قصة قصيرة
أحمد عبده المزحاني:تشتهر مدينة تعز العز بالثقافة الواسعة والفن المترامي الأطراف من أقصاها إلى أدناها وهنا تعز تمتاز بنخبة فنية عريقة بالغناء اليمني الأصيل والتراث الذي ليس له مثيل..الفنان الكبير والقدير أيوب طارش عبسي من أبناء هذه المدينة العريقة .. هنا أسلط ضوء قلمي وأعزف كلماتي عن علم من أعلام الفن اليمني الذي أسهم بشكل كبير في انتشار الأغنية التراثية والفن اليمني الأصيل الفنان أيوب طارش أسطورة الفن اليمني فنان الوطن والأرض والإنسان .. كثيراً ما غنى للوطن بصوت يشبه ضوء الفجر والنصر والسلام.. وبصوت ضوء الحرية.. و بصوت الوديان بين أشجار القرى ..يتخلل مسامات حشائش تلال الجبال المطلة، ويحلق مع سهوب السحب البيضاء المسافرة. أغاني الفنان أيوب طارش تظل خالدة في قلوب الناس وعالقة في أذهانهم ومرسومة في خيالهم، كما أنها تتجدد في كل وقت لأن لها وقعها الخاص ونكهتها الفريدة وموسيقاها الشعبية وإيقاعاتها المحلية، ولا يشعر المستمع لها بأي ملل حتى وان ظل يسمعها أكثر من مرة، والشيء الذي جعله مخلصا لفنه محترما لنفسه . أيوب طارش لكل شيء جميل في الوجود، تفوق بإبداع وتميز عن غيره، ليس بالغناء عن المرأة الفلاحة ولا عن المزارع الحافظ لأرضه، ولا عن الوطن الذي كثيرا ما غنى له، ولكن أيوب أيضاً انشد وغنى بفرح لليمن والوحدة، فكان بصوته الجميل يدب الحماس في نفوس الجماهير، لم يكن يغني فقط . ولكن كان يرسم الكلمات ويمزجها بالموسيقى، ساعده في رسم أجمل القصائد الشاعر عبدالله عبدالوهاب نعمان الفضول اللذان عانقا الإبداع وامتزجت قدراتهما ببعض، فخرجت أعمالهما للمستمع اليمني بأجمل ما صوره الخيال، وكما كان مع الفضول أيوب طارش فن تاريخي ، صوت يتخلل أرجاء روح التربة والزرع والمطر، ونبض الأرواح، ويبعث في الإنسان اليمني شعوراً عميقاً بمعنى الحياة.. بمعنى النغم الأصيل في حب الوطن.