سطور
كتب/ عبدالله محمد عقد الحديث عن الثقافة حديث عن الحياة كلها باتساعها وشمولها وتعددها، فهي الكون مكتوباً، والحياة مقروءة، ولقد فتح الله على الإنسانية في هذا العصر فتوحات علمية باهرة في أكثر من مجال وقفت من خلالها على كثير من أعاجيب الكون ومعجزات الخلق وأسرار الوجود، لتكون حجة من حجج الله على خلقه(سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق) والإسلام وكتابه القرآن هو أعظم كتاب حث الإنسانية لارتياد الآفاق والأعماق للوقوف على أسرارها وذخائرها وتسخيرها لخدمة الإنسان في كل متطلبات حياته، بل إن هذا الدين يعتبر العلم عبادة تهدي إلى الله وتوثق الصلة به والتعرف عليه سبحانه. إذن هذه الثقافة ستتعدد وتتنوع وتصبح ثقافات.. الثقافة الفكرية، الثقافة الفنية، الثقافة الأدبية، الثقافة الاجتماعية، الثقافة السياسية.. ولهذه الأنواع من الثقافات أساسيات مشتركة من منهج التعليم كالتعليم اللغوي والبياني والتعليم التاريخي والفلسفي والتعليم الفقهي، فهذه ليست أجناساً ولا أنواعاً وإنما هي أساسيات البنية الثقافية في كل عصر، قد تختلف أساسيات ثقافة اليوم باختلاف المناهج والتخصصات فيمكن أن تكون أساسيات الثقافة المعاصرة التخصص الاقتصادي أو الجغرافي أو السياسي فإذا انعدمت أو قلت غابت الثقافة وقل العلم ولاشك وفي بلدنا اليمن نجد معوقات كثيرة للوصل إلى القدر الكافي من هذه الثقافات المتنوعة إلا ماندر يمكن أن نجعلها في هذه النقاط : ـ ارتفاع نسبة الأمية في اليمن. ـ غلاء أسعار الكتب. ـ قلة المكتبات التي تقدم الكتب المتنوعة. ـ انعدام المكتبات في معظم مديريات الأرياف، بل لا تكاد تجد كشكاً للصحف. ـ ندرة المكتبات العامة المدعومة والمتنوعة. ـ عدم التفاعل مع تقنيات الثقافة الحديثة مثل “النت” بالشكل المطلوب إما لعدم وجودها في كثير من المديريات لانعدام الخدمة أو لغلاء الأجهزة أو للأمية. ـ بروز برامج ثقافية معينة في وسائل الإعلام المختلفة على حساب برامج ثقافية أخرى ذلك أن الإعلام توعية عامة وتوجيه سليم وتسلية عامة. ـ قلة الأنشطة الثقافية للأندية والمؤسسات الثقافية. ـ التكاليف الباهظة لطبع الكتب ونشرها وقلة المردود. ـ عدم الاهتمام بالمثقفين في كل الأطر الحياتية. وهناك معوق خطير جداً ينبغ من الذات إنه العزوف عن القراءة والمطالعة تحت حجج واهية مثل التججج بـ: لا توجد رغبة، قد تخرجت من الجامعة، لا يوجد وقت، قد توظفت ...الخ.. وتبقى العزيمة هي مربط الفرس... الجامعة لذلك سلباً أو إيجاباً وأمثلة ذلك كثير، لكن سأضرب مثالاً لعلمين من أعلام اليمن هما البردوني وبعكر رحمهما الله فمن المعلوم أنها ضريران عاشا بداية حياتهما عيشة كفاف واغتراب من أجل العلم والثقافة فوصلا إلى ما وصلا إليه في مجالات مختلفة شعراً ونقداً وتاريخاً ومتابعة الجديد الأجد، ولم يأت ذلك من فراغ فكم كانا يقرآن؟ يجيب البردوني عن ذلك بقوله: كنت أقرأ في الخمسينيات ثماني ساعات من التاسعة إلى الواحدة ظهراً، وبعدها من الخامسة إلى الثامنة أو التاسعة وكان بعكر يقرأ ويملي في هذا الحد وأيضاً وأحياناً أكثر ويبقى السؤال: كيف يمكن التغلب على تلك المعوقات؟