قصة أول مظاهرة طلابية أرعبت البدر.. يرويها حمود السعيدي لـ ( 14 اكتوبر ) :
حاوره: محمد محسن قائدلماذا خرج الطلاب في صنعاء للتظاهر ضد الإمام أحمد وكيف تحولت مطالبهم في إصلاح التعليم وإطلاق سراح زملائهم إلى شعارات تدعو إلى إسقاط الحكم الملكي الكهنوتي المستبد، «لا ملكية بعد اليوم، ثورة.. ثورة حتى النصر»؟. ولماذا تضامن بقية طلاب المدارس في صنعاء التي لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة مع طلبة مدرسة المعلمين، وكيف سارت المظاهرات لتقلق مضجع الإمام وتهز عرشه في ميدان التحرير وقصة اقتحام الطلبة المتظاهرين بستان الإمام والتوجه إلى الإذاعة ثم تغيير اتجاههم إلى شعوب؟ من هم القيادات الطلابية، ولماذا أراد البدر أن يتخلص منهم وكيف تم إرسال مجموعة الـ 24 إلى سجن نافع بحجة، ثم إلى سجن وشحة المعروف آنذاك بأن من يدخله لا يخرج منه حياً، والمجموعة الأخرى 12 طالباً إلى قلعة السنارة وعلى رأسهم علي محمد صلاح.. وقائع وأحداث ومواقف سجلها الطلاب من الرعيل الأول للمناضلين في صفحات ناصعة البياض من تاريخ الثورة التي طوت وإلى الأبد مرحلة مظلمة من حياة اليمنيين، وأذنت بميلاد عهد جديد يستعيد فيه أحفاد سبأ أحلامهم التي بددتها الأسفار.حول هذه الصفحة المشرقة من النضال الوطني والمساهمة الطلابية التي فتحت للحرية نافذة تبدد ظلام الجهل وظلم الطغاة أجرينا هذا اللقاء مع المناضل العميد حمود محمد السعيدي- أحد قيادات المسيرات الطلابية إبان ثورة 26 سبتمبر المجيدة ليتسنى للقارئ أن يستنبط منها الدروس والعبر التي يمكن الاستفادة منها اليوم لاستنهاض الحاضر والتوجه نحو المستقبل، فإلى نص اللقاء:* ممكن أن تحدثنا عن الوضع التعليمي في عهد الإمام؟ وما هي المواد التي كنتم تدرسونها؟** كانت المناهج في تلك الفترة بسيطة ومتواضعة ولا تفي بالغرض مثل التاريخ والجغرافيا والعربي، وكانت عبارة عن أولويات لتلك المواد وغير مجدية، وكان التركيز كله على الجانب النظري مثل القرآن، وكانت الإمكانات محدودة جداً فلا كتب وافية ولا مناهج متوسعة.[c1]مدرسة المعلمين[/c]* ما أسماء المدارس التي كنتم تتلقون فيها تعليمكم في صنعاء آنذاك؟** طبعاً كنا ندرس في مدرسة المعلمين تقع بجانب قصر السلاح، وكانت هناك العديد من المدارس الأخرى مثل المدرسة المتوسطة، والمدرسة العلمية، ودار رعاية الأيتام، والمدرسة الإصلاحية، والمدرسة الإعدادية.* كيف بدأت قصة انطلاق المظاهرات؟** كنت في تلك الفترة احد الطلاب في مدرسة المعلمين والى جانب الدراسة كنت اعمل كنائب لمدير المدرسة اصرف أعمال الطلاب في حالة غيابه وخصوصاً بعد الظهر والمساء لأنهم كانوا يختارون منا أشخاصاً ويسندون لنا المهام بغرض تسيير أمور الطلاب، لأن الكادر الإداري كان شبه معدوم آنذاك وما علينا إلا أن نعتمد على أنفسنا وطبعاً كانوا يأخذون أكبر الطلاب وأرجحهم عقلاً.* كيف كانت أوضاعكم المعيشية والسكنية والصحية في المدرسة آنذاك؟** كانت الأوضاع سيئة فلا دواء ولا تطبيب والسكن كان غير صحي، وأما بالنسبة للمعيشة فقد كانت (مش ولابد) المهم كانوا يوفرون لنا الأكل والشرب فقط، أما بالنسبة للملابس فقد كان كل واحد يعتمد على أسرته في توفير ملابسه هذا بالنسبة للطلاب الساكنين في المدرسة، أما الباقون والمؤهلون خارج المدرسة فلم يكن يصرف لهم أي شيء، بالإضافة إلى صرف ريالين لكل واحد من الطلاب الساكنين فقط.[c1]كنت أنا المحرض[/c]* متى خرجت المظاهرات الطلابية، وما هي المطالب التي طالبتم بها؟