طالبت بإلغاء قانون مكافحة الإرهاب وإطلاق سراح الأبرياء
بغداد / متابعات:احتشد مئات الألوف من العراقيين في مظاهرات حاشدة عمت مدنا في ثلاث محافظات تندد بسياسات حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، وتطالب بإطلاق سراح المعتقلين في السجون وخاصة النساء منهم، كما تدعو إلى إلغاء ما وصفوها بسياسة تهميش أهل السنة.وتوافدت حشود ضخمة من مناطق مختلفة في العراق ومنها عشائر من الجنوب على مدن الفلوجة والرمادي في محافظة الأنبار (غرب) وسامراء وتكريت في محافظة صلاح الدين (وسط) والموصل في محافظة نينوى (شمال) لتشارك في المظاهرات التي بدأت عقب الصلاة في ما عرف بـ«جمعة العزة والكرامة».وقالت المصادر إن الاستجابة للمظاهرات في سامراء كبيرة جدا، حيث احتشد آلاف الأشخاص للاعتراض على سياسات التهميش والإقصاء التي يمارسها المالكي بحق أهل السنة على وجه الخصوص، وتوقع زيادة هذا العدد بشكل كبير عقب خروج المصلين من المساجد.وفي الموصل خرجت حشود كبيرة من المتظاهرين من مساجد المدينة، مشيرا إلى أن هناك نقطتين للتجمع إحداهما في ساحة الخزرج والأخرى في منطقة المنصة.وأضافت المصادرأن هناك تواجدا مكثفا للقوات الأمنية التابعة لغرفة عمليات محافظة نينوى من أجل الحفاظ على سلمية المظاهرات، مشيرا إلى أن المنظمين لهذه المظاهرات حصلوا على التراخيص الرسمية من المحافظة.وفي الرمادي غربي العراق خرج نحو مائتي ألف متظاهر إلى شوارع المدينة، مشيرا إلى أن قوات الأمن منعت دخول أجهزة البث المباشر القادمة من بغداد إلى محافظة الأنبار في محاولة للتعتيم إعلاميا على هذه المظاهرات.وأضاف أن أبرز مطالب المتظاهرين هي الإفراج عن النساء المعتقلات بالسجون العراقية خاصة في ضوء ما يتردد عن تعرضهن للتعذيب والاغتصاب. الى ذلك دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، امس الجمعة، المحتجين في محافظة الأنبار منذ عدة أيام إلى الحوار، وقال المالكي في كلمة بمناسبة الذكرى الأولى لمغادرة آخر جندي أمريكي للعراق وأطلق عليها «يوم السيادة» نتحدث اليوم في ظل أجواء غير إيجابية وتحديات لا تزال تتنفس الماضي بألمه وجراحاته».وأضاف في إشارة الى المحتجين الذين قطعوا الطريق الدولي بين بغداد وعمان وسوريا منذ عدة أيام «الأمم المتطلعة نحو السلام، لابد أن تعتمد على صيغ حضارية في التعبير، وليس من المقبول أن نعبر عنه بقطع الطرق».و حذر نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي امس الاول الخميس من حرب أهلية وتقسيم العراق، ووصف رئيس الحكومة نوري المالكي بأنه مستبد ودموي، وتوقع هبة شعبية عفوية تطيح به.وقال الهاشمي في حوار نشرته صحيفة «الحياة» اللندنية، «أعتقد بأن تراكمات الظلم والفساد وسوء الإدارة ستؤدي إلى هبة شعبية عفوية يتبناها ملايين من المحبطين والمظلومين، ومن الفقراء والعاطلين من العمل»، مؤكداً وجود أدلة على اتهامه للمالكي بدعم النظام السوري.وبدأت الاحتجاجات المدوية ضد نور المالكي إثر اعتقال قوة خاصة زهاء 150 عنصراً من حمايات وزير المالية رافع العيساوي القيادي في القائمة العراقية، قبل أن تفرج عنهم وتبقى على تسعة فقط.وعلى إثر الحادث اتهمت القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي المالكي باستهداف السنة، فيما وصف العيساوي القوة الحكومية التي دهمت مقر الوزارة بقوة مليشياوية.وصعد المتظاهرون سقف مطالبهم على مدى الأيام السبعة الماضية، التي قاموا خلالها بقطع الطريق الدولي، مطالبين بإلغاء قانون مكافحة الإرهاب وإطلاق سراح «الأبرياء من السجون».وفي وقت سابق شهدت مدن سامراء وتكريت في محافظة صلاح الدين والموصل كبرى مدن محافظة نينوى، فضلا عن الرمادي والفلوجة في الأنبار تحركات نشطة وكانت مظاهرات شهدتها مدينة الفلوجة الأحد الماضي رددت شعارات تطالب بإسقاط حكومة المالكي، كما شهدت المظاهرة للمرة الأولى رفع علم إقليم كردستان والمطالبة بتحالف عربي كردي «لمواجهة التحديات».