في الدقيقة الأخيرة من المباراة الأولى للجولة الأولى من المجموعة الرابعة لدوري الأبطال الأوروبي ، قلب ريال مدريد هزيمته وتقهقره مرتين إلى فوز مستحق على مانشستر سيتي 2/3 ، لتكون علامة فارقة في إنهاء مرحلة التدهور والانهيار والإحباط المفاجئ التي رافقت بداية موسمه المحلي .بطل الليجا الإسباني الذي تراجع للمركز الثاني عشر بعد أربع مباريات برصيد أربع نقاط من هزيمتين وتعادل وفوز وحيد ، كان يبحث عن مخرج من أزمته التي كادت تمزق أوصال الفريق ، خاصة بعد التصريحات الغاضبة من مورينيو ضد لاعبيه وقوله أنه لايمتلك فريقاً ، ولكنه اهتز بعنف وتراجع وأعلن تحمله للمسؤولية ، وتقصيره في عدم تحفيز لاعبيه ، ويبدو أن الفرصة الوحيدة السانحة للتخلص من هذا الفشل المحلي ، كانت بتفجير الغضب ضد مان سيتي بطل الدوري الإنجليزي.كانت كل الأمور تشير إلى إحباط جديد وحظ عاثر يحوم فوق سماء سنتياجو برنابيو ، في قمة بطلي أقوي دوريين في الكرة الأرضية .. ورغم تفوق وسيطرة نجوم الملكي وخاصة كريستيانو رونالدو ، فإنه وزملاءه ،خاصة هيجواين أضاعوا العديد من الفرص السهلة وظهر جو هارت حارس مرمى إنجلترا الدولي وكأنه سد منيع أمام الريال ، وفي الشوط الثاني ، ومع المزيد من ضغط وخطورة وتوتر الريال ،وقبل النهاية بعشرين دقيقة كانت بداية التهديف للسيتي، لتتعقد أمور رجال مورينيو ولكن الدقائق الأخيرة المجنونة تشهد قمة الإثارة وتحول التفوق هنا وهناك ، وبعد أن تعادل الريال ، يعود المان سيتي للتقدم من جديد ، وينجح الملكي في إنقاذ الموقف بالتعادل للمرة الثانية ، ثم تأتي اللحظة المدهشة لجماهير الريال ، عندما يتمكن (السوبر ستار) كريستيانو من ترجمة جنون وروعة كرة القدم إلى حقيقة على أرض الملعب بخطف الهدف الثالث الذي إنتزع به الفوز ، وأنتزع فريقه من مرحلة الإحباط إلى عالم جديد من الأمل في العودة إلى مسيرة الكبار .وتخلى مورينيو عن وقاره وتماسكه، وراح يجري ويحتفل ويزحف على ركبتيه في حالة جنونية بعد هدف كريستيانو وخطف الفوز على المان سيتي ، مؤكدا خروجه وفريقه من «قمقم» الإحباط والمشاكل ، وقال بعد المباراة وهو يحاول التماسك أن أهم أسباب سعادته الكبيرة هي عودة فريقه ، واستعادة روح الانتصار وإرادة الفوز وتحقيق المجد ، وأن فريقه كان جديرا بالفوز ولم يكن يستحق الخسارة. عندما سئل كريستيانو عقب المباراة هل أصبح سعيداً بعد تألقه وفوز فريقه في المباراة خاصة بعد ظهور ابتسامته ، تلعثم وارتبك وحاول تدارك الموقف ، وقال أنه سعيد بالأداء والفوز وأستمتع بالمباراة الرائعة التي أمتعت الجماهير وقال إن إحراز النقاط الثلاث أهم من سعادته أو حزنه .. وأعتقد - شخصياً - أن مسألة غياب سعادة كريستيانو الحقيقية ، سببها احترافي للغاية ، لأن الجميع في الريال يعلم أنه أفضل لاعبي الفريق وصانع سعادته وانتصاراته، ولكنه يريد أن يشعر بذلك من الأرقام والمبالغ المالية التي تدخل حسابه شهرياً وليس من الكلام الشفوي!!
|
رياضة
عودة الريال .. وسعادة كريستيانو
أخبار متعلقة