** بالنسبة لوقوع تلك المظاهرات فقد حدثت قبل انطلاق ثورة 26 سبتمبر بثلاثة أشهر أي في 27 /6 /1962م، وكانت قريبة من تاريخ تفجير الثورة ونجاحها.. أما بالنسبة للمطالب التي كنا نطالب بها فهي مطالب حقوقية لصالح الطلاب والمطالبة بتوسعة المناهج حيث كانت محدودة ومحصورة وكان أهم وأكبر تلك المطالب ما حدث قبل انطلاق المظاهرات بأسبوع أو أكثر في مدرستنا خاصة وهي كانت الأساس لانطلاق تلك المجاميع الطلابية في توحيد كلمتهم، وبالنسبة لمطالب الطلاب طبعاً في البداية سبق أن تم حبس سبعة من زملائنا الطلاب من مدرسة المعلمين بسبب مشاكل حدثت بينهم وبين مدير المدرسة آنذاك وغيرها، وكان يعتبر الاختلاف مع المدير في أي مشكلة هو بمثابة الاختلاف مع حكم الإمام نفسه.. طبعاً بحكم عملي كنائب للمدير ومسؤول عن زملائي فقد قمت بالمطالبة بإطلاق زملائنا إلا أن مدير المدرسة لم يعمل أي شيء.. وعندما حاولنا وكررنا المطالبة بإطلاق سراحهم رفض الإمام البدر إطلاق سراحهم، وفي ذات اليوم وأثناء قيامنا بالخروج بالطلبة من اجل تنفيذ حصة اللياقة والتمرينات الرياضية كالمعتاد اليومي وعندما انتهينا من التدريبات الرياضية المقررة خارج المدرسة اتفقت مع الطلبة والمشرفين من زملائي الطلاب وقلت لهم: «عندما نصل إلى المدرسة أنا سوف اطلب منكم أن تدخلوا إلى الفصول بحكم عملي كمشرف عليكم وانتم ارفضوا ذلك بحجة إطلاق زملائنا أي الإضراب حتى نضيق الخناق عليهم لإطلاق زملائنا لأنه ليس هناك ما يستدعي حبسهم طوال تلك الفترة، وبينت لهم أن لو عرفوا في الإدارة إني أنا المحرض للطلبة فإنهم سوف يأخذوني للحبس ونضيع أنا والزملاء وتفشل الخطة، ثم فهمتهم بذلك فأبدوا استعدادهم لذلك وقمت بتحليفهم على ذلك فحلفوا جميعاً، وعندما رجعنا ذهبت أنا لأطالب بإطلاق الزملاء بعد أن طلبت منهم دخول الفصول فرفضوا وظلوا مضربين طوال الوقت حتى الليل.الحقيقة أننا نجحنا في تلك الوقفة وقام مدير المدرسة بالذهاب إلى محمد اليريمي مدير مكتب التربية في وزارة المعارف الموجودة في التحرير وأقنعهم بان الطلاب مضربون عن الدراسة ولم يرجع إلا وقد أطلق السبعة الطلاب وعادوا معه.. وعندها كانت فرحة كبيرة خصوصاً أننا نفذنا الخطة بدون أن يعرف احد السر وهذا الموقف زادنا إصرارا على أن الحق يجب أن يؤخذ بالقوة ومن تلك اللحظة استطعنا الضغط على أعوان الإمام منهم ابنه البدر الذي كان يحكم في صنعاء لأنه كان مريضاً وطريح الفراش في تعز.[c1]من أجل السرية[/c]* ما الذي حدث بعد إخراج الطلاب السبعة من السجن؟** عندما علم الزملاء في بقية المدارس إننا نجحنا بإطلاق زملائنا جاؤوا إلينا كي يستفسروا عن الطريقة التي اتخذناها، وكيف تم نجاحنا فيها ومن ذلك كنا نعقد اجتماعات سرية بين جميع المدارس بحيث يحضر من كل مدرسة حوالي من 4 - 5 طلاب بحيث نتفق على كل شيء، وفي اليوم التالي يوضحون لبقية الطلبة ما هي الخطة والإجراءات التي اتفقنا عليها شرط أننا لم نكن نكلم الطلبة الساكنين خارج المدرسة من اجل السرية.[c1]مطالب ألهبت صدورنا[/c]* ما هي التطلعات والطموحات التي كنتم تحلمون بتحقيقها وانتم في المدرسة؟** من خلال الاجتماعات السرية كنا نطمح لتحقيق كيان شبابي يكون قادراً على شق الطريق، ثم تطورت تلك الاجتماعات السرية إلى إظهار المطالب الحقوقية التي كنا في البداية نسعى إلى تحقيقها وكان أهم تلك المطالب تحسين ظروف المعيشة من سكن وأكل وشرب وملبس، أيضا كنا نطالب بتوسعة المناهج الدراسية، حيث كانت محصورة على معلومات أولية مثلاً الرياضيات ما فيش فيها غير الجمع والطرح والضرب والقسمة، غير ذلك ما فيش، وكذا التاريخ والجغرافيا وكان التركيز في تلك الفترة على القرآن بالدرجة الأولى أما المواد الأخرى فكانت ثانوية.