضعف والهوان والتشرذم والصراعات والتوترات والمناورات وتربص الأخ بأخيه في ظل العولمة وثورة تكنولوجيا المعلومات التي كسرت الحدود والفواصل والحواجز بين الدول والشعوب والأمم وقاربت المسافات وألغت وظيفة الرقابة عبر اختراق قنوات الاتصال الفضائية وثورة الانترنت وكادت الخصوصيات والهويات أن تتماهى في عالم واحد وتحول العالم إلى قرية كونية مصغرة يتشابه الناس في مأكلهم وملبسهم وأذواقهم وثقافاتهم.. فهل يمكن تشبيه طلب فك الارتباط مع الوحدة في هذا العالم المتعولم كالذي خرج ليطالب بتخفيض الراتب في يوم ما..؟! أم أن ذلك الزمان يختلف عن الواقع المعيشي..؟!. كيف يمكن العودة لمرحلة قديمة قد تم تجريبها وعرفت سلبياتها ومآسيها والجميع يعلم بأن تجريب المجرب خطأ بل خطأ فادح لأن المرء لا يلدغ من جحر مرتين فذلك يدل على عدم حكمة فلماذا لا يدخل الجميع في الحوار الوطني الشامل ويبحثون عن صيغة جديدة وشكل جديد يختلف عن الانفصال وفك الارتباط ويختلف عن الوحدة الاندماجية التي جربناها وجربنا الانفصال ولنفتش في ماضينا العريق والقديم عمن دعا إلى أن يباعد الله بين أسفاره لوجدناه في قوم ليسوا موحدين لله ولا مؤمنين به ولا يؤمنون بروح الترابط والتعاون والتكامل والتكافل والتلاحم والتماسك والجسد الواحد والبنيان المرصوص والأمة الواحدة ذات المصير الواحد والقواسم الإنسانية المشتركة.قال تعالى:" وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون".صدق الله العظيم
|
آراء
الخليجيون يسعون إلى الاتحاد والبعض عندنا يكفر بالوحدة
أخبار متعلقة