أكدوا أن الحكومة الحالية فشلت فى تحقيق أهداف الثورة
القاهرة / متابعات :شهد ميدان التحرير هدوءا تاما أمس الجمعة فى ظل توافد أعداد قليلة من المتظاهرين على الميدان، نظرا لعدم وجود أية دعوات لمليونية أو مسيرات للتحرير، بالإضافة إلى برودة الجو فيما تواصل اعتصام العشرات من ممثلى القوى المدنية لليوم الـ38 اعتراضا على مشروع الدستور، والمطالبة بتشكيل حكومة توافق وطنى تدير المرحلة الحالية، بالإضافة إلى القصاص لشهداء الثورة.وشهد الميدان غيابا لصلاة الجمعة للأسبوع الثانى، حيث توجه المتظاهرون للصلاة بالمساجد القريبة من الميدان، وعلى رأسها مسجد عمر مكرم، الذى ابتعد خطيبه عن الشأن السياسى، مكتفيا بالحديث عن ضرورة تقوى الله والاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما غاب الشيخ مظهر شاهين خطيب المسجد عن أداء الخطبة للأسبوع السادس على التوالى لظروف مرضه، حسبما أكد الشيخ نفسه فى اتصال هاتفى لـ«اليوم السابع».ومن جانبه شن خطيب مسجد عباد الرحمن القريب من الميدان، هجوما حادا على الأحزاب السياسية متهما إياها بالسعى للوصول إلى كرسى الحكم فقط دون الالتفات لمصلحة البلد، مستشهدا على ذلك بالاستقالات الجماعية لحزب النور، مضيفا، «لم نسمع فى أيام الرسول صلى الله عليه وسلم أن أحدا استقال من الدعوة فى سبيل الله».وطالب الخطيب الأحزاب الدينية بالانشغال بالدعوة فى سبيل الله بدلا من الجرى وراء الكراسى التى قد لا تدوم إلا لساعات قليلة.فى سياق متصل انتظمت حركة المرور بشكل جزئى بالميدان، نظرا لغياب اللجان الشعبية المسئولة عن تأمين الميدان، مما أدى إلى إعادة فتح مدخل كوبرى قصر النيل أمام حركة السيارات، بينما استمر إغلاق مدخل عبد المنعم رياض أمام حركة السيارات.فى السياق ذاته تجمع العشرات من المتواجدين بالميدان عقب الانتهاء من صلاة الجمعة بالمساجد أمام شارع محمد محمود، مرددين العديد من الهتافات المناهضة للرئيس محمد مرسي ولجماعة الإخوان المسلمين، من بينها، «يسقط يسقط حكم المرسي.. يسقط يسقط حكم المرشد، اكتب على جدران البيت مرسي رئيس بإزازة زيت».كما شن معتصمو التحرير هجوما حادا على الرئيس محمد مرسي وذلك بسبب تجديده الثقة فى حكومة الدكتور هشام قنديل مع إجراء عدة تغييرات محدودة فى الوزارة، مؤكدين أن الحكومة الحالية فشلت طوال الفترة الماضية فى تحقيق أى هدف من الأهداف التى سعت إليها الثورة، كما أن الوضع الاقتصادى لم يشهد أى تحسن ملحوظ خلال الفترة الماضية، مرجعين ذلك لقلة خبرة رئيس الوزراء الاقتصادية.وقال خالد الشيخ أحد المعتصمين بميدان التحرير، كنا نتوقع من الرئيس محمد مرسي أن يصدر قرارا بإقالة حكومة الدكتور هشام قنديل عقب نجاح مخطط الجماعة فى تمرير الدستور، نظرا لحاجة البلد إلى رئيس وزراء يتمتع بعقلية اقتصادية تساعد على انتشال البلاد من الوضع الاقتصادى المتردى.وأضاف هشام سليمان مؤسس تنظيم حركة ثوار مصر، أننا نعلم أن الجماعة تسعى لتنصيب خيرت الشاطر رئيسا للوزراء، للخروج بالجماعة من الأزمة التى وضعت نفسها فيها، بسبب الإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس مرسي، وأدى إلى مزيد من التدهور الاقتصادى.وتظاهر العشرات في محيط مسجد القائد إبراهيم في الإسكندرية، عقب صلاة الجمعة، ضد جماعة الإخوان المسلمين، والدعوة السلفية، واتهموهم بتزوير النتيجة النهائية للاستفتاء على الدستور، وانتقدوا ما سموه «تزييف الإرادة الشعبية» لدى الناخبين، وطالبوا بوقف العمل بالدستور الذي قالوا إنه «يقسم مصر سياسياً وجغرافيا».وهتف المتظاهرون: «الشعب يريد اسقاط الإخوان»، و«يسقط يسقط حكم المرشد»، و«بيع بيع الثورة يا بديع»، ورفعوا لافتات كتبوا عليها: «الإخوان سرقوا ثورتي»، و«الثورة مستمرة»، و«نرفض دستور تقسيم مصر».وغاب عن خطبة الجمعة بالقائد إبراهيم الشيخ أحمد المحلاوي، إمام وخطيب المسجد، وكان «المحلاوي» تعرض لهجوم شديد وانتقادات عنيفة من قبل المتظاهرين اتهموه فيها بتوظيف الخطاب الديني لخدمة أغراض سياسية.وشكت الجبهة الشعبية لمناهضة أخونة مصر في الإسكندرية، لوزارة الأوقاف، وطالبت بعدم إلقاء «المحلاوي»، لخطبة الجمعة أكثر من مرة في الشهر في نفس المسجد مستندة الى تعليمات ولوائح وزارة الأوقاف.وكان يوم الجمعة الماضي شهد اشتباكات عنيفة بالأسلحة البيضاء والحجارة بين عدد من المتظاهرين المشاركين في مليونية «حماية العلماء والمساجد» ومعارضين للدستور، وردت قوات الأمن المركزي التي انتشرت في محيط المكان بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، وخلفت الاشتباكات حرق عدد من السيارات، وسقوط 68 مصابا.