وأما المطلب الأهم فهو مطالبة جميع الطلاب بإطلاق سراح زملائنا الطلاب من جميع المدارس وانتهاء الأمر بالاتفاق على خروج جميع المدارس إلى ميدان شرارة والمطالبة بتحقيق تلك المطالب وخصوصاً المطالبة بإطلاق زملائنا التي ألهبت صدورنا وشجعتنا على كسر حاجز الخوف من الإمام وأعوانه خصوصاً وقد نجحنا في إطلاق زملائنا في مدرستنا.[c1]ميدان شرارة[/c]* أين كانت نقطة تجمع الطلاب والمسارات التي اتخذتها المظاهرات؟** اتفقنا مع جميع المدارس من خلال لجان التنسيق الطلابية والاتفاق السري بيننا بان تكون نقطة تجمعنا في ميدان شرارة (ميدان التحرير) بحكم قربها من قصر الإمام وكنا في البداية قد توجهنا صوب سوق الملح بحكم أن جميع الطلاب لم يكونوا قد وصلوا جميعاً ثم تحركنا باتجاه بستان الإمام بجوار المدرسة المتوسطة في التحرير وهجمنا عليه ثم اقتحمنا وزارة المعارف حتى أن الأخ مدير مكتب التربية آنذاك محمد اليريمي كان قد اختبأ تحت المكتب الخشبي ثم توجهنا باتجاه الإذاعة لاقتحامها إلا أن الحرس الملكي قام بإطلاق النار علينا فلم نستطع الدخول إليها ثم توجهنا إلى شعوب وقمنا بالتوقف هناك ورفضنا التحرك إلى المدارس حتى تتحقق مطالبنا كلها وكان ذلك في وقت الظهر وعندها جاءوا لنا بالغداء من جميع المدارس إلى منطقة شعوب وعندما بدأنا بتناول الغداء لاحظنا وصول بعض المصفحات والجنود فقمنا نحن كبار الطلاب بالوقوف في الصفوف الأمامية للمظاهرة كدروع بشرية للمحافظة على بقية الطلاب.وعند وصولهم إلى عندنا قالوا لنا جاءت لنا أوامر من الإمام بأن تقوموا بالعودة كل واحد إلى مدرسته وأنهم سوف يحلون كل تلك المشاكل وقاموا يأمرون الطلاب بالصعود على تلك القلابات. وعندها شعرنا أن في الأمر لعبة وتدبير خدعة ضدنا، عندها ما كان منا الطلاب الكبار إلا أن قمنا بجلب العصي من الأشجار وضرب الطلاب ومنعهم من الصعود ثم اتفقنا على التوجه جميعاً إلى مدرسة واحدة وحددنا التوجه إلى المدرسة المتوسطة في التحرير مرة أخرى وعند وصولنا إلى التحرير إذا بالحرس الملكي يقوم بقطع ذلك الشارع الذي يؤدي إلى دار البشائر في الميدان نفسه.أمرونا بالتوجه إلى المدارس فرفضنا ذلك وحدثت مشادة كلامية بين قائد الحرس والحرس الملكي وبين الطلاب، وعندما عرفنا أنهم قد أحكموا تطويقنا عندها استخدمنا أسلوب استفزازهم وحرق أعصابهم فقد كان علم المملكة المتوكلية اليمنية موجودا مع بعض الطلاب وكان يحمله آنذاك محمد المقبلي، فما كان منا إلا أن قمنا بتمزيق علم الإمام وعندها غضب الحرس الملكي ولم يتمالكوا أنفسهم اتجاه تقطيع العلم، وقام أمير الجيش أبو طالب بإصدار أوامره بأخذنا جميعاً إلى سجن الرادع حيث ظللنا هناك لأكثر من أسبوع وكان يصل عددنا آنذاك من أربعمائة إلى خمسمائة طالب.[c1]الزخم الثوري[/c]* ماهي الشعارات التي كنتم ترددونها في تلك المظاهرة الطلابية؟ وكيف تفاعل رجل الشارع مع تلك الشعارات، وما الأثر الذي أحدثته؟** نعم تخللت تلك المظاهرة العديد من الشعارات التي كانت في بدايتها شعارات مطالب حقوقية وإصلاحات لكن بعد تأكدنا أنهم لم يلبوا مطالبنا خصوصاً بعد هجومنا على بستان الإمام وضرب النار علينا من قبل الحرس الملكي للإذاعة قمنا بترديد الشعارات الثورية مثل (لا ملكية بعد اليوم)، (لا رجعية بعد اليوم) (يعيش الرئيس عبدالناصر)، (ثورة ثورة حتى النصر)، مرددين أغنية (ثواراً ثواراً ثواراً ثوارا) وهناك العديد من الشعارات الأخرى التي كانت تميل إلى الزخم الثوري والمطالبة بالتحرر الثوري من عقلية الإمامة وجهلها وكنا نجعل من الزعيم جمال عبدالناصر مثابة الزعيم المتحرر من قيود الماضي.