أنا ابن مهنة الصحافة أولاً وأخيراً.. فخور جداً بانتمائي لهذه المهنة التي أصبحت بمثابة بعبع يقض مضاجع الاستبداد والمستبدين وتقود عملية التنوير والتحول في البلاد الذي يحتاج جراحين مهرة لإنقاذه شرط امتلاكهم أدوات الكلمة والفكر وقدر من الحرية الذاتية. أنا ابن مهنة المتاعب.. استمتع جداً بمهنتي.. أنقل الخبر، أتابع الحدث، أتقصى المعلومة، أكتب الرأي.. أحاول قدر الإمكان أن أكون ملتزماً بقواعد وثوابت المهنة في مجتمع مفخخ بالاستقطابات والظنون والشكوك البليدة، أعمل ما أنا مقتنع به ثم أكون مستعداً وجاهزاً على الدوام لتحمل تبعات قناعاتي، أحاول أن أكون متمرداً ومتحرراً في مجتمع عبودي ثم أكون متهيئاً لتحمل تبعات ما قد يلحق بي. أنا ابن مهنة المخاطر..لا أدري هل أنا اخترتها أم هي اختارتني؟ هل أوقعتها في غرامي أم هي أوقعتني؟ ومن يكون هذا الذي يبحث لنفسه عن المخاطر، والآلام، والمتاعب، إلا مغامراً ومتمرداً لا يأبه بشيء أو لشيء. أنا ابن مهنتي، أحبها، وتحبني، نعم تحبني.. قدر ما تؤلمني.. أحاول أن أخلص لها طمعاً في أن تخلص هي لي. نحن كعاشقين مهوسيين لا نفرط بحبنا، ولا نرهن حروفنا، ولا نبتاع حبر كلماتنا... ثم أننا لا ننكر أن ثمة حلماً ظل يكبر معنا، نعم حلم، حلمنا هو زيتنا الذي يحركنا... حلمكم، حلمنا، هل اخترناه أم هو اختارنا؟ أنا ابن مهنة الصحافة.. ابن المخاطر والآلام والمتاعب.. ابن الأحلام والأمنيات.. ابن المعاناة والشقاء.. ابن التعب اللذيذ.. فخور جداً بمهنتي وبكل حر ينتمي إليها ويخلص لها.
|
آراء
ابن مهنتي
أخبار متعلقة