الحكومة اعتبرتها غير دستورية ودعت إلى فضها..
بغداد / وكالات :تواصلت المظاهرات والاعتصامات في عدد من المحافظات العراقية، رافعة سقف مطالبها بالدعوة إلى إصلاحات جوهرية في العملية السياسية، في وقت اعتبرت فيه أمانة مجلس الوزراء العصيان المدني غيرَ دستوري ودعت إلى فضه.ففي الرمادي كبرى مدن محافظة الأنبار غرب العراق، دخلت المظاهرات ضد سياسات حكومة نوري المالكي يومها العاشر؛ وطالب المتظاهرون بإلغاء المادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب، وبإطلاق سراح المعتقلات، ورفع ما دعوه الظلم عن العراقيين.وفي الفلوجة نـظمت مظاهرة نسائية للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلات، في وقت أعلن فيه وزير العدل العراقي حسن الشمري أن العدد الحقيقي للسجينات هو 980 سجينة، وليس آلافا كما يشاع في الإعلام، نافيا وجود سجينات في دائرة الإصلاح التابعة للوزارة اعتقلن بسبب ذويهن.وأوضح الشمري أنه لحساسية موضوع السجينات ولتفويت الفرصة على المتصيدين في الماء العكر، وجه رئيس الوزراء نوري المالكي بمتابعة ما ينشر في وسائل الإعلام بوجود انتهاكات للسجينات، وإن كانت افتراضية، لافتا إلى أنه لا يستبعد أن يكون هناك أشخاص متآمرون على النظام السياسي القائم للقيام بمثل حالات انتهاكات كهذه، وأضاف «سنحاسبهم ونقوم بالإفراج عن المعتقلات».وفي السياق، واصل عشرات الآلاف اعتصامهم في مدينتيْ سامراء والموصل لليوم الثاني على التوالي.وقد رفع المحتجون سقف مطالبهم بالدعوة إلى إصلاحات جوهرية في العملية السياسية، تمنع احتكار السلطة وما قالوا إنه إقصاء لأهل السنة وتهميش لهم.وفي سياق ذي صلة، دعا مجلس العشائر في محافظة كركوك إلى الخروج في مظاهرات تأييدا لمطالب المحتجين في الأنبار وصلاح الدين والموصل.وبدوره، دعا مجلس محافظة صلاح الدين أول من أمس الاثنين سكان المدينة للخروج في مظاهرة كبرى يوم الجمعة المقبل احتجاجا على إجراءات الحكومة «وعدم احترامها الشعب واستخفافها به».وطالب مجلس المحافظة -في بيان أصدره عقب جلسة له حول الأوضاع في البلاد- بـ»إطلاق سراح جميع المعتقلين والمعتقلات العراقيات، ومن ضمنهم العسكريون الذين لم تثبت إدانتهم، ومحاسبة كافة الأجهزة، وأن تكون إدارة سجون النساء من النساء حصرا لضمان حرمة الشرف العراقي، وإلغاء جميع إجراءات المخبر السري وكل ما تبعها من أحكام، ومحاسبة كل المخبرين الذين تسببوا في هذا الضرر الكبير للعراق وأهله».وفي كردستان العراق، أعربت رئاسة الإقليم عن مساندتها للمظاهرات ضد حكومة المالكي في محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين. وطالبت الائتلافَ الوطني -المكوِّنَ الرئيسي للحكومة العراقية- بسرعة الاستجابة لمطالب المتظاهرين.وأبدت رئاسة الإقليم استعدادها للتوسط من أجل حل المشاكل التي ترى أنها تكمن في أسس العملية السياسية في البلاد.وفي غضون ذلك، دعت الجامعة العربية إلى إطلاق حوار حقيقي وشامل للمصالحة الوطنية في العراق.في المقابل، دعت السلطات العراقية أول من أمس الاثنين إلى إنهاء العصيان المدني الذي تنفذه محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين، ووصفته بأنه مخالف للدستور، وهددت بمعاقبة منفذيه.وأعلن بيان صادر عن مكتب الأمين العام لمجلس الوزراء علي العلاق أن «ما يجري الآن من دعوة بعض مجالس المحافظات إلى العصيان المدني، وتعطيل عمل الدوائر والمرافق العامة وإيقاف الخدمات، يعد مخالفة للدستور والقوانين النافذة».من جانبه دعا المالكي المعتصمين من أهالي الأنبار -الذين يقطعون الطريق البري بين العراق ودول الجوار- إلى إنهاء اعتصامهم قبل أن تتدخل الدولة لإنهاء الاعتصام، لأنه يشكل مخالفة للدستور العراقي.وحذر المالكي -في مقابلة مع تليفزيون «العراقية» الحكومي المعتصمين، قائلا «لقد صبرنا عليكم كثيرا، لكن لا تتوقعوا أن المسألة مفتوحة، ولا تتوقعوا التمرد على الدولة».وتسود مشاعر الغضب في العديد من المحافظات السنية إثر قيام قوة أمنية باعتقال عدد من أفراد حماية وزير المالية رافع العيساوي، القيادي في ائتلاف القائمة العراقية الذي يتزعمه إياد علاوي.