ثقافة الشباب في قفص الاتهام...
لقاءات / دفاع صالحتشكل الثقافة ركناً أساسياً من أركان شخصية الإنسان وهي إحدى معالم هويته الشخصية والعناصر المميزة له عن غيره..وفي عصر الانفتاح والتقارب الذي جعل العالم الأرضي كبلد واحد بات من المستحيل فيه إغلاق الأبواب على الأجيال الشابة سواء أكانت مثقفة أو غير مثقفة، فالفكر في هذا العصر منتشر كالهواء يحيط بالإنسان في كل مكان... وفي ظل ذلك تعددت منابع الثقافة وتنوعت واتخذت طرق مباشرة وغير مباشرة في أسلوبها الوافد..وثقافة الشباب اليوم متهمه من قبل العامة بأنها ثقافة هشة وسطحية وتعاني جفافا كبيراً.. فماذا يقول الشباب في الرد على ذلك الاتهام؟![c1] خير جليس في الزمان كتاب [/c]التقينا عدداً من الشباب الذين حدثونا عن أهم المصادر التي يستقون منها ثقافتهم ، وعن رأيهم في القول بأن ثقافة الشباب سطحية ، وكانت الحصيلة كالآتي :حدثنا أولا الشاب سالم علي أحمد الميسري فقال: « بالنسبة لي فأنا استقي جل ثقافتي من الكتب والمجلات والصحف والدوريات، حيث إني حريص على استقاء ثقافتي منها، فضلاً عن بعض الاستقاء من التكنولوجيا الحديثة « الانترنت» فالكتب هي أهم مادة استقي منها ثقافتي فضلاً عن المجلات والصحف والملاحق الثقافية والدوريات. أما بالنسبة للاتهام فأنا قد أكون مع الرأي القائل بأن ثقافة الشباب في العصر الحديث ثقافة سطحية ، لأن شباب اليوم، أي السواد الأعظم منهم ذهب إلى استقاء ثقافته من منابع غير أصيلة في استقاء الثقافة حيث كرسوا جل وقتهم في الجلوس على الانترنت الأمر الآخر إن معظم الشباب تركوا المنابع الصحيحة لاستقاء الثقافة وقعدوا في مجالس اللهو والمغريات التي ألهتهم عن تثقيف أنفسهم».بينما زميله الأخ ياسر المقطري يؤكد إن الاتهام لا يعدو كونه نسبياً لا ينطبق على الجميع.ويشير إلى أهم مصادر ثقافته بقوله :« مصادر ثقافتي متنوعة لكن عمادها الكتاب، وتأتي بعد ذلك الوسائل العصرية مثل الانترنت والندوات التي تديرها بعض الفضائيات ولا نبالغ إذا قلنا إنها ثقافة عميقة متجذرة تجذر الكتاب ومازال المتنبي عائشاً معنا في قوله:أعز مكان في الدنا سرج سابح وخير جليس في الزمان كتابفيما الأخت بشرى علي محمد سليمان تؤيد ذلك الاتهام بقولها:« من المؤكد إن ثقافة الشباب أصبحت سطحية جداً، وأصبح اهتمامهم البارز هو ما يحدث في الانترنت والفضائيات التلفزيونية وأجهزة الموبايل، وابتعدوا تماماً عن كثير من الوسائل التثقيفية الأخرى» [c1]مصادر حديثة للثقافة[/c]رأي آخر معارض تماماً وهو للأخت نسرين عبده سعيد صالح باحميد التي تؤكد إن ثقافة الشباب ليست سطحية أبدا وتضيف بأنه حتى لو لجأ الشباب إلى الوسائل الحديثة فهي تعتبر أيضاً مصادر مهمة للثقافة.أما الأخ علي غالب حين الصبيحي فيقول:» بالنسبة لمصادر ثقافتي فشيء بديهي إن الإنسان ينطلق من ثوابت معينة أولاً فأنا مسلم فالقرآن والسنة هما المنطلقان الرئيسيان وهذا لا يمنعني أن أوسع مداركي من كل ما أتاحه العلم والتقدم التكنولوجي والتقني المرئي والمسموع والمقروء مع ضرورة التوفيق بين الجانبين وكما يقال صاحب العقل النير يقرأ كل كتاب يقع بين يديه ويستطيع أن يميز الصالح من الطالح وهذا ينطبق أيضاً على القنوات الفضائية والانترنت والكمبيوتر وغيره مما يجري من تطور في عالم أصبح أشبه بالقرية الكونية مع ضرورة عدم التفريط أو جرح مشاعر الآخرين بتطبيق مل نراه أو نسمعه من أشياء لا تمت بصلة لعقيدتنا وتراثنا ومجتمعنا المصان بالأخلاق والدين» وأضاف:« أما بالنسبة للقول أن ثقافة الشباب أصبحت سطحية، فأا ربما مؤيد لهذا الرأي بنسبة 70 % لان الشيء الذي طغى وغلب شباب وفتيات هذا العصر هو الانجراف وراء آخر الموضات وصيحات اللباس وقصات الشعر وتناسوا ثوابت الدين والأخلاق التي تكمن في القرآن والسنة وكتب السيرة والتراث والتاريخ وأمهات الكتب وكتب السلف بما يحصن مجتمعنا من كل الآثار والنتائج السيئة التي ربما تأتي على حياة وأخلاق المجتمع».الأخت ملوك أحمد صالح بن الشيخ تقول: « القراءة المتنوعة هي أهم مصادر ثقافتي إضافة إلى الانترنت فهو يعد مصدر ثقافة ولكن من خلال الاستخدام الصحيح، لكن ما يؤسف له أن هذا الجيل لا يحسن استخدام المصادر ولذلك فهو لا يستفيد منها بالشكل المطلوب».