تقديم - حسام عزانيصاحبي مغرورنظارته السوداء ليس للاحتماء بها فقط من لسعات الشمس المحرقة لأنه يمكنه خلعها في الظل وليس وقاية من الرمد لأن عدواه ليست موجودة طوال أيام السنة إلا أنه وحده يدري لماذا ذلك ويقنع نفسه بالحقيقة التي كان يعتقد أنه يعرفها وحده فقط ويواصل تصديق كذبته ويهوى وضع الحواجز مع نفسه ؟؟ ينظر لمن حوله بنفس لون نظارته حيث كان يهرب من شيء في نفسه ويختلق الأعذار ويفبركها دفاعا عن هفواته وعاش على هذا المنوال...هو مجادل عنيد لايرضى بالهزيمة أو الاعتراف بالخطأ ومثقف واسع الإطلاع إلا أن الغرور تمكن منه وكان من مزاياه لايتنازل ولا يقبل بالآخر وهذه الصفات دائما ما تصل بصاحبها في الأخير إلى السقوط في بئر سحيق . هي حياته ولكنه فيها تجاوز معيار الثقة بالنفس واعتقد دائما أنه على حق وبهذه الطريقة وبعناده ستسوى كل الأمور ولم يع أن الحياة وزمنها الرديء يخبئ له الكثير من المفاجآت التي منها القليل الذي يسر والكثير الذي يضر وكان له من الأخير نصيب كبير فقد انقلب الدهر عليه وصار اليوم الذي له علية فداهمه المرض اللعين والخبيث وتفركش الأحباب والأصحاب من حوله بعد زوال النعمة وبقي وحيدا لا يجد من يرافقه سوى الهم والمرض الذي لاصقه كظله و أطبق دون رحمة على ما بقي منه وأجهز عليه. الحجاج بن يوسف الثقفيهو أستاذ اللغة العربية الذي أصبح الرجل الذي بطش وقتل الكثير من المسلمين في سبيل إرساء دعائم الدولة الأموية وتوحيد الصف بعد نصيحة روح بن زنباع قائد شرطة الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان بقدرة الحجاج على ضبط الأمور حين تختل، فولاه الخليفة العراق بعد قتل مصعب ابن الزبير ثم أخيه في مكة عبدالله ابن ذات النطاقين أسماء بنت أبي بكر وقصفه بالمنجنيق للكعبة المشرفة دون رحمة أو شفقة ..وللحجاج فضل كبير في امتداد دولة الإسلام إلى نواح شاسعة شرقا وغربا رغم سفكه لدماء كثيرة خاصة من أهل العراق وكان مخلصا لدولة بني أمية و تقويتها أيام الخليفة وبعده ابنه الوليد بن عبد الملك ومات مريضا في 95 هجرية بعد الهواجس التي انتابته اثر الدعوة عليه من قبل سعيد بن جبير قبل قتله و بأن لايسلط سيفه على احد غيره .. وللأسف فان التاريخ لا يتذكر إلا الأقوياء وان ظلموا وفسدوا وهاهو الحجاج محطم العظام يخلد فيه رغم سفكه لدماء عشرات الآلاف من المسلمين في سبيل سلطة وحكم بني أمية وهو احد الأسباب كما يذكر الذي جعل السفاح العباسي يقتل بني أمية بعد سقوط دولتهم انتقاما وبوحشية شديدة دون أي رحمة اوشفقة ...تحية من القلبإلى النوارس هناك في بحيراتها المتناثرة في كل طريق وهي تداوي كل تلك الجراح التي أثخنتها، التي لازالت تهوى وتعشق التحليق في سماء الفن و مازالت ترفض الفراق وتنتظر بشوق إلى الرحلة التي أعدت نفسها للسفر إلى ماخلف الأفق لعلها تجد لنفسها الراحة والسكون هناك ابعثها التحية وأوصلها بالمحبة . آخر الكلام لا يحْمل الحقْدَ مَنْ تَعْلو به الرّتَبولا ينال العلى من طبعه الغضبومن يكنْ عبد قوم لا يخالفهمْإذا جفوه ويسترضى إذا عتبواقدْ كنْت فيما مَضَى أَرْعَى جمَالَهمواليَوْمَ أَحْمي حمَاهمْ كلَّما نكبوالله دَرّ بَني عَبْس لَقَدْ نَسَلوامنَ الأكارم ما قد تنسل العربلئنْ يعيبوا سوادي فهوَ لي نسبيَوْمَ النّزَال إذا ما فَاتَني النَسبإن كنت تعلم يا نعمان أيّ فتىيَلْقى أخاك الَّذي قَد غرَّه العصَبفَتى يَخوض غمَارَ الحرْب مبْتَسماوَيَنْثَني وَسنَان الرمح مخْتَضبإن سل صارمه سالتَ مضاربهوأَشْرَقَ الجَوّ وانْشَقت لَه الحجبوالخَيْل تَشَْد لي أني أكَفْكفهَاوالطّعن مثل شرار النَّار يلتهب
|
فنون
عنتريات (3)
أخبار متعلقة