طبعاً كان لتلك الشعارات صداها الكبير حيث أثرت على جميع المواطنين حتى أن العدد الكبير منهم رافقونا في تلك المظاهرة ونادوا بتلك الشعارات معنا وكان هناك العديد من الثوار ساندونا بالمظاهرة ومدوا معنا وبشكل سري فقد كانوا يعتبروننا مثل أولادهم بذلك استطعنا أن نكسب تعاطف الشارع معنا كذلك قمنا برفع صور الزعيم جمال عبدالناصر وأتذكر أن الأخ عبدالله حمران هو من كان يوزع صور جمال عبدالناصر، حيث كان هو ضمن الثوار الأحرار.[c1]أكبر مما يتصورون[/c]* كيف تعامل الحكم الامامي البائد مع الاحتجاجات الطلابية؟** بعد ما تم تطويقنا في ميدان شرارة أمر أمير الجيش أبو طالب بضرورة القبض علينا جميعاً وإرسالنا إلى سجن الرادع وتم حبسنا في البداية لمدة أسبوع جمعياً وبعد أسبوع جاء إلينا أمير الجيش أبو طالب وقال لنا إن الإمام البدر قد وصل إلى صنعاء وسوف يحل لنا جميع مشاكلنا وعندما خرجنا إليهم لم نجد غير أمير الجيش أبو طالب الذي أفادنا بأنه مرسل من الإمام البدر وسيحل لنا كل مشاكلنا وطلب بأن نخرج له 24 طالباً من غيرنا نحن المحرضين الذين وصل عددنا إلى 24 طالباً أيضا وقال نريد إخراج 24 طالباً من بين أوساطكم بشرط أن يطالبوا بالمطالب نفسها التي طالبتهم بها، فهذا سيكون لصالحكم وان طالبوا بغيرها فهذا ليس بصالحهم وعندها وبعد التحقيق معهم وجدها نفس مطالبنا ووجد أن المطالب واحدة وعرف أن الأمر أكبر مما يتصورون وأن هناك خططـا مسبقة قمنا بها وهي توحيد الكلمة عند الصغير والكبير وتوحيد المطلب وعندما سمعوا مطالبهم عرفوا أنها نفس مطالب المشرفين عليهم الـ 24 طالباً الذين كنا ضمن اللجان المختصة في تسيير أمور الطلبة.وكان من ضمن الطلبة الذين خرجوا ال42 طالباً واللواء على محمد صلاح نائب رئيس الأركان حالياً وأثناء أخذ أقوال زملائنا الطلاب طلبوا منا نحن المشرفين بأن نخرج إلى باحة السجن وعندها رأينا العديد من (الجواني) مملوءة بالقيود والحراسة المشددة على السجن.[c1]تحريض السائقين[/c]* ما الذي عملوه معكم بعد ذلك؟** قاموا بتقييدنا أولا نحن المشرفين الـ 24 مشرفاً وبعدها قيدوا الـ 42 المحرضين الآخرين ثم قاموا بصف العسكر من أمام سجن الرادع وبشكل صفين متوازيين وجعلونا نمر في الوسط حتى وصلنا إلى غرب سور صنعاء القديمة حيث كان فيه هناك غرف للعسكر وضعونا هناك وعندها كانوا يفرجون عن الطلاب صغار السن على أن يذهبوا ويذهب إلى منازلهم أو المدرسة والطالب الكبير يطوقون رجليه بقيد في تلك الغرف أي استخدموا أسلوب تفريق جمعنا.وفي صباح ذلك اليوم قاموا بتوصيلنا إلى أمام قصر البدر وتركونا لأكثر من أربع ساعات واقفين وسط الشمس وعندها اصدر الإمام أوامره بنقلنا إلى سجن نافع في حجة بشرط أن يمروا بنا من طريق عمران وعندما رفض السائقون تلك الطريق وطالبوا بالمشي من طريق الحديدة قال الإمام قولته (قولوا للسواقين يمرون من طريق عمران وليس عليهم أي خطاب) بمعنى إذا حدث لهم مكروه مثل انقلاب أو انزلاق أو أي مكروه فليس عليهم أي ذنب وهو كان بائعاً للطلبة والسائقين، والعسكر، وكان يتمنى أن يموتوا قبل أن يصلوا إلى سجن حجة لأنه شعر أنهم قد هزوا عرشه وأضاعوا هيبته وقللوا من شأنه واحترامه.[c1]من المشاركين[/c]* من تذكر من أسماء زملائك الـ 24 طالباً الذين حكم عليهم بالسجن في سجن وشحة؟** نعم.. ما زلت أذكر أسماءهم وأذكر تلك المعاناة ومع زملائي في تلك المحنة هم الآن يحملون مناصب ورتباً عسكرية كبيرة وهم: عميد محمد حسن مفرح، والعميد راجح محمد المالكي، والعميد محمد محمد المقبلي، والعميد يحيى محمد الغفاري، والعميد أحمد الآنسي، والعميد عبدالكريم الآنسي، والعميد أحمد السنحاني، والعميد محمد قائد بركات، والعميد محمد حيدرة، والعميد محمد لقمان، والعميد علي يحيى عبدالمغني، والعميد محمد اليناعي، والمدنيون هم: علي البقاهي، أحمد الحجري، أحمد السمان، محمد أحمد عامر، حسين السفرجل، حزام الأشول، حزام باكر، أحمد علي الضاعني، محمد صويلح، ردمان الشبامي، أحمد علي العلفي.