[c1]الإنترنت بنك للمعلومات[/c]بينما يرى الشاب مجدي أحمد علي قاسم إن الانترنت هو بنك المعلومات الأول، فيقول:»أنا استمد ثقافتي من مصادر مختلفة ، فالشخص يستطيع أن يختار المفيد من أي مصدر سواء الكتب أو التلفاز أو الإذاعة أو أي وسلة أخرى. وأنا كوني طالباً في قسم الحاسوب فإن مجالي المفضل في الاطلاع هو الانترنت فأنا اعتمد عليه كثيراً كونه بنك المعلومات الأول». ويرى إن الشباب بحاجة إلى تشجيع ودعم من أجل تنويع مصادر ثقافتهم والتوسع في الاستفادة من التكنولوجيا بصورة مفيدة.الأخ عبدالفتاح اسماعيل الوصابي يقول:» أود أن أشير الى أن ثقافة الفرد بشكل عام هي البيئة وما يحيط بها من ظروف اجتماعية وغيرها من جهات متخصصة وإعلام ودور نشر وجامعات ومكتبات وغيرها.. وأنا شخصياً قد لا استطيع أن أحصر مصادر ثقافتي والتي بدأت تستقي ركائزها الأولى من الأسرة ثم المدرسة، ثم الجامعة ثم المكتبات العامة ووسائل الإعلام المختلفة، وثقافة الفرد تختلف باختلاف طبيعة المنطقة واختلاف رغباته وميوله فهناك شباب يعتمدون في تنمية ثقافاتهم على مصادر متعددة (صحف ومجلات وكتب وانترنت وغيرها) وهؤلاء هم من يتمتعون بالمقدرة على مخاطبة الواقع مخاطبة واعية، فالإنسان المثقف يعد موسوعة ثقافية لأسرته ومجتمعه» وهو يرى إن الاتهام لا ينطبق على كل الشباب، فيقول: « فهناك شباب قادر على تغيير الواقع بطموحاته ونظرته للمستقبل ، فيهتم بالماضي ويتطلع إلى المستقبل وهذا ناتج عن ثقافته الواعية التي استقاها من مجتمعه ومن مصادرها الأساسية، وهناك الفئة الأخرى من الشباب والذين تكون ثقافتهم سطحية فهم أولئك الذين لا يريدون البحث عن المعلومة الجيدة ويعتمدون على مصدر واحد فقط لثقافتهم».أما الشاب وجدان علي فهو يهتم - كما يقول - بمشاهدة البرامج العلمية ويعتبرها أهم مصادر التثقيف إضافة إلى الكتب والمجلات، ويرى ضرورة أن يهتم الشباب بتثقيف أنفسهم من مصادر الثقافة المختلفة المتاحة والهادفة.فيما ترى الأخت ابتسام ناصر سالم انه فعلاً أصبحت ثقافة الشباب سطحية وتؤكد إن الشباب الجامعي لا يسعى من أجل تثقيف نفسه بقدر ما يسعى من أجل الحصول على الشهادة . وترى ضرورة وجود أنشطة ثقافة مكثفة للاستفادة منها إلى جانب الوسائل المختلفة كالكتب والانترنت والتلفاز والإذاعة والمجلات والصحف.[c1]مرحلة ركود ثقافي[/c]الأخ صبري أحمد العلوي يقول:« أنا أرى إن الشباب فعلاً يعيش مرحلة من الركود والإعياء والرجوع إلى الخلف وارى إن سبب ذلك هو عدم الاهتمام بهذه الفئة العمرية التي تعد الدعامة ا لأساسية في تطوير ونهوض رأي شعب من الشعوب ، وأنا مع الاتهام القائل بأن ثقافة الشباب أصبحت سطحية، وارى أن أهم مصادر التثقيف هي المكتبات العامة ووسائل الإعلام المختلفة والاحتكاك المباشر مع الأدباء والمفكرين والكتاب والمتخصصين وكذا الاستفادة من الندوات المختلفة».الأخت ندى يسلم أشارت إلى إن الفضائيات وبرامجها السطحية هي المتسبب الأول في عزوف الشباب عن وسائل أخرى أكثر أهمية، مؤكدة أن الاستخدام السيئ للانترنت هو ما جعل الشباب أيضاً يفضلون الجانب الايجابي والمفيد للانترنت فهو سلاح ذو حدين.الأخ عادل راجح ضد التعميم في إن ثقافة الشباب ثقافة سطحية ويرى أن هناك الكثير من الشباب الذين لديهم ثقافة عميقة ويسعون دائماً للاطلاع على الجديد والمفيد.بينما ترى أمل محمد إن كل شيء في حياة الشباب أصبح سطحياً بما في ذلك الثقافة ، وتضيف قائلة :« أصبحت مقاهي الانترنت تتزاحم بالشباب ليس من أجل الاستفادة من هذه الوسيلة والاطلاع على ما هو مفيد، بل من أجل القضاء على وقت فراغهم القاتل بالتسليط واللهو والدردشات».[c1]بين (مع) و (ضد)[/c]ومابين (مع) و(ضد) الاتهام تبرز العديد من وجهات النظر ، والحديث عن ذلك له أبعاد مختلفة، فالثقافة أولاً وأخيراً هي مكونات وسلوكيات الفرد التي تتأثر بالبيئة المحيطة وبالمنابع الأولى التي تتشكل معها تلك الثقافة... لكن ربما إيقاع العصر السريع جعل فكرة الجفاف الثقافي للشباب عالقة في أذهان العامة.