محطات ثقافية
قلت مراراً وتكراراً إن وجود الفرقة الموسيقية في المدارس والمعاهد والكليات والأندية الرياضية والثقافية وغيرها من الاتجاهات الاجتماعية والفعاليات الشبابية هو شرط أساسي وحاسم في تنمية وتوسيع وتطوير وعي الجماهير ذلك لان الموسيقى هي كما نعرف غذاء الروح وبوابة الالق الحضاري والفكري والإنساني واللغة الأجمل للولوج إلى واحات العصرية والتطور الثقافي الذي يلجم أي محاولات لتسلل ( الأفكار المتطرفة) والمتزمتة إلى مفاصل عقول الجماهير وخاصة عقول ( الشباب) ثروة الوطن وقادة الغد الأجمل. لكنني أبدو كذاك المسكين الذي يغني بجانب اصنج وقلبه أعمى.. كأن المؤسسات والهيئات والأجهزة الثقافية والتربوية يقودها مجموعة من الصم والبكم وجزء منهم طلاب دائمون في معهد النور للمكفوفين مع تقديري واحترامي الشديد لهذه الفئات التي أعطتنا عقولاً وفنانين ومبدعين هنا وهناك بينما مسؤولونا في المؤسسات الثقافية والتربوية لم نلمس منهم ذلك العطاء الثقافي الذي يتواكب والعصر الحالي. أين هذه المهرجانات منا يا وزير الثقافة المبجل؟ الأخ وزير الثقافة الدكتور عوبل .. سررت كثيراً حين منحت حقيبة الثقافة في حكومة الوفاق المباركة بإذن الله لكن يا عزيزي المحترم للأسف الشديد.. أقولها بصدق وبألم بالغ أن الحال بقي كما هو عليه لا جديد تحت الشمس فالمثقفون والفنانون والمبدعون محلك سر صامتون كالفراغ ورماد الهم والمصيبة .. أين الفعاليات الثقافية والفنية؟ أين الق الحياة الفكرية والإبداعية ؟ لماذا هي موسمية ومحنطة خاملة كدماء الهزيمة والسقوط والانكسار واضمحلال وأفول العواطف والحروق والكلمات والسنابل الباسمة.. بحق الله أين هذه المهرجانات والفعاليات الثقافية والإبداعية ؟ - مهرجان الأغنية اليمنية - مهرجان الرقص الشعبي - فعاليات مسرح الطفل والعرائس - الفعاليات الثقافية والفنية المدرسية - أسبوع الطالب الجامعي - الفعاليات والفرق الفنية التي كانت مرتبطة بنشاطات الأندية الرياضية والمؤسسات الحكومية وأجهزة الجيش والأمن والشرطة منها الفرق ( الراجلة) التي كانت تتحفنا بالأناشيد والروائع الفنية التي لا يزال صداها يتردد في أعماقنا ويملؤها بعبق الأحاسيس والمشاعر الوطنية الجليلة .. ؟ والى متى ستظل نعاني ونعاني من ويلات الفراغ وجحيم الخواء الفكري والثقافي؟ إننا نريد فعلاً ثقافياً يسد خواء العقول .