[c1]من الرادع إلى سجن وشحة «سجن السنارة[/c]* كيف تصفون الرحلة والمواقف المؤثرة التي عايشتموها بعد صدور أمر الإمام بنقلكم من سجن الرادع بصنعاء إلى قلعة نافع في حجة ومن ثم إلى سجن وشحة في عبس؟** بعد أن قيدنا وتأكدوا بأننا نحن من حرض ودفع الطلاب للمظاهرة، حيث استقر عددنا بالنهاية على أربعة وعشرين طالباً وتركوا البقية يعودون إلى مدارسهم والى بيوتهم إضافة إلى حبس الـ 24 الذين خرجوا يؤكدون المطالب التي طالبنا بها سابقاً، فقد قام الإمام بإرسال 12 طالباً منهم إلى سجن السنارة في صعدة وعلى رأسهم اللواء الركن علي محمد صلاح نائب رئيس الأركان والإخوة هم: عبدالوهاب الغابري، ومحمد محمد الكبسي، وأحمد علي المزنطي، وعبدالله المؤيد، واحمد محمد المتوكل، وعبدالملك الطيب، وحسين محمد الشبامي، محمد الجوبي، وحسين احمد الكبسي، وصالح احمد المطري، وعبدالله حمود الأشول.[c1]مصيرنا واحد[/c]وكما ذكرت لك سابقاً فأول المعاناة هي أن الإمام أصر على مرورنا من طريق عمران - كحلان عفار بغرض التخلص منا نتيجة صعوبة ووعورة الطريق آنذاك إلا أن الموت ليس بيد أحد وعندما رفض السائقون وطلبوا طريق- الحديدة قال: قولوا للسائقين يمشون طريق عمران وليس عليهم أي خطاب، وأثناء وصولنا كحلان عفار وجدنا العساكر يتركون عندنا السلاح وينزلون لإصلاح الطريق.. لإيقانهم أن مصيرنا أصبح واحداً وهو مواجهة الانزلاق الجماعي لنا وللعسكر والسواقين، وعندما وصلنا حجة وبالتحديد سجن نافع إذا برجل يصيح ويستنكر هؤلاء ذي قاموا ضد الإمام حامي الإسلام والعباد وكان مكشوف الظهر والصدر غير مقطب يستر عورته، فصاح به الأخ صالح المالكي أحد زملائنا، إحنا عملنا ثورتنا هذه من أجل يتغطى ظهرك، فضحكنا جميعاً رغم الإرهاق والألم الذي كان يصاحبنا.وعندما أدخلونا إلى السجن وجدنا العديد من السجناء السياسيين والثوار الأحرار وعلى رأسهم اللواء عبدالله المقبلي -الله يرحمه-، واللواء علي سيف الخولاني واللواء هاشم الحوثي، حيث كانوا ضمن المسجونين في تلك القلعة وقال قولته المشهورة: إذا افتتحت السجون فقد قرب الفرج»، وقد تواجدنا في تلك الليلة مع عدد من السجناء الأحرار وبتـنا طوال تلك الليلة نخطط ونفكر كيف نعمل على نجاح الثورة بأقل قدر من الدماء وما هي الطرق الصحيحة لتوعية الشعب وخصوصاً الحرس الملكي والعكفة وجيش الإمام وإقناعهم أن هذا النظام نظام بائد لا يمكن أن يسمح بتطور اليمن وتقدمه طالما ظل موجوداً وما هي الطرق الاكثر نضوجاً لتوعية الشعب.المدهش أنه في نفس الليلة التي وصلنا فيها حجة بعد السفر يومين إلى حجة من صنعاء نتفاجأ ببرقية من الإمام موجهة إلى عامله في حجة مفادها إذا وصلوا الضيوف فعليكم بإرسالهم إلى قلعة وشحة حالاً ودون تأخير.والغريب أن السواقين رفضوا رفضاً قاطعاً توصيلنا إلى قلعة وشحة مما استوجب إدخالهم السجن في حجة بحجة رفضهم أوامر الإمام.قاموا في الصباح وجهزوا لنا قلاباً كبيراً يسمى أبو شنب، والغريب أننا كلما مررنا على ناس في الطريق ونسألهم عن مصير المساجين الذين ينقلونهم إلى قلعة وشحة .. هل يرجعون منها فكانوا يقولون ولا يرجع واحد.. هذا كان جواب من وجدناه على الطريق، فكنا حينها نثق بأن مصيرنا هو الموت وبدون شك.[c1]أفطس الأنف[/c] الظريف في رحلتنا إلى وشحة هو عندما وصلنا إلى حرض واستقبلنا عامل حرض - كان أصله من بيت النعمان- وكان رجلاً خلوقاً ودوداً ومحترماً وكريماً، فقد قام بإكرامنا وضيافتنا على أكمل وجه، فاطمأنينا إليه وإلى خلقه.غير أن الذي كان يقض مضاجعنا ويزيد من وحشتنا هو مرافقه الشخصي ذلك العبد الأسود أفطس الأنف عريان الظهر والصدر يتقلد سيفاً على خاصرته وكان يحوم حولنا ويتفرس وجوهنا حتى أننا شككنا في الأمر واعتبرنا أن كرم العامل النعمان إنما هو بمثابة تبرئة لذمته، بحيث لا نموت جائعين أو عاطشين وكلما حام حولنا تذكرنا سياف الإمام وهو يجندر رؤوس الثوار في ثورة 48 وغيرها.صادف تخميننا موقف آخر بأنه سياف الإمام أثناء خروجنا من مدينة حرض وتوجهنا إلى قلعة وشحة بمسافة خمسين كيلو متراً.. أوصلونا إلى مكان وكان يرافقنا ذلك العبد الأسود وأوقفونا ثم طلبوا منا النزول.. عندها أيقنا بأن الموت حق على كل رقبة وصدقنا المقولة أنه من ذهب إلى سجن وشحة لا يرجع أبداً.فقام كل واحد منا بنطق الشهادة في سره وأيقنا أن ذلك هو آخر يوم في حياتنا وهم يلحون علينا بالنزول، فكان كل واحد يقول لزميله انزل أنت قال: انزل أنت إلا أن الغرض منه هو تقديم وجبة الصبوح لنا. أخيراً هناك موقف مؤثر عند وصولنا أسفل قلعة وشحة كان هناك نقيل طويل ومتعرج وصعب المرور والصعود، فقاموا بجلب الحمير لنقلنا فلم نفلح في الصعود عليها بسبب القيود مما استوجب صعودنا لأكثر من ثمان ساعات.[c1]كسر شوكة الإمام[/c]* بصراحة كيف كانت مشاعركم وانتم مكبلون بالأغلال لحظة وصولكم قلعة وشحة؟ وما هو النشيد الذي رددتموه لحظة دخولكم القلعة؟** أنت طلبت الصراحة لقد ازددنا فخراً وعزاً خصوصاً ونحن من أضعف هيبة الإمام وكسر شكيمته ونحن لا زلنا طلابـا وأعمارنا ما زالت صغيرة غير أن الذي رفع معنوياتنا إلى عنان السماء هي تلك الأناشيد الثورية التي قمنا بترديدها جميعاً وفي صوت واحد وبأرفع الأصوات حتى أوجدنا حالة استنفار داخل القلعة وخارجها. وأتذكر بعض المقاطع التي تقول في مطلعها:[c1]زمجري بالنار يا أرض الجنوبوألهبي بالحقد حبات القلوبواقذفي بالحقد دخاناً ولهيبزمجري للثأر يا أرض الجنوبوأركبي الموت إلى المجد السليبزمجري واثأري يا أرض جدي وأبيوأثأري وعصفي بالغاصب المستعمرواملئي الروع دماً وجراحإنما المجد نضال وسلامولك النصر وللعزم النجاحأطلقيها ثورة كاللهبأطلقي واعصفي بالغاصب المستعمرهذه ارضي وارضي أبداوأنا من صوتها الحد الصدىوهي في صوتي هتافاً ونداسوف اشفي جرحها يوم الفدى[/c]والذي زاد من رفع معنوياتنا داخل القلعة هو العديد من السجناء الثوار الأحرار وعلى رأسهم العميد حسين المقبلي، محمد رفعت، عبدالعزيز حمدي، داخل القلعة حيث كانوا ضمن المساجين من الثوار الأحرار وكان سجن «وشحة» يعد بمثابة المنفى وكان مدير السجن آنذاك يمارس سياسة الإرهاب والحرب النفسية بحيث كان كل أربعة أيام أو أسبوع يقول لنا غداً سوف نعدم أربعة أو خمسة بغرض إرهابنا وتخويفنا وهكذا طوال فترة حبسنا في قلعة وشحة.[c1]الإمام أمر بإعدامنا[/c]* كم فترة الحبس التي قضيتها مع زملائك الطلاب في قلعة وشحة وكيف عرفتم بنجاح الثورة؟** يبدو أن الإمام كان ينوي إعدامنا في يوم عيد الناصر المصادف بعد أسبوع من نجاح ثورة 26 سبتمبر أي لو تأخرنا أكثر من ذلك أسبوعـا ولم تنجح الثورة فإنه كان قد اصدر مرسوماً ملكياً في - قطعة ورق بحجم راحة اليد - ومكتوبة بالخط الأحمر ممهورة بموافقته على إعدامنا مع بقية الثوار الأحرار غير أن ثوار 26سبتمبر أكيد كان عندهم معلومات بأمر الإعدام فقاموا بالتعجيل بتفجير الثورة.أما بالنسبة للفترة في الحبس فقد قضينا فترة ثلاثة أشهر من لحظة إطلاق شرارة المظاهرة الطلابية في 27 /6 /1962 وتم خروجنا من السجن في 27 سبتمبر بعد الثورة بيوم واحد.[c1]حلم نسمات الثورة[/c]مع العلم بأني كنت قد حلمت قبل انطلاق الثورة السبتمبرية بأسبوع بأن هناك دخانـا يتصاعد من وسط صنعاء ويتجه في جميع الاتجاهات وكلمت آنذاك الأخ حسين المقدمي الذي استبشر خيراً واعتبرها نيران الثوار ضد الإمام وفسرت تلك الدخان بأنها نسمات الثورة وانتشارها في جميع مناطق اليمن غير أن بعض الزملاء لم يعبروها ولم يقرؤوا مفهومها واعتبروا الأمر مجرد ضحك، ولم يعبروا تلك الرؤية إلا بعد أسبوع أثناء تلقينا خبر نجاح الثورة.* كيف تلقيتم خبر إعلان الثورة وكيف تم إطلاقكم؟** لقد وصل الخبر إلينا في الصباح من قبل النقيب حسين المقدمي الذي كان معه راديو وقد سمع الخبر من إذاعة صنعاء صباحاً، فجاء وبشرنا وعندها لم نتمالك أنفسنا بل أقولها لك لقد بكينا من الفرح جميعاً وأحسيسنا بلذة النصر والتحرر في نفس اليوم الأول للثورة وصلت برقية من المشير عبدالله السلال مفادها بان يتم إطلاق جميع السجناء والمعتقلين من الطلاب والضباط الأحرار على خلفية وقوفهم ضد حكم الإمام غير أن عامل «وشحة» رفض رفضاً قاطعاً إطلاقنا وظل يطالب بضرورة أمر من مولاه الإمام احمد غير معترف بشرعية السلال والجمهورية ما جعل حراس السجن يتخلون عن وقوفهم معه فقاموا ودبروا لنا العديد من أدوات المبارد الخاصة بقطع الحديد وظللنا طوال الليل نبرد القيود حتى كسرناها جميعاً وكسرنا الأبواب وتركنا القلعة نازلين طرقها المتعجرفة ولوحظ آنذاك أننا أصبحنا في وضع صحي سيئ حيث لم نكن نستطيع المشي بسهولة بسبب حصول حالة تصلب في الركب والمفاصل بسبب مكوثنا ثلاثة أشهر بدون حركة للأرجل.[c1]الطلاب يحملون قلماً ودفتراً[/c]* هل أنصف التاريخ بعد الثورة الحركة الطلابية ودورها في إنجاح الثورة؟** المفروض أن يعترف الثوار الأحرار أنفسهم بدور حركة الطلاب وكيف استطاعوا أن يهزوا شوارع صنعاء تلك الأيام بالشعارات الثورية والمنددة بحكم وجبروت الإمام دعوتهم إلى ضرورة التحرر من الاستبداد والحكم الجائر الذي لا يخدم الوطن وإنما يخدم مصالحه على حساب شعبه المتهالك معيشياً وصحياً وثقافياً واقتصادياً وسياسياً.فجميع الثوار يعرفون شجاعة الطلاب وحركتهم وكيف كسروا حاجز الخوف لدى الشعب ففي ذلك اليوم أنضم العديد من المواطنين تلبية لتلك المظاهرة وهم أكيد ما زالوا يذكرون كيف كان يتم التنسيق بين الطلاب والثوار.كما أن الطلاب أنفسهم واجهوا مصير الموت والتعذيب والسجن وتحمل المعانات على طول فترة حكم الإمام أحمد وأعوانه وكيف كانوا مشاعل نور تضيء للآخرين ولا شك أن الرعيل الأول من طلاب المدارس خلال تلك الفترة قد افنوا أعمارهم في خدمة هذا الوطن.أعتقد أن الفارق في تلك المرحلة يتمثل بان الطلاب كانوا يحملون قلما ودفترا لتنوير وتثقيف أبناء الشعب بينما يتمثل الجانب الآخر بقيادتهم للثورة وطرد النظام الإمامي والحفاظ على النظام الجمهوري وسيادة الوطن وأمنه واستقراره.وبعد الثورة البعض منا التحقوا بالسلك العسكري وأصبح عميداً والبعض واصل في السلك المدني غير أن معظمهم مازالوا مهضومين في الحقوق والمستحقات رغم ما قدموه من تضحيات ومواقف مشرفة في حياتهم النضالية فقد خدموا الوطن وحافظوا على سيادته وأمنه واستقراره إلا أنهم لم يأخذوا حقهم بالشكل المطلوب.[c1]الاجتماع مع الزبيري[/c]* أثناء خروجكم جميعاً من قلعة وشحة إلى أين اتجهتم؟** إلى الحديدة وتم استقبالنا من قبل طلاب الحديدة وتم تكريمنا بعمل حفلة خاصة وفي الليلة نفسها لم تكتمل تلك الحفلة بسبب البرقية التي وصلت من المشير السلال لتستعجل بوصولنا إلى صنعاء في تلك الليلة.طبعاً المشير السلال رحمة الله عليه كان على اطلاع ومتابعة لنا منذ اعتقالنا حتى حبسنا في وشحة وهو يقدر قيمة المتعلمين والمثقفين ويعد بان دورنا سيكون كبيراً في نقل ثقافة وأفكار الثورة إلى جميع مناطق وقرى اليمن وهذا ما حدث فعلاً فبعد وصولنا إلى صنعاء وجدناه يخطب بالجماهير في العرضي فوق مصفحة مع المرحوم الزبيري وعندها وجه باجتماعنا مع الزبيري بعد أن قال لنا يجب أن تعرفوا أن الإمام كان قد عقد العزم على إعدامكم جميعاً أنتم والثوار الأحرار لذلك تم التعجيل بقيام الثورة حتى لا تكبر محنة الشعب كان هناك نسخة من أمر الإعدام لم نتمكن من حفظها وبعد اجتماعنا بالمرحوم طالبنا بانضمامنا إلى الثوار الأحرار غير أنه أجاب أن دوركم اكبر من دور القتال ومتابعة بقايا الحكم الامامي فانتم طلاب متعلمون وتحملون فكراً وتنويراً وثقافة وما عليكم إلا أن يتوجه كل واحد منكم إلى منطقته ويقوم بدعوة الناس إلى الالتفاف حول الثورة والدفاع عنها والتعاون ضد الملكيين. وقام بدعمنا بالمصروف الجيبي لتسهيل تحركنا وأعطى كل واحد منا عشرين ريالا فرنسيـا.[c1]التغيير مطلوب[/c]* بحكم أنكم كنتم شبابـا وطلابـا وقمتم بإطلاق أول مظاهرة ضد الظلم والطغيان ما الذي تودون قوله لشباب اليوم؟** لا شك أن التغيير سنة من سنن الخالق والتغيير ضروري في أي شيء حتى في حياتك الشخصية ومن المعروف أن الشخص الذي يحب بلده ويحترمها ويحترم شعبه ويعمل على تطوره وتقدمه ويحاول أن يجعل بلده أفضل من أي بلد آخر وبالتأكيد سيكون له الفضل الكبير في ذلك أما الشخص الذي يفكر ويرعى مصالحه الشخصية أكيد أنه سوف يخسر شعبه وعمله ومنصبه ولا شك بأنه قد يكون أشبه بالعميل الذي يخدم دولة أخرى.[c1]نصيحتي للشباب[/c]* ما هي الدروس والعبر التي تقدمونها للأجيال الصاعدة؟** أرجو من شبابنا أن يكونوا حريصين على تحصيلهم العلمي من اجل أن يخدموا أنفسهم أولا ووطنهم ثانياً.كما اطلب منهم أن يحافظوا على وطنهم وسيادته وأمنه واستقراره وأن يتحلوا بالوطنية لان كرامة وطننا هي من كرامتنا وأمنه من أمننا واستقرار الوطن من استقرارنا ونعتبر أية اهانة للوطن هي اهانة لنا جميعاً.كما اطلب منهم أن يحافظوا على ثورتهم الشبابية التي شهد لها العالم بالنزاهة وأن يكونوا سنداً وعوناً للقيادة السياسية وان لا يجعلوا لليأس مكانـا في قلوبهم وان يصمدوا ويستبشروا خيراً لان بعد العسر يسرا، وآمل في هذا الشباب خيراً لأن الأوطان تبنى بشبابها وليس بشيوخها كما اطلب منهم أن يحافظوا على شرف ومهنة الوظيفة ويتجنبوا حق الضعفاء والمساكين. وأن لا يتركوا الوطن يتجزأ ويتشرذم ويتمثل ذلك بحفاظهم على الوحدة ونشر ثقافة الوعي بين أوساط الشعب.[c1]نجحت وأخفقت في جوانب أخرى[/c]* تحتفل بلادنا هذه الأيام بالعيد الذهبي لثورة 26 سبتمبر بمرور خمسين عاماً.. هل برأيك تحققت كافة الطموحات والتطلعات التي حلمتم بها وخرجتم من اجلها؟** أكيد لقد تحققت معظم تلك الطموحات والتطلعات غير أنها نجحت في جوانب وأخفقت في جوانب أخرى نتيجة للظروف التي مرت بها الثورة منذ قيامها وحتى يومنا نتيجة الانقلابات والاغتيالات والحروب غير المبررة ما اوجد دربكة في مسار تحقيق تلك التطلعات والطموحات.[c1]وجود بعض الانحرافات[/c]* هل برأيك تحققت الأهداف السبتمبرية للثورة أم حدث نوع من الانحراف؟** أرى أن الأهداف الستة للثورة لم تحقق.. الأهداف التي كان يطمح إليها الشعب وذلك نتيجة لوجود بعض الانحرافات التي غيرت مسار تحقيق أهداف ثورة 26 سبتمبر.* ما هي أهم الايجابيات لثورة 26 سبتمبر والإخفاقات التي رافقتها؟** أهم الايجابيات لثورة 26 سبتمبر.. هناك الكثير من المكاسب التي تحققت مثل انتشار المدارس والتعليم والمستشفيات وتوسيع انتشار الطرقات حتى وصلت إلى معظم القرى في جميع أنحاء اليمن.[c1]وأهم الإخفاقات هي:[/c]ضعف الاهتمام بالتعليم ومخرجاته وكذلك انتشار ظاهرة الغش خصوصاً في السنوات الأخيرة.وكذا انتشار ظاهرة الفساد الذي عم جميع مرافق الدولة وأصبح آفة عصرنا ونهب المال العام بدون وازع ديني وعدم الشعور بالوطنية من قبل بعض الأشخاص الذين يفضلون مصلحتهم على مصلحة الوطن.