الاختلاف بين تنظيم النسل وتحديد النسل
عرض/ دنيا هانيهدف الإسلام إلى بناء حضارة عالمية لتحقيق السعادة الدنيوية والأخروية معاً لذا كان من أول مقاصده وأهدافه زيادة النسل وتنميته واستغلاله أفضل استغلال، ومن هنا كانت أوامر الإسلام بالنكاح من أجل النسل حتى أنه جعل مباشرة الرجل لامرأته معللة بقصد الإنجاب إذ هو أثرها اللازم في الغالب. يقول الله تعالى: (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم) والحرث هو موضع البذر والإنبات.كما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بزيادة النسل وتكثيره فقال: «تناكحوا تناسلوا تكاثروا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة».ويرى المؤرخ العالمي (توينبي) أن القوى البشرية من أهم التحديات التي يتوقف عليها تقدم أي حضارة إنسانية..فالنسل يعتبر هدفاً أصيلاً من أهداف الإسلام ولا بد من المحافظة عليه وصيانته. الفرق بين تحديد النسل وتنظيمه: هو أن التنظيم كما بينه العلماء ليس التحديد ولا الإجهاض ولا التعقيم وإنما: ( المباعدة بين فترات الحمل ) بما يحقق الصحة والسلامة لجميع أفراد الأسرة ، ويتم ذلك باستخدام وسيلة مناسبة تحت إشراف طبيب متخصص لفترة محددة تسترد فيها الأم صحتها وقوتها حتى تستطيع القيام برعاية أولادها الرعاية الكاملة، وتستعد الأسرة لمواجهة أعباء الحياة وتبعاتها، وذلك أمر يدعو إليه الإسلام، فهو يهدف إلى الصحة وحفظ النشء من الإهمال والضياع.وبمعنى آخر فإن التنظيم هو إيجاد فترات متباعدة بين مرات الحمل بطريقة مشروعة غير ضارة لداع يدعو إلى ذلك.والحديث عن هذا الموضوع قديم عرفه الإسلام بصورة العزل وتحدث عنه طائفة من الفقهاء كالغزالي وابن القيم وقد ذكروا طائفة من الأسباب التي تدفع الناس لممارسة هذا الموضوع ومنها: أن يكون هناك مرض من الأمراض المعدية عند الزوجين أو عند أحدهما، وأن يكون عند المرأة مع ضعفها استعداد قوي ظاهر للحمل عقب انتهائها من آثار حملها السابق، الخوف على صحة الزوجة وسلامتها بسبب الحمل المتتابع، الضعف الاقتصادي عند الزوج.وفي الحديث الذي أخرجه مسلم إن جابر بن عبد الله روى أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن عزله عن جارية لا يريد لها أن تحمل فقال له النبي: اعزل عنها إن شئت، فإنه سيأتيها ما قدر لها.[c1] أسباب ظهور الشائعات[/c]عدم اقتناع ومعارضة تدفع أصحابها لإخراج شائعات لعرقلة مشروع تنظيم الأسرة. إلى جانب المبالغة في حجم المشكلة كلما انتقل الخبر من شخص لآخر والمبالغة في الأعراض الجانبية والتهويل وقلة العلم بالحقائق العلمية والمعلومات الصحيحة.[c1] كيفية مواجهة الشائعات[/c]محاولة التعرف على مصدر الإشاعة، العمل على تحليل الإشاعة ووضع الحدث أو الخبر الذي ترتكز عليه في إطاره الصحيح مع تحديد حجم المشكلة بدقة ، القيام بنشر الحقائق العلمية حول الوسائل وتوعية الجماهير بالأعراض الجانبية مع ذكر المزايا مع التأكيد على الطابع الوقتي للأعراض الجانبية و أنها ليست أضرارا أو مخلفات بل هي أشياء تزول أما بعد وقت معين مع التعود بالوسيلة أو مباشرة إذا توقف استخدام الوسيلة.[c1] رأي الإسلام في وسائل تنظيم الأسرة[/c]أجاز ديننا الحنيف استخدام وسائل تنظيم الأسرة لما فيها مصلحة الأسرة بأكملها. الاختلاف يكمن بين تنظيم النسل وتحديد النسل.في حين قال بعض العلماء: إن تحديد النسل رخصة رخصها الشارع للزوجين إذا دعت الضرورة - وهي محصورة في الخوف على حياة الأم من الهلاك إذا حملت، أو الخوف على ولدها الرضيع ضرراً غير عادي إذا وقع الحمل - ففي هذه الظروف إذا استخدمت الأم طريقة من طرق منع الحمل فلا بأس ولكن بعد مشورة الطبيب وليس معنى ذلك أن تعمم هذه الرخصة على الكل.وإلى الجواز ذهب كثير من العلماء المعاصرين الآخرين كالشرياصي والبوطي والزحيلي بشروط متفق عليها بين جميع المتزوجين وقد لخصها الدكتور عبد الله الطريقي في كتابه تنظيم النسل وموقف الشريعة منه بقوله: ولهذا فإن وسائل تنظيم النسل السابقة عدا التعقيم الكامل فإنني أرجح جواز استخدامها مقيدة بالشروط التالية وهي: رضا الزوجين وعدم استتباع ذلك بضرر لهما أو لأحدهما ومراعاة حق المجتمع في المولود.[c1] الشائعات الدينية وكيفية مواجهتها [/c]- هل تنظيم الأسرة مخالف للشريعة الإسلامية؟ج/ تنظيم الأسرة ليس مخالفا للشريعة والمخالف هو تحديد النسل وهذا محرم شرعاً.[c1] دور وسائل الإعلام[/c]يعتبر الإعلام الإيجابي طرفاً أساسياً في عملية توعية المجتمع والفئات المستهدفة بالقضايا الصحية وتعتبر عملية تنظيم الأسرة من القضايا الصحية المهمة التي تلامس أهم الجوانب في حياة المجتمع.وقد لعب الإعلام بأجهزته المختلفة المقروءة والمسموعة والمرئية خلال السنوات الماضية دوراً كبيراً في التوعية بعملية تنظيم الأسرة ووسائلها المهمة والمتعددة على المستوى الوطني والمحلي باعتبار عملية تنظيم الأسرة الطريق الأمثل والأنسب لتحقيق: خفض معدلي وفيات الأمهات والأطفال، خفض معدل النمو السكاني، خفض معدل الخصوبة الكلي، تحقيق التنمية الشاملة.ففي الفترة الأخيرة بدأت تظهر حملات إعلامية مضادة تهاجم عملية تنظيم الأسرة واستخداماتها من قبل أعداء التنمية تتمثل في نشر شائعات ومفاهيم خاطئة حول تنظيم الأسرة واستخداماتها وبدأت تثير بعض البلبلة في بعض المحافظات الأمر الذي يوجب على الإعلام بأجهزته المحتمة التدخل للتصدي لهذه الشائعات والمفاهيم الخاطئة من خلال نشر وتعزيز ثقافة المجتمع الإيجابية تجاه عملية تنظيم الأسرة واستخداماتها بما يؤدي إلى دحض كافة الشائعات والمفاهيم الخاطئة التي يروج لها أعداء التنمية.[c1] الأهداف المرجوة [/c]توجيه اهتمام الإعلاميين بمتابعة الشائعات والمفاهيم الخاطئة التي يتم الترويج لها حول عملية تنظيم الأسرة ووسائلها المتعددة ، ومواجهة تلك الشائعات والمفاهيم الخاطئة لحظة ظهورها من قبل أجهزة الإعلام على المستويين المحلي والوطني، من خلال نشر الحقائق العلمية حول الوسائل وتوعية الجماهير بوسائل تنظيم الأسرة الآمنة والمتعددة مع توضيح المزايا والعيوب لكل وسيلة ، وإعطاء المعلومات الصحيحة عن الوسائل باستعمال المصادر الموثوقة.[c1] الرسالة المطلوبة [/c]توحيد الخطاب الإعلامي التوعوي عبر كافة أجهزة الإعلام لمواجهة الشائعات والمفاهيم الخاطئة حول وسائل تنظيم الأسرة بما يؤدي إلى إيصال رسالة إعلامية مقنعة ومؤثرة تشكل سلوكا إيجابيا لدى المتلقي تجاه عملية تنظيم الأسرة ووسائلها. وقيام أجهزة الإعلام بدورها التنويري والتوعوي بهذه القضية المهمة نحو المجتمع والفئات المستهدفة.