نعمان الحكيمهو ثلاثاء حزين مر علينا .. لكنه يذكرنا بالفرح الذي استمر سنوات .. ففي هذا الصباح الجميل من صباحات عدن الجميلة، صباح الثلاثاء 4 / 9 / 2012م، افتقدنا الصوت الجميل الفصيح، صوت لازمنا في أثير إذاعة عدن لعقود من الزمن .. كنا نستمد منه النشاط والحيوية في البرامج الصباحية خاصة، نفتقد اليوم ذلكم الصوت الدافئ والحنون، صوت الخالدة في عقولنا وقلوبنا .. المرحومة السيدة المعطاءة نبيلة حمود .. نسأل الله لها الرحمة والغفران .. آمين اللهم آمين.هي إذن ذكرى الأربعين يوماً مرت ومازال الصمت موحشاً في مدينة ما كانت إلا أماكن للفرح والسرور والتآزر والتآخي الذي لم تشهده مدينة يمنية اخرى .. هكذا يرحل الحالمون بغد أفضل لاناس عركتهم الحياة وعجنتهم بمشاكلها التي لا أول لها ولا آخر .. هكذا كانت (أم يمن) الغالية متفائلة لا تعرف الحزن، بل كانت تبتسم للجميع وتقهقه من قلبها لاسعاد من هم حولها، في العمل والأثير والحياة عموماً.نبيلة حمود كانت (أشهر من نار على علم) وهل يخفى القمر .. إلا إذا كنا عميانا بصراً وبصيرة، فهي كانت المتميزة في كل أعمالها، البسيطة في التعامل وإتقان الصنعة رغم ما مر عليها من ويلات وأزمات لكنها كانت أقوى وأصلب وظل قلبها يضخ الدماء المتدفقة لعطاء مضاعف وسط كومة من المشكلات التي عصفت بالوطن وكانت نبيلة حمود البلسم الذي يشفي الجروح رغم أن قلبها قد كل لكنها لم تابه لذلك فالوطن أغلى.اليوم وفي ذكرى الأربعين لم نر أية فعالية تأبينية للمرحومة التي كانت مساحة خضراء للوطن عطاء وانتشاراً .. ولقد صدق الشاعر القائل:( وماساءني إلا الذين عرفتهمجزى الله خيراً كل من لستُ اعرف)نبيلة حمود خالدة باعمالها، بمواقفها، بكل ما فيها من إنسانية غطت مساحة كبيرة في هذا الوطن واخضوضرت وأزهرت واستنشقنا ربيع شذاها الندي الفواح .. فهي إذن هواء نتنفسه، وريحان نشمه ويعطينا اندفاعة قوية لمواصلة العطاء في كل مجالات الإعلام الهادفة إلى بناء وطن حر سعيد .. إن شاء الله تعالى.وإذا كان الجانب الرسمي قد غطى راسه خجلاً، فمن المنطق أن يلتفت إليها في مسائل اخرى، وهي مستحقاتها التي ماتت قبل أن تنالها، وكم كان جميلاً لو أنهم منحوها الدرجة والتسوية ورضا النفس، لكن ما زال الأمل في المسؤولين عن هذه الأمور، وما تزال نبيلة موجودة بابنائها الخمسة (ايمن المذيع المتألق الجميل وشقيقاته الأربع اللاتي يدرسن في الجامعة) .. وهم أولى بما هو لها قانوناً وعرفاً.وهو الحق للأرمل الإعلامي (أمين) الذي قد احيل إلى التقاعد وهم يعلمون مكانته وعطاءه ..وتكريمه مع الفقيدة يظل مطلباً ملحاً، لكنه ليس بالصعب، لو أرادوا!والفاتحة على روح الفقيدة الغالية .. وصبراً جميلاً للأهل كافة.
|
فنون
أربعينية الخالدة نبيلة حمود ..
أخبار متعلقة