القاهرة/متابعات:قام الشاعر المصري محمود الأزهري بترجمة ديوان (بحر وأصداء) للشاعرة الإيطالية ماريا كونسيتا أريزي، وصدر عن (بورصة الكتب للنشر والتوزيع) التي يديرها الشاعر عادل متولي. يحتوي الديوان على تسع عشرة قصيدة وسيرة ذاتية للشاعرة وتقديم وسيرة للمترجم.[c1]يقول الأزهري في مقدمته:[/c]كان (للفيس بوك) فضل كبير في اتساع مساحة تعارف الشعراء والكتاب لتكون مساحة الصالون الثقافي الذي يلتقي فيه المبدعون مساحته العالم وعلى بعد شبر من عين الرائي، تعرفتُ على الشاعر الفلسطيني المهاجر إلى رومانيا (منير مزيد) ومن خلال ترجماته لبعض قصائدي وقصائد عدد كبير من المبدعين العرب تعرفتُ على عدد كبير من شعراء وشاعرات أوروبا، كان من أبرز هؤلاء الشعراء الشاعر الإيطالي الكبير ماريو ريجلي الذي يتحلى بصفات النبل وحب العطاء ورغبة عظيمة في الدفاع عن حقوق الإنسان، ونشر الحرية، والوقوف بقوة ضد الطغيان والاستبداد، لقد وقف ماريو ريجلي بقوة هو وكل شعراء إيطاليا مع ربيع الثورة العربي وكتبوا قصائد كثيرة تمجد الثورة العربية، وماريو ما إن يجد قصيدة بالإنجليزية لشاعر عربي حتى يسارع فورا لترجمتها إلى الإيطالية.تعرفت من خلال الشاعر ماريو ريجلي على الشاعرة الجميلة المبدعة ماريا كونسيتا أريزي، وهذا هو اسمها الحقيقي وهي تنشر قصائدها موقعة باسم شهرة أو اسم مستعار هو (ستيلا كوريتشا)، والشاعرة ماريا شاعرة جميلة عاشقة للحياة وعاشقة للغة، تبدو اللغة في يدها عجينة طرية تشكلها كيف تشاء، وهذا يؤكد أن جمال الشعر في بساطته وليس في تعقيده، فقصائد ماريا تتميز بالبساطة واللغة الشعرية الجذابة المعتمدة على التصوير البصري والتشكيل الفني والشعري المدهش، وقصائد ماريا تحمل قضايا إنسانية عامة وهامة ومصيرية وهذا يؤكد أيضا أن مناقشة القضايا الكبرى ليس معناه التعقيد والغلظة والجفاف، لقد استطاعت ماريا كسر حاجز اللغة، فجمال قصائدها يبدو واضحا حتى بعد ترجمته، قد يكون قصوري في الترجمة عاملا للحد من إظهار جماليات قصائد ماريا كونسيتا كاملة، ولكن الترجمة ليست مانعة أبدا من التأكيد على وجود هذه الجماليات في نصوص ستيلا.تكتب ماريا قصائدها باللغة الإيطالية وقام بابينو ريزو، بترجمة هذه القصائد إلى الإنجليزية، وبابينو ريزو يتقن عددا من اللغات وهو ناقد أدبي عميق حريص على الالتزام ومتواضع جدا. لقد طلبتُ من بابينو ريزو سيرة ذاتية له فكتب إلي قائلاً: (لا أحمل إلا اسمي الذي أرجو أن ينساه العالم العام القادم كما لو كان مكتوبا على الماء).أدين بالفضل في ترجمتي هذه والتي أرجو ألا تكون سيئة جدا ومحققة للتواصل الأدبي والثقافي بين شعراء البحر الأبيض المتوسط للشاعر والمترجم الكبير نزار سرطاوي، فقد قام بمراجعة عدد كبير جدا من هذه القصائد وكان لتصويباته واقتراحاته وتعليقاته على القصائد دور كبير في استمراري ومتابعتي لترجمة هذه القصائد وأخذت - شاكرا له - بالكثير مما اقترحه على ولم أخالفه إلا قليلا، إنها هذه المخالفات التي تفرضها رعونة الأبناء ومحاولة إثبات ذواتهم أمام الآباء العمالقة، أما القصائد القليلة التي لم يراجعها الشاعر المبدع نزار سرطاوي، فلم يحدث هذا بسبب تقصير منه بل بسبب خوفي أنا من إرهاق الرجل وأخذي للكثير من وقته وحيائي منه.وأيضا فرحي بما أنجزته من ترجمة وتسرعي في نشرها على الفيس بوك ومع ذلك فكان الأب الكريم نزار يقرأ القصائد ويعلق عليها كما استفدت كثيرا من آراء وتعليقات عدد كبير من الشعراء والمثقفين منهم: منير مزيد، حسين خضيري، سلمى بلحاج مبروك، زهور العربي، عبدالله بنافع، والكثير والكثير من القراء الذين أقدم لهم جزيل الشكر وخالص المودة.أرجو أن يجد القراء في قصائد الشاعرة الإيطالية ما يعجبهم، وأرجو أن أكون قد نجحتُ في تقديم الشاعرة للغة العربية ولمحبي الشعر العربي.[c1] سيرة ذاتية للشاعرة:[/c]ماريا كونسيتا أريزى، شاعرة إيطالية معاصرة، ولدت في مدينة جيلا جنوب جزيرة صقلية الإيطالية في الأول من يوليو 1957. تكتب أحياناً تحت اسمها المستعار ستيلا كويرتشا. تعمل معلمة في مدرسة حضانة، صدر لها ديوان (شظايا) عام 2000 ناشطة في مجالات نشر السلام وحقوق الإنسان ورفض العنف، تعيش وتعمل حالياً في مدينة يودين في الشمال الإيطالي.[c1]*مختارات من قصائد الديوان[/c]1 - لا تقل أبدالا تقل أبداإنك يمكن أن تطير عاليامع النسورإذا لم تكن عارفا معنى الكبرياءعلى هذه الأجنحةمن يؤمنون بالأزليةلا تقلْ أبداأنا أحبكإذا لم تكن عارفابماذا يشعر قلبك؟إذا لم تكنْ تعرفما هي المشاعر؟أحط هذه الضربات الجميلةذلك النبضعندما يبدأ في الحركةلا تقلْ أنك لا تعرف...قبل أن ...جربه2 - روحي سوداءجليديتمددبعباءتهحوليأنا صنعتُ الوهجمن الحرائقإلى الصقيعو...أرتدي قناعاللامبالاةأناأنا راجعة3 - فيتوريو أوريجونيوأنا رأيتُ جريانَ الينابيعمن الأشواكالمنقوعة في الدم الفائرالمتدفق من الجراح.أنا رأيتُ السفاحين الجبناءسارقي الابتسامات البريئةهذه الرحمة المقدسةتصبحُنجوماً مشرقة.أنا سمعت صيحاتتنتحب في الظلامتخترق السكوتَ الفظيعتحرق القلبأنا تعلمتُ منهالدعوةَ لمناصرةأولئك الذين لا صوت لهمالغرباء عن الابتسامةأولئك الذين دعوا للمحبةتحذيرات له ...القلوب المرتعشةالغشيمة والساخرة ...قررت عقوبته ...سماويا ... أنت - الآن - تطوفوتسعى لصالح أولئك الذين يدعونكباسمك: فيتوريو4 - أغلقت عيونيأغلقت عيونيكما قلت َليوتوقفت عن التنفسأشعر بيديك تداعباننيتعثرانِ على دمعةأنا خائفةتوقَف قلبي عن الخفقانشفتاك ...فرشاة تمسحنيتسرق ..قطرات الملحالتي أعطاها لي البحرُ هدية!لماذاأناغير محفوظة الحقوق؟!
|
ثقافة
الأزهري يترجم أصداء من الشعر الإيطالي
أخبار